تشارك السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد والذي يصادف الثاني من شهر ابريل من كل عام، والذي يعد رسالة توعوية في ظل الزيادة المطردة لعدد مرضى التوحد عالميا، على ضوء هذا نظمت وزارة الصحة ممثلة بدائرة مكافحة الأمراض غير المعدية حلقة عمل بعنوان "اضطرابات طيف التوحد" بقاعة السفير بمركز زاخر مول، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد فيصل بن تركي ال سعيد، رئيس مجلس ادارة جمعية الأمل، وسط حضور طبي يقارب 100 طبيب من مختلف محافظات السلطنة وعدد من الاخصائيين من وزارة التنمية الاجتماعية وبعض الجمعيات الاهلية والمراكز الخاصة بالتوحد.
هدفت حلقة العمل الى اثراء المعلومات وتعزيز القدرات التشخيصية والعلاجية للأطباء العموم في مختلف المراكز الصحية الأولية بجميع محافظات السلطنة لكي يتم اكتشاف للمرض والتعامل معه في وقت مبكر، وبحث كل ما يتعلق بالتوحد باعتباره الاضطراب الذي يصيب الأطفال في الثلاث سنوات الأولى من العمر مؤدياً إلى مشاكل وصعوبات واضحة في ثلاثة اضطرابات أساسية هي اضطرابات التفاعل الاجتماعي واضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي واضطرابات سلوك الطفل واهتماماته، كما تهدف الحلقة إلى نشر الوعي العام بمرض التوحد ودعم برامج التعليم للمرضى.
وفي تصريح لصاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد رئيس مجلس ادارة جمعية الأمل لوسائل الاعلام أشار فيه إلى أن مرض التوحد يصيب بعض الأطفال في الثلاث سنوات الأولي من عمرهم وبالتالي تنتشر الكثير من الأمراض والمفاهيم الخاطئة بخصوص هذا المرض بين أفراد المجتمع ، ونحن حقيقة نحتاج إلى المزيد من الفهم لطبيعة مرض التوحد وصولاً إلى تغيير المفاهيم الخاطئة بشأنه.
وأضاف: مرض التوحد في ازدياد ولابد من ضرورة الدعم النفسي لطفل التوحد وخاصة من الطبيب المعالج والاسرة، وضرورة توعية الأسر بكيفية التعامل مع الأطفال ذوي التوحد وتعريفهم بأحدث الطرق والأساليب التي توصل إليها العلم في كيفية رعاية هذه الفئة، بالإضافة إلى أهمية الإرشاد النفسي للأطفال ذوي التوحد وتزويد الأسر بالطرق العلمية الصحيحة في كيفية التعامل مع التحديات والصعوبات التي تواجههم مع أبنائهم، وجاءت هذه الحلقة لتلبي هذه الأهداف واكتساب المهارات عن كيفية التعامل مع المرض من الجانب التربوي والصحي والاجتماعي.
من جانبه القى الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي مديرة دائرة مكافحة الامراض غير المعدية كلمة أوضح فيها يقدر على مستوى العالم انتشار مرض طيف التوحد ب 62 كل 10000 طفل أي بمعدل إصابة طفل من بين 160 فهذا يشكل عبء على المرضى أنفسهم وعلى أهاليهم من صعوبة هذا المرض المقد، بالإضافة إلى توفير كافة الخدمات التي يحتاجها الطفل المصاب الأمر الذي يستدعي مزيداً من تظافر الجهود من مختلف القطاعات من أجل إيجاد الحلول المناسبة وتوفير كافة الخدمات بكافة أنواعها سواء الصحية والتعليمية والتأهلية.
واختتم كلمته قائلاً: ستعمل وزارة الصحة جاهدة من أجل تطوير الخدمات المقدمة لمرضى التوحد في مختلف مستويات الرعاية الصحية لاسيما برامج الرعاية الصحية الأولية وبذل المزيد من العطاء من أجل تحقيق الأهداف المنشودة لخدمة هذا الوطن.
اشتمل برنامج الحلقة على العديد من المحاضرات العلمية التي قدمها نخبة من الاستشاريين والاختصاصيين في مجال التوحد، فقد تطرق الدكتور يحيى الفارسي مساعد عميد كلية الطب والعلوم الصحية للتدريب وخدمة المجتمع بجامعة السلطان قابوس ورئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد في محاضرته عن التحديات المرتبطة باضطراب طيف التوحد من الناحية الطبية والاجتماعية، كما تطرق عن وضع المصابين بالتوحد في السلطنة في ضوء نتائج الأبحاث التي توصل لها فريق أبحاث التوحد بجامعة السلطان قابوس والمنفذ لمشروع البحث العلمي الاستراتيجي "التوحد في سلطنة عمان" والخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية والتي تحتاج لمزيد من تكاتف الجهود لرفع مستوى الوعي باضطراب التوحد في المجتمع المحلي.
بينما تمحورت المحاضرات الأخرى عن منهج البحوث الوبائية لمرض التوحد ونظرة عامة عن التوحد وكيفية إدارة وتأهيل مرض التوحد ودور التدخل المبكر للأطفال اللذين يعانون من التوحد ودور التكنولوجيا الحديثة المستخدمة في مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد.
وتأتي هذه الحلقة ضمن برامج وخطط وزارة الصحة في مجال الاعاقة والمتوافقة مع خطط منظمة الصحة العالمية والتي تستهدف الى كسر كل حواجز الوصول للخدمات الصحية وكذلك تذليل كل الصعوبات من اجل اكتشاف وتشخيص مبكر لمرض التوحد والتعامل معه قبل الوصول الى مراحل متأخرة منه، كما تجدر بالإشارة هنا بأن صعوبة تشخيص مرض التوحد تكمن في عائقين رئيسيين، أولهما صعوبة تمييزه عن الكثير من الامراض العقلية التي تشاركه في بعض الاعراض والسمات، وثانيهما عدم وجود عدد كاف من المراكز المتخصصة للتشخيص كما قام صاحب السمو السيد فيصل بن تركي ال سعيد، رئيس مجلس ادارة جمعية الأمل، بتوزيع الشهادات التقديرية على المحاضرين تثميناً لجهودهم التي بذلوها في إنجاح هذه الفعالية.