تنظم جمعية الكتاب والأدباء مساء اليوم جلسة نقدية حول رواية "حوض الشهوات" للكاتب محمد اليحيائي الصادرة حديثا عن دار الانتشار العربي.
وتقدم في الأمسية الكاتبة هدى حمد ورقة بعنوان "محمد اليحيائي .. بين "حوض" الشخصيات و"شهوات" التاريخ".
وتقدم الرواية حسب هدى حمد سيناريوهات ومقترحات مختلفة للتاريخ، انطلاقا من هذا السؤال: "ماذا لو؟". ماذا لو تغير سياق التاريخ، ماذا لو تغيرت حسبة السياسة، ماذا لو انتصر الخاسر وخسر المنتصر؟
فالرواية تحكي قصة الناس الذين توقفت حياتهم وأحلامهم على لعبة السياسة والتاريخ، وكأن الفرد بكل أحلامه وأفراحه وأحزانه متورط بهما على الدوام.
تبدو هذه الرواية وكأنها كُتبت بحضور جميع الشخصيات إلى منضدة واحدة، فكل واحدة منها تنتزع حصتها من الحكاية، لتقول التفاصيل التي تخصها، وعلى القارئ أن يبقى مُنتبها، ليتمكن من تمييز صوت السارد الذي يستلم دفة الحديث، وإلا فاته الكثير جدا. "عليّ أن أوضح أنّ ما سأحكيه ليس حكايتي ولا حكايتها ولا حكايته ولا حكايتهم ولا حكايتهن، وإنما حكايتنا"ص41 . الشخصية التي افتتحت الرواية، هي نفسها تلك التي اختتمت العمل. شخصية إشكالية تعيش انشطارها الخاص، ويمكن أن نقول إن الرواية تنهض برمتها على هذه الشخصية التي تجمع المتضادات، ويتداخل صوتها وحكايتها بأصوات الآخرين.
تنمو حكاية الشخصيات حكاية داخل الحكاية. كما تنمو الحكاية الواقعية تاريخيا التي يكتبها اليحيائي أو الأصوات الساردة إلى جوار نمو الحكاية المتخيلة التي تكتبها ليلى سليمان.
ولكن وعلى الرغم من أن شخصية من مثل شخصية زعيمة تأسرنا، كما يأسرنا الجد وهدية والي السلطان "روز" والزوج ومبارك وأخوه سلطان، والشخصيات الأخرى التي لم تنتزع إلا أسطرا قليلة من الرواية، إلا أن حضورهم جميعا ما يلبث أن يتضاءل ويتقلص لصالح فرش أرضية التاريخ الحقيقي أو الأسطوري، مما يدفعنا للتساؤل: هل أراد اليحيائي من وراء شخصياته تلك الآخذة بالضمور - رغم كل وهجها التي تتبدى فيه أول ظهورها - أن تكون انعكاسا جادا لمرحلة مطموسة من الذاكرة العُمانية، والحراك الذي فقد حيزه على السطح الواقعي، أم وراء ذلك ما وراءه من أسرار !
تقام الأمسية النقدية في مقر الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمرتفعات المطار في تمام الساعة السابعة والنص مساء.