بكل وضوح أبدى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – ارتياحه لمسيرة التنمية الشاملة في البلاد وما قامت به الحكومة وباقي مؤسسات الدولة من جهود مقدرة، مؤكدا أهمية الاستمرار في الحفاظ على الجوانب الحياتية للمواطنين وما يقدم لهم من خدمات وضرورة الإسراع في وضع الخطط الكفيلة بتحقيق التنويع الاقتصادي واستكمال المشاريع الكبرى ذات النفع العام وجذب المزيد من الاستثمارات.
وأسدى جلالته ـ ابقاه الله ـ توجيهاته خلال ترأسه لاجتماع مجلس الوزراء الموقر مؤخرا بتفعيل مجالات الشراكة مع القطاع الخاص، وكافة قطاعات ومؤسسات الدولة داعيا لمواصلة الجهود تحقيقاً للأهداف المرجوة.. وهذا ما يتمناه المواطن في كافة مناطق السلطنة.
فكلنا يعرف مكانة الشعب الوفي في قلب جلالة السلطان المعظم ، فهم محل اهتمامه ورعايته على الدوام، لتعود الحياة بالدوران بقوة ـ رغم يقيننا بعدم توقفها لأن سلطان البلاد المفدى كان يتابع كل شاردة وواردة من قصره في جارمش، ويسدي توجيهاته رغم ما مر به من وعكه صحيه خرج منها معافى ولله الحمد.
إن الثمانية أشهر كانت "عجافا" بالنسبة للوطن، الذي مر بوعكة هو الآخر، تلاشت برؤية جلالته لتعم الفرحة قلوب الجميع مواطنين ووافدين ومقيمين ، وهي دلالة على الحب الكبير الذي يكنه كل من على هذه الارض لشخص جلالته المفدى كأب حنون وقائد عظيم، وسلطان حكيم.
فهنيئا لنا نحن الوطن والشعب بهذا الرجل الذي نعجز ويعجز الآخرون عن وصفه ومعرفه كرم افعاله الخيره ، واياديه البيضاء المعطاء التي وصلت شرقا وغربا في الداخل والخارج، حفظك الله، يا صاحب الجلالة، لتحقق لعمان وشعبها الوفي ما ترمي له من تقدم وأمن ورخاء واستقرار.
فجلالة السلطان المعظم ، الاب والقائد وولي الامر ، يحرص ان يضع على عاتق اعضاء مجلس الوزراء الموقر ، التحرك والعمل من اجل راحة المواطن وتنويع الاقتصاد وإيجاد روافد اخرى بديلة تدعم الموازنة العامة للدولة.
ان القيادة الناجحة ، جنبت البلاد ، الازمات السياسية والاقتصادية ومساويء تدني اسعار النفط ، وغيرها ، فهو ما يفتأ يستهل لقاءاته وحواراته وجلساته بالدعاء الى الله ان يحفظ هذا الوطن من كل مكروه ، ونحن بدورنا نرفع أيادينا معه أن يمده الله بعونه وتوفيقه ويديم عليه نعمة الصحة والعافية ، ويحفظ وطننا امنا مستقرا ينعم بالرخاء والازدهار.
ولعل زيارة مجلس الوزراء الموقر برئاسة سمو السيد فهد بن محمود ال سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء مع أعضاء المجلس لشركة تنمية نفط عمان التي تعتبر الذراع المهمة للاقتصاد العماني واحدى الركائز الاساسية للتنمية ، تاتي مكملة لاجتماع المجلس برئاسة جلالته ـ اعزه الله ـ لدور الشركة النشط في العديد من المجالات. كما انها تاتي بعد زيارة تاريخية لجلالته للشركة العام الماضي.
ولعل ما تم مشاهدته على الواقع وما لمسه الوزراء يوحي باننا مقبلون على تغيرات هامة يتطلب دورا للشركة في دعم الاقتصاد والموازنة العامة خاصة بعد الاعلان عن انضمام السلطنة الى منتدى صناديق الثروة السيادية.
ولاشك ان هذه التغيرات والاحداث والتطورات المنتظرة في المرحلة المقبلة، تتطلب ايجاد حراك اقتصادي واستثماري وموارد جديدة ، وهذا الامر يتطلب من اعضاء المجلس الموقر والمجالس الاخرى (الدولة والشورى) ، التحرك في هذا الاتجاه بناء على اوامر وتوجيهات القيادة الحكيمة.

د. احمد بن سالم باتميرة
[email protected]