موسكو ـ وكالات: كثفت السلطات الروسية من تواجدها الأمني في مختلف الانحاء بالمواكبة مع الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة بعد العمليتين الانتحاريتين اللتين أوقعتا 33 قتيلا في فولجوجراد وأثارتا توترا شديدا مع اقتراب موعد الدورة الشتوية للالعاب الاولمبية في سوتشي.
وامر الكرملين اجهزة مكافحة الارهاب بتعزيز الامن في سائر الانحاء بعد التفجير الذي استهدف حافلة كهربائية، بعد اقل من 24 ساعة على اعتداء اول في المحطة المركزية للقطارات في فولجوجراد، على مسافة الف كلم جنوب موسكو وعلى المسافة ذاتها من سوتشي حيث تفتتح الالعاب الاولمبية الشتوية في 7 فبراير.
ورفعت الوزارة المحلية للحالات الطارئة امس حصيلة الاعتداءين الى 33 قتيلا.
وقال المتحدث باسم الوزارة المحلية للحالات الطارئة ديمتري اولانوف لوكالة انترفاكس ان "احد ضحايا الانفجار الذي وقع في محطة القطارات في 29 ديسمبر توفي هذا الليل في مستشفى فولجوجراد وارتفع عدد القتلى الى 18"، فيما ارتفعت حصيلة الاعتداء على الحافلة الكهربائية الى 15 قتيلا.
وكانت حصيلة سابقة تفيد عن مقتل 31 شخصا، 17 منهم اثر انفجار الاحد في المحطة المركزية للقطارات في المدينة، و14 في الاعتداء الذي استهدف حافلة الركاب الكهربائية في ساعة زحمة.
وذكرت وزارة الصحة ان ستة من الجرحى في حال حرجة و13 في حال الخطر.
ونسب التفجيران البالغا الشدة واللذان لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنهما، الى انتحاريين واشار المحققون الى اوجه شبه في المتفجرات المستخدمة، مرجحين فرضية هجومين منسقين.
وبحسب معلومات اوردتها الصحافة الروسية، فان الانتحاري الذي نفذ الهجوم على محطة القطارات قد يكون مقربا من حركة التمرد التي تسعى للغنفصال في في منطقة القوقاز.
ورأس السنة هو العيد الاكثر شعبية في روسيا ويعتبر تقليديا بداية فترة عطلة تمتد ثمانية ايام من ضمنها عيد الميلاد الارثوذكسي.
ويتجمع الاف الاشخاص ليل 31 ديسمبر في الساحة الحمراء عند اسفل الكرملين للاحتفال بالسنة الجديدة.
واعلنت وزارة الداخلية عن تعزيز اجراءات المراقبة على الطرقات ونشر فرق امنية ترافقها كلاب بوليسية في الاماكن العامة.
وفي سان بطرسبرج، ثاني مدن روسيا، قررت السلطات الغاء كل عروض الالعاب النارية بعد الاعتداءين.
كما الغيت جميع الاحتفالات في فولجوجراد التي وضعت في حال الانذار، بقرار من لجنة مكافحة الارهاب وطلبت سلطات المدينة من السكان عدم اطلاق مفرقعات.
وقال ممثل عن اجهزة مكافحة الارهاب اندري بيليبتشوك لوكالة ايتار تاس الرسمية انه تم نشر اكثر من اربعة الاف عنصر من الشرطة والقوات الخاصة في المدينة ونقل حوالى تسعين شخصا الى مكاتب الشرطة للتثبت من هوياتهم.
وطلب مدير اجهزة الاستخبارات الكسندر بورتنيكوف من السكان لدى وصوله الى المدينة ان يكونوا متفهمين حيال "التدابير الضرورية".
ووعد بوتين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالالتزام باطار القانون الدولي لدى القبض لى مدبري هجومي فولجوجراد واحالتهم الى القضاء، على ما افاد المتحدث باسم الامين العام.
وتبقى فولجوجراد الواقعة بالقرب من جمهوريات شمال منطقة القوقاز، رمزا قويا بنظر العديد من الروس للمعركة الدامية التي انتصر فيها الاتحاد السوفياتي على المانيا النازية.
وفي اكتوبر فجرت انتحارية نفسها في حافلة تغص بالطلاب ما اسفر عن مقتل ستة اشخاص.
ويرى الخبراء ان الاعتداءين قد يكونا يهدفان الى احلال اجواء من الرعب قبل بدء الدورة الشتوية للالعاب الاولمبية التي دعا زعيم التمرد الاسلامي دوكو عمروف في يوليو الى منع حصولها "بكل الوسائل".
ووظفت روسيا استثمارات كثيفة للتحضير للالعاب التي ستكون الأغلى ثمنا في التاريخ حيث وصلت الميزانية الى خمسين مليار دولار في مدينة لم تكن تحوي اي بنى تحتية رياضية.
ودعت الولايات المتحدة الى مزيد من التعاون مع موسكو لضمان امن الالعاب.