الكويت ـ أنور الجاسم:
اختتمت أمس الجمعة فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الكويت للمونودراما الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، والذي انطلقت فعالياته الماضي وذلك على مسرح الدسمة بعرض عمل (قصة الأمس).ويعرض المهرجان عروضا محلية وعربية لفن (المونودراما) الذي يعد شكل من أشكال المسرح التجريبي الذي تطور خلال القرن العشرين الماضي اذ يقوم بأداء القصة ممثل واحد يسرد أحداثها عن طريق الحوار ومنها عرض الافتتاح (قصة الأمس) الذي قدمه الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد.وقال وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح في كلمة بحفل الافتتاح ان المهرجان يعد تظاهرة فنية ومبادرة مسرحية كويتية للاهتمام بمسرح الممثل الواحد "ذلك الفن المسرحي الراقي والمتميز الذي يعتبر ساحة لفضاء الإبداع والحرية". وأضاف ان القيادة السياسية العليا تؤمن إيمانا عميقا بأهمية الفن والمسرح بكافة صورة وأشكالة ودوره الثقافي والتنويري وتحرص على دعم المؤسسات والفعاليات الفنية والمبادرات الثقافية الهادفة. وذكر ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب قام بإعداد خطة إستراتيجية لتحديث وإنشاء مسارح في كل محافظات البلاد لما تمثله من إضافة إبداعية وركيزة أساسية لتنمية الفكر والثقافة في حياة المجتمع داعيا الشباب الكويتي العامل في حقل الفن المسرحي الى الاستفادة من فعاليات المهرجان وصقل مواهبه الإبداعية لخدمة الكويت. ونعى الشيخ سلمان الحمود الفنان الكويتي احمد الصالح الذي توفي بعد رحلة حافلة بالعطاء الفني وكان احد فرسان المسرح اذ قضى اكثر من 55 عاما على مسارح الكويت والخليج العربي وأمام كاميرات التلفزيون والسينما وخلف ميكرفون الدراما الإذاعية. من جهته قال رئيس المهرجان جمال اللهو ان انطلاق المهرجان بدورته الثانية جاء بتشجيع من القيادات المعنية بالحركة الفنية ودعمهم المستمر لعل لقطاع الخاص وأهميته في المجتمع مؤكدا قدرة الشباب الكويتي على استضافة وإدارة المهرجانات الفنية والثقافية الدولية لتبقى الكويت رائدة دائما ومنارة للثقافة والمثقفين. وأضاف ان الكويت تملك الكثير من المقومات والمواهب والإبداعات التي تحتاج الى الدعم والتشجيع وتبني أفكارها وترجمتها على ارض الواقع. من جانبها قالت الفنانة المصرية سميحة أيوب في كلمة نيابة عن الفنانين ان فن المسرح من الفنون القليلة التي تحمل ثلاث صفات مهمة ومتفردة بين الفنون الأخرى فهو "حي ومباشر ووليد اللحظة ويحمل مزيجا من كل الفنون ويتناغم مع الفكر". وذكرت ان فن المونودراما هو احد الفنون المسرحية الذي بات يغري الكثير من المبدعين المسرحيين للدخول في دائرته و إفساح مكان له في خارطة الحركة المسرحية. وتم خلال حفل الافتتاح عرض مونودرما بعنوان (قصة امس) والتي أداها الفنان عبد العزيز الحداد وتناولت حياة الشاعر الراحل احمد فتحي وما مر به خلال حياتة التي استمرت 47 عاما. وغاص الفنان الحداد خلال فترة العرض في أعماق حياة الشاعر ليبين معاناته مع زوجته البريطانية ام ابنته الوحيدة والتي رفضت العودة معه الى بلاده مصر بالرغم من محاولاته الكثيرة معها ومراسلتها بشأن الالتحاق به. وتكمن معاناة الشاعر باستلامه رسالة من المحكمة البريطانية تفيد بتطليقه من زوجته ومنحها حق حضانة ابنتهما الى جانب منعه من دخول بريطانيا مدى الحياة الأمر الذي دفع بالشاعر إلى كتابة قصيدة (قصة الأمس) التي غنتها ام كلثوم ولحنها رياض السنباطي. من جانبه قال وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح ان الكويت ستنشئ لجنة عليا بهدف تنظيم العمل المسرحي في البلاد وستقدم لها جميع التسهيلات تمهيدا لانطلاقة كبيرة للمسرح. وأكد الشيخ سلمان الحمود في تصريح للصحافيين الليلة عقب افتتاح مهرجان الكويت للمونودراما حرص الكويت على دعم المسرح "وإعادته الى ما كان عليه من تفوق فني مميز" مشيرا إلى أهمية المهرجان كتظاهرة فنية ومبادرة مسرحية كويتية تهتم بالمسرح. وذكر ان حضور العديد من المسرحيين الكويتيين والعرب حفل الافتتاح ومشاركتهم سيثريان المهرجان ويحققان الهدف من إقامته والمتمثل بالاستفادة من الخبرات وإبراز المواهب المسرحية كما "يؤكد عودة قريبة فاعلة للمسرح الكويتي". وأعرب الوزير عن شكره لرئيس المهرجان والى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على جهوده في دعم الحركة المسرحية متمنيا ان يستمر التواصل الفني والثقافي مع الدول العربية والعالمية من خلال إقامة المهرجانات الفنية والثقافية.