جنيف ـ عواصم ـ وكالات : طلبت الأمم المتحدة أمس "هدنة إنسانية فورية لبضع ساعات" على الأقل يوميا في اليمن للسماح بنقل مزيد من المساعدات إلى اليمن، حيث يتدهور الوضع أكثر فأكثر. في حين هبطت طائرتان تحملان مساعدات طبية الأولى للجنة الدولية للصليب الأحمر والثانية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في صنعاء ، يأتي هذا، فيما دعا البرلمان الباكستاني حكومته إلى التزام الحياد في الوقت الذي استمرت فيه الضربات الجوية التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين خصوصا في الجنوب.
وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في اليمن يوهانس فان دير كلاو خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن "الوضع يتدهور بين ساعة وأخرى". ودعا إلى "هدنة إنسانية فورية للنزاع" في اليمن. وصرح للصحفيين "نحتاج إلى بضع ساعات على الأقل كل يوم". وهذه "النافذة" التي طالبت بها الأمم المتحدة ستسمح للعاملين في المجال الإنساني بنقل بسهولة أكبر المساعدات إلى سكان اليمن الذين يحتاجون إلى المواد الغذائية والأدوية ومياه الشرب والوقود.
من جانبها ، قالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في اليمن ماري كلير فغالي عبر الهاتف "إنها أول طائرة للجنة الدولية للصليب الأحمر تهبط في صنعاء، وهي محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية" تشمل "أدوية ومعدات جراحية". وتابعت المتحدثة التي كانت متواجدة في مطار صنعاء أثناء هبوط الطائرة " اليوم السبت ، من المفترض أن تصل طائرة ثانية تحمل 32 طنا من المساعدات الطبية، ومولدات كهربائية ومعدات لتنقية المياه مخصصة لمستشفيات صنعاء". وبعد ساعات قليلة وصلت طائرة تابعة لليونيسيف إلى مطار صنعاء تحمل 16 طنا من المساعدات الطبية، بحسبما أفاد المتحدث باسم يونيسيف محمد الأسعدي لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال الأسعدي إن الشحنة تتضمن "أدوية ومضادات حيوية ومستلزمات الإسعافات الأولية". وتوقعت اليونيسيف تفاقم سوء التغذية في اليمن خلال الأسابيع المقبلة. وقال جوليان هارنييس ممثل اليونيسيف في اليمن لوكالة الصحافة الفرنسية خلال زيارته جنيف أمس الأول الخميس "سنشهد تفاقما في سوء التغذية خلال الأسابيع المقبلة، هذا مؤكد للأسف. صعوبة الوصول إلى المياه وزيادة أسعار الأغذية وصعوبة التجول ونقص مياه الشرب كلها مجتمعة مع تراجع خدمات الدولة ستؤدي إلى تراجع عدد الأطفال الذين يتوجهون إلى المدارس وزيادة في سوء التغذية". ونجحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء الماضي في إيصال سفينة إلى مدينة عدن في جنوب اليمن محملة بالمساعدات الطبية. ووصل على متن السفينة فريق طبي من خمسة عاملين في منظمة أطباء بلا حدود، وفق ما أعلنت ماري-اليزابيث اينغرس مسؤولة المنظمة في اليمن. وفي اليوم ذاته، نقلت منظمة أطباء بلا حدود طنين ونصف الطن من المعدات الطبية إلى عدن في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء القصف الجوي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن في السادس والعشرين من مارس الماضي.
إلى ذلك ، استمرت غارات عاصفة الحزم على اليمن ورافق الغارات الجوية قصف بحري على مواقع الحوثيين في المجمع الحكومي بمديرية دار سعد شمال المدينة وميناء عدن القديم ومقر شركة صوامع الغلال بالمعلا وجبل حديد الواقع بين مديريتي المعلا وخور مكسر ومواقع أخرى. كما استهدفت غارات مواقع لتخزين السلاح تابعة لجماعة الحوثيين وأنصارهم في صنعاء. ونقل عن سكان أن الغارات الجوية التي استهدفت أجزاء من وزارة الدفاع ومنشآت أخرى دامت لساعات. من جانبه أوصى البرلمان الباكستاني الحكومة بالبقاء على الحياد في الصراع اليمني.
وجاء في القرار الذي أقره البرلمان الباكستاني بعد خمسة أيام من المناقشات" يتعين على باكستان أن تظل محايدة في الصراع ". وعارض أغلب الأعضاء إرسال قوات للمشاركة. وأيد النواب من كل الأحزاب السياسية القرار ، وأشاروا إلى أنه سوف يترجم إلى قرار سياسي رغم حقيقة أن الحكومة قد ترفضه. غير أن القرار يقول إن باكستان سوف تهب للدفاع عن السعودية إذا تعرضت سيادة المملكة ووحدة أراضيها لتهديد، بدون تقديم مزيد من الإيضاحات .