جوبا ـ عواصم ـ وكالات: قالت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق افريقيا (ايجاد) أمس إن حكومة جنوب السودان والمتمردين المؤيدين لنائب الرئيس السابق ريك مشار اتفقوا على وقف لاطلاق النار مع استعدادهم لمحادثات لانهاء العنف.
وقال بيان للهيئة "اتفق الرئيس سلفا كير ميارديت والدكتور ريك مشار على وقف للعمليات العسكرية وتعيين مفاوضين للتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار منفذ ومراقب."
ولم تتضح تفاصيل عن توقيت سريان وقف اطلاق النار. وتتوسط ايجاد بين الطرفين منذ بعض الوقت.
وقال مسؤولون إن وفدين يمثلان حكومة جنوب السودان والمتمردين أرسلا إلى محادثات سلام في اثيوبيا لكن القتال اشتد حيث تدور معركة بين الجانبين للسيطرة على عاصمة ولاية جونقلي.
فيما هدد مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي بفرض "عقوبات محددة الهدف" على جميع من "يحرضون على العنف" في جنوب السودان، وذلك في بيان أمس.
واوضح البيان ان مجلس السلم والامن "يعبر عن نيته في اتخاذ التدابير اللازمة بما في ذلك (فرض) عقوبات محددة الهدف على جميع من يحرض على العنف".
وقال شهود عيان إن ميليشيات موالية لريك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان سلفا كير تمكنت أمس من الوصول إلى وسط بور وهي البلدة الرئيسية في ولاية جونقلي.
وقال مشار لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن قواته سيطرت على البلدة بينما قال الجيش إن عدد المتمردين يفوق عدد جنوده لكنه لا يزال يسيطر على عدة مناطق.
ومارست قوى غربية واقليمية ضغوطا على الجانبين لوقف القتال الذي أدى حتى الان إلى مقتل ألف شخص على الاقل وخفض انتاج النفط في جنوب السودان وأثار المخاوف من اندلاع حرب أهلية شاملة في قلب المنطقة الهشة.
وقالت الحكومة الاثيوبية إن مشار وافق على الحوار وإن ممثليه سيصلون إلى أديس أبابا.
وقال وزير خارجية جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين "سنذهب إلى هناك" مشيرا إلى اثيوبيا. وأضاف أنه غير وارد أن يوافق كير في المحادثات على اقتسام السلطة مع مشار.
وبدأ العنف في 15 ديسمبر كانون الاول باشتباكات بين مجموعة من الجنود في العاصمة جوبا وسرعان ما امتد الى نصف ولايات جنوب السودان العشر مقسما على اسس عرقية بين قبيلتي النوير التي ينتمي اليها مشار والدنكا التي ينتمي إليها كير.
واتهم كير مشار ببدء القتال في مسعى للاستيلاء على السلطة.
ونفى مشار الاتهام لكنه انسحب إلى الاحراش واعترف بقيادة الجنود الذين يحاربون الحكومة. وقال مشار إنه يقود أيضا ميليشيا "الجيش الأبيض" التي تقاتل في بور.
كما استبعد وقف اطلاق النار على الفور مؤكدا على العكس ان المتمردين يتقدمون "نحو جوبا" عاصمة جنوب السودان.
وقال الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني إن دول شرق
افريقيا اتفقت على التحرك وهزيمة مشار إذا رفض عرض وقف اطلاق النار
وهو ما يهدد بتحويل القتال إلى صراع إقليمي. ولم يرد تأكيد فوري
لهذا الاتفاق من دول اخرى.
وسيطر المتمردون على بور لفترة وجيزة في بداية الصراع لكن
القوات الحكومية استعادت السيطرة عليها بعد قتال عنيف استمر عدة
أيام.
وقال نهيال ماجاك نهيال رئيس بلدية بور أمس من المقر العسكري للحكومة داخل بور الواقعة على بعد 190 كيلومترا إلى الشمال من جوبا "لا يزال جزء من البلدة في أيدينا والجزء الاخر في أيدي المتمردين."
وقالت جماعة اطباء بلا حدود ان نحو 70 الف مدني فروا من بور ولجأوا الى احدى بلدات ولاية البحيرات المجاورة حيث يفتقرون إلى الغذاء والمياه النقية والمأوى. واختبأ آخرون في المستنقعات. وأضافت المنظمة "ظروف المعيشة تقترب من الكارثة."
وذكرت الامم المتحدة ان القتال في جنوب السودان أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 180 الف شخص منهم 75 الفا لجأوا إلى قواعد تابعة للامم المتحدة.
وقال الاتحاد الافريقي خلال اجتماع في جامبيا بغرب افريقيا انه يشعر بالقلق وخيبة الأمل من اراقة الدماء بعد عامين فحسب من استقلال جنوب السودان.
وقال مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي انه سيتخذ "الاجراءات الملائمة بما في ذلك فرض عقوبات تستهدف كل من يحرضون على العنف... ويواصلون الاعمال الحربية ويقوضون الحوار الشامل المقترح."
وامهل جيران جنوب السودان الطرفين المتحاربين يومين لوضع السلاح وبدء مفاوضات.