فيما عرضت "الماكر والسندباد" و "فطيم" أمس الأول

مسقط ـ "الوطن" :
تتواصل فعاليات مهرجان المسرح المدرسي السادس والذي انطلق امس الأول حيث تقدم اليوم تعليمية محافظة جنوب الشرقية مسرحية "كنوز لا تقدر بثمن" تأليف هدى بنت محمد الغيبر وإخراج ماجد بن سيف المقبالي بمسرح الكلية التقنية العليا بمسقط تحت رعاية الدكتور محمد بن خلفان الشيدي مستشار الوزيرة للمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة، كما تقدم تعليمية محافظة ظفار مسرحية "أفراح منسية" من تأليف نعيم بن فتح مبروك وإخراج فاطمة بنت بخيت مستهيل كشوب على مسرح دوحة الأدب تحت رعاية الدكتور سعيد بن سالم الحارثي مستشار وزيرة التربية والتعليم.

العرض الأول
وكان قد شهد مساء أمس الأول عرض مسرحية "الماكر والسندباد" للمؤلف الدكتور علي العاقول، وإخراج علي بن خليفة الهنائي، وقد عقب على العرض الكاتب والشاعر عبدالرزاق الربيعي الذي بارك في ختام العرض للتربويين والمسرحيين هذه التظاهرة الرائعة التي من شأنها أن تضع الخطوات الأولى على طريق المسرح، ومن خلالها تنتقى المواهب الشابة في مجال التمثيل، فكثير من كبار الفنانين انطلقوا من هذه الخشبة، وأسسوا لهم حضورا جميلا في الساحة.
وأضاف "الربيعي" : كما أنني أبارك للمخرج علي الهنائي الجهد الذي بذله وقدمه مع فريق العمل الذي ترجم النص ونقله من بيئة المؤلف إلى بيئة المخرج، والمخرج قد اشتغل على النص فأنا حقيقة قد قرأت النص وشاهدت العرض فوجدت إضافات ولمسات كثيرة له في العرض، فقد مسك مرتكزات النص وترجمها واشتغل عليها وجسدها على الخشبة وفق رؤيته الخاصة.
كما قال "الربيعي" : موضوع السحر في النص كما هو معروف هو حالة غيبية، وفي رأيي أن السحر هو الهيمنة الإعلامية، فالسحر يهيمن على العقل وهذا ما رأيناه في المشهد الافتتاحي للعرض من خلال الممثلين النائمين، واختتم العرض وهم نائمون فكأنما الرسالة بأن السحر مستمر، فالبطل هنا هو الحكيم، وأن المنقذ من هذه الدوامة والغيبوبة هي الحكمة، والعلم، وتعاطي المعرفة كحل لما وجدوا به أنفسهم، كما أن المخرج ركز على اللعبة بيد الفتاة وهي إضافة جميلة ومن اجتهادات المخرج، ففي النص الأصلي هناك جد يروي الحكاية لأحفاده وهي حكاية الساحر الذي دخل المدينة وسيطر على عقول سكانها، وحول المحبة والمودة التي كانت سائدة في القرية إلى شر، والوحيد الذي نجا من هذه الهيمنة هو الحكيم الذي كما جاء في النص أنه قد شرب من ماء الحكمة، فالمخرج اختصر الأحفاد بدمية في يد الفتاة، وحول الجد إلى فتاة وهذه الفتاة أصبحت جزءا من العرض وهذه نقطة تحسب للمخرج، فلو حذفنا الجد أو الراوي من النص لما اختل، ولكن المخرج أراد أن يوظف الشخصية لخدمة العرض فجعل الفتاة تلتحم بالعرض، كما أن اسم سندباد هو اسم لا علاقة له باسم السندباد البحري فالمخرج أعطاه مفتاحا لولوج عالم وخلق فضاء من خلاله دخلنا للحكاية، فقد حذف الزمان والمكان، وقد كانت الملابس موحدة ما عدا الألوان، نوع المخرج فيها للتغيير البصري، ليعطينا دلالات على تغير خطوط العرض.
وعن المؤثرات الصوتية قال "الربيعي" : المؤثرات الصوتية كانت غائبة سوى في المشهد الاستهلالي فقد كان هناك عزف على العود وفي الختام كذلك وفي الوسط ليس هناك سوى صوت الممثلين، أما الأداء فكان يحتاج إلى اشتغال أكثر، فما رأيته كانت بروفة، بسبب أن هذا هو العرض الأول للممثلين، والممثل يعتبر مبتدئا فهو مرتبك لذلك نجد له مبررات كثيرة لوقوفه على الخشبة لأول مرة، كما أن النهاية كانت مختلفة عما كانت موجودة في النص الأصلي فالمخرج قدم قراءته للنص فاجتهد وجعل الحدث مفتوحا للتفسير والتأويل.

العرض الثاني
كما شهدت خشبة مسرح الكلية التقنية العليا بمسقط عرض مسرحية "فطيم" لتعليمية شمال الشرقية للمؤلف عباس الحايك وإخراج حمد المفرجي، وعقب على العرض الكاتب والمخرج المسرحي محمد بن خلفان الهنائي حيث تحدث قائلا:" الديكور كان يميل إلى جانب الواقعي لكنه اختلط بالتغريب، والواقعية تتمثل في البيوت والبحر والشجر والقارب، كما أن النص عبارة عن (فلاش باك) يبدأ من المدينة الحديثة التى بناها التاجر والبلدوزر، أما التغريب فيتمثل في السلك الحديدي الذي كان يعني العجلات التى بدت طوال العرض كأنها أداة حمل أثقال الرياضيين إلى أن اكتشفنا بأنها عجلات البلدوزر التى حطمت كل شيء في القرية، ومن المفترض أن يكون البعد المكاني حاضرا من بداية العرض، وتحويل البيت الى غطاء اسود الذي شاهدناه في المرحلة الاخيرة كان سريعا جدا عن طريق الممثلين، ولم يكن بنفس الصورة البصرية التى شاهدناها بحضور البلدوزر.
وأضاف "الهنائي" : الإضاءة ساعدت على إظهار تفاصيل العمل عن طريق البقع والفرش وكانت قد حضرت بشكل جمالي بالتركيز على بعض قطع الديكور ولم تنقلنا للأزمنة والأمكنة فاختلطت علينا الاماكن، أما الملابس فجاءت محاكية للمستوى الاجتماعي للشخصيات ولكن ذلك لم يحصل مع "فطيم" و"عازف الناي" ، وكذلك لم تهتم بالتفاصيل الدقيقة للممثلين، من ناحية الممثلين تمنيت ان يتم توظيف المجاميع الذين رأيناهم كصيادين ورأيناهم في الاستهلال في بداية العرض، كذلك الأغاني الشعبية لم تكن العناية بها بما يليق بمثل هذه الأغاني فالاشتغال على الممثل لم يكن حاضرا فكانوا اقرب إلى ملقين ولغة الجسد غابت عنهم، والإخراج ركز على عناصر اخرى دون الاهتمام بالممثل الذي هو أساس وركيزة العمل المسرحي، حيث اهتم المخرج بتحريك الممثل على الخشبة لملء المساحات.