"برنت" يقترب من 59 دولاراً للبرميل بعد علامات على تراجع الإنتاج الأميركي
ـ "الطاقة" تؤكد قوة الطلب لكن ارتفاع إمدادات المعروض تؤجل تعافي الأسواق العالمية ورسيا ترسل وفداً إلى "أوبك"
ـ إنتاج النفط الصخري في أميركا يتراجع يومياً بمعدل 45 ألف برميل ليصل لـ4.98 مليون يوميا مايو المقبل

مسقط ـ عواصم ـ وكالات: بلغ سعر الخام العماني تسليم شهر يونيو القادم أمس "28ر58" دولار، وأفادت بورصة دبي للطاقة أن سعر نفط عمان شهد ارتفاعا بلغ "70" سنتاً عن سعر يوم أمس الأول الثلاثاء الذي بلغ "58ر57" دولار.
وبلغ معدل سعر النفط العُماني تسليم شهر مايو المقبل 55 دولاراً و9 سنتات مسجلاً بذلك انخفاضاً بلغ دولاراً واحداً و12 سنتاً مقارنة بسعر تسليم شهر أبريل الجاري.
وصعدت أسعار النفط في التعاملات الاسيوية أمس الاربعاء بعد علامات على انخفاض في انتاج الخام في الولايات المتحدة لكن المكاسب قيدتها بيانات تظهر تراجع نمو الاقتصاد الصيني في الربع الاول من العام الي أدنى مستوى في ستة اعوام.
وارتفع سعر خام القياس الدولي مزيج برنت في العقود تسليم مايو 56 سنتاً أو ما يعادل 0.96% إلى 58.99 دولار للبرميل بينما زادت عقود الخام الاميركي 36 سنتا أو 0.68% إلى 53.65 دولار.
وفي الولايات المتحدة تراجع انتاج النفط في ولاية نورث داكوتا بمقدار 15 ألف برميل يوميا في فبراير عن الشهر السابق رغم ان عدد الابار المنتجة سجل مستوى قياسيا مرتفعا.
وجاء هذا في اعقاب تقرير من ادارة معلومات الطاقة الاميركية يتوقع ان يهبط انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة 45 ألف برميل يوميا ليصل الي 4.98 مليون برميل يوميا في مايو المقبل ما سيكون أول انخفاض شهري في اربعة اعوام.
وقال محللون: ان الارقام الاميركية تدفع اسعار النفط للصعود.
لكن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين منع الاسعار من ان توسع مكاسبها .. وقال المكتب الوطني للاحصاءات: انه على اساس فصلي تباطأ نمو الاقتصاد الصيني الي 1.3% في الاشهر الثلاثة الاولى من 2015 بعد تعديلات موسمية مقارنة مع نمو بلغ 1.5% في الاشهر الثلاثة السابقة.
وعلى الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي فان الطلب الاساسي على النفط في الصين في مارس ارتفع بنسبة 7.6% عن مستواه قبل عام ليصل الى 10.53 مليون برميل يوميا وفقا لحسابات رويترز على اساسا البيانات الحكومية.
وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس الأربعاء: إن أسواق النفط العالمية قد تستغرق وقتا أطول من المتوقع للتعافي بسبب ارتفاع إمدادات المعروض من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" واحتمال ارتفاع الصادرات الإيرانية رغم ظهور علامات على قوة الطلب.
وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري إنها واصلت رفع توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2015 بواقع 90 ألف برميل يوميا إلى 1.08 مليون برميل يوميا ليصل الطلب هذا العام إلى 93.60 مليون برميل يوميا في المتوسط.
وهوت أسعار النفط إلى النصف من 115 دولاراً للبرميل في يونيو حزيران 2014 بسبب وفرة المعروض واستمر هبوطها بعدما آثرت أوبك حماية حصتها في السوق على خفض الإنتاج.
ويرتفع الطلب العالمي على النفط بوتيرة أسرع من المتوقع لكن المعروض أيضا ينمو سريعا وأرجأت وكالة الطاقة توقعاتها لتوقيت تعافي السوق، "يشير ذلك بصفة عامة إلى أن استعادة السوق توازنها ربما لا يزال في مراحله المبكرة".
وعلى صعيد المعروض قالت الوكالة: إن إنتاج أوبك زاد إلى 31.02 مليون برميل يوميا في مارس مقترباً من أعلى مستوياته في عامين وهو ما يرجع بالأساس إلى زيادة الإنتاج في السعودية والعراق وليبيا.
وقالت الوكالة "التقدم في المحادثات الخاصة ببرنامج طهران النووي لا يشكك في الافتراضات السابقة لمستقبل الإنتاج الإيراني فحسب بل ربما يكون قد شجع منتجين آخرين بالفعل على زيادة إمدادات المعروض لحماية حصتهم في السوق قبل العودة المحتملة لإيران".
وتوقعت الوكالة في تقارير سابقة أن تستعيد سوق النفط توازنها في النصف الثاني من 2015 مع تباطؤ نمو المعروض من أميركا الشمالية وانخفاض الأسعار الذي يعزز الطلب.
وزاد استهلاك النفط عن المتوقع في أسواق مثل أوروبا والهند والولايات المتحدة لكن وكالة الطاقة تتشكك في استمرار جميع مواطن قوة الطلب.
وعلى عكس ذلك قالت وكالة الطاقة: إن مستوى إنتاج أوبك في مارس ربما يدوم إن لم يرتفع أكثر في أبريل.
وأبقت الوكالة على توقعاتها للطلب على نفط أوبك في 2015 دون تغيير عند 29.50 مليون برميل يوميا مشيرة إلى أن فائض المعروض سيرتفع إذا أبقت المنظمة على نفس الإنتاج.
وتجري وزارة الطاقة الروسية مشاورات مع منتجي النفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وأميركا اللاتينية وصفها أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي أمس الأربعاء بأنها "غير مسبوقة".
ولم يخض دفوركوفيتش في تفاصيل لكنه قال أمام لجنة تابعة لوزارة الطاقة إن هذه المناقشات يجب أن تستمر.
وتحاول روسيا توثيق العلاقات مع أوبك بعد هبوط أسعار النفط، ومن المتوقع أن ترسل موسكو وفدا لإجراء محادثات مع بعض أعضاء أوبك في يونيو المقبل.