سبق فوزه بنسختها الأولى عام 2012

كتب - خالد بن خليفة السيابي:
للمرة الثانية على التوالي يحصد الفنان العماني سالم السلامي الجائزة الذهبية في مسابقة الحياة البرية في عُمان، بلوحة "جرادة" وقد سبق للسلامي أن حصل على نفس الجائزة في نسختها الأولى من المسابقة في عام ٢٠١٢.
وللحياة البرية في عُمان حيّز خاص في المخزون الفني لسالم السلامي، وقد حظيت السلطنة بثروة هائلة من الطيور والحيوانات، خصوصاً أن للطبيعة والمناخ الحار في السلطنة صنوفه الخاصة من الحيوانات، ناهيك عن المحميات الطبيعية التي تنتشر في ربوع السلطنة، فبعد سحر الغزال وصمود الإبل إلى المها العربي الجميل، مروراً بشطآن خليج عُمان بطيورها النورسية، يأخذنا هذه المرة الفنان إلى حشرة صغيرة نسبياً، يعرفها الجميع حق المعرفة، فهي حشرة موسمية تزداد في فترات وتقل في فترات أخرى، تعرف بتعدد أشكالها وألوانها، وقد ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز.
استطاع السلامي أن يتناول (الجرادة) بطريقته الفنية وألوانها الانطباعية التي تعكس إحساسه الخاص، فنجد الخطوط في الخلفية والتقسيمات دلالة على الوقت، فالحياة بشكل عام لا تسير إلا بوقت منظم يشمل جميع المخلوقات بما فيها الإنسان، كذلك اللون الأخضر المائل إلى الاصفرار، اللون الذي يرى من خلاله الفنان بأنه الموطن الحقيقي للجراد، فهو يقتات من النبات والورق وأغصان الشجر.وعند النظر إلى الجرادة من الوهلة الأولى يخيّل لنا بأنها حقيقية نظراً لاهتمام الفنان بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة، فالجسم الغريب لهذا المخلوق يعكس بديع خلق الله سبحانه وتعالى، فكان جدير بالفنان أن يتفكّر في تلك التفاصيل الصغيرة ونقلها بقالب لوني جميل.
ويبدو أن الفنان تعمد القرب الشديد ليقدم مشهدا "بزوم عال" لا تقدر عليه الكاميرا لأن الألوان هنا هادئة كاشفة وتخص حرفية الفنان.