بيروت ـ العمانية:
أطلق عليها قلعة الصمود والتصدي لأنها مرِت عليها حروب عديدة وعوامل طبيعية كثيرة ولا تزال شامخة في الأعالي وتترجم شموخ لبنان بين جيرانه، انها قلعة بعلبك الموجودة في شرق لبنان مدينة بعلبك أو مدينة الشمس كما كان يطلق عليها. تقع مدينة بعلبك في شمال سهل البقاع وشرق نهر الليطاني، تحيط بها من الشرق والغرب سلسلتا جبال لبنان الشرقية والغربية ، وتعلو بعلبك عن سطح البحر حوالي 1163 متراً وتبعد عن العاصمة بيروت حوالي 83 كلم من ناحية الشمال الشرقي . كانت بعلبك مدينة فينيقية أنشأها الفينيقيون وقال عدد من المؤرخين إنها أول مدينة شيدت في التاريخ وقد احتلها الإغريق في عام 331 قبل الميلاد، حيث غيروا اسمها إلى (هيليوبوليس) أو (مدينة الشمس)، وأصبحت مستعمرة رومانية في عصر الإمبراطور (اوقوستس) في القرن السادس عشر قبل الميلاد. وقام الرومان خلال احتلالهم مدينة بعلبك ببناء ثلاثة معابد، وأحاطوها بسور مبني من الحجارة العملاقة ويوجد حاليا في المدينة صخرة ضخمة تم قطعها قبل أكثر من ألفي عام وتدعى (صخرة المرأة الحامل)، يبلغ طولها أكثر من 21 متراً وتزن أكثر من 1000 طن. وكانت معابد بعلبك مدفونة تحت الأنقاض، وكانت أول محاولة لاستعادتها ودراستها في عام 1898 ميلادي بواسطة بعثة ألمانية ، تلتها بعثة فرنسية في عام 1922 ميلادي وبعد ذلك أكملت المديرية اللبنانية العامة للآثار العمل على آثار بعلبك. ومن أكثر أجزاء مدينة بعلبك شهرة القلعة الرومانية التي تحتوي في داخلها على معبدي جوبيتر وباخوس والى جانبها معبد فينوسز، وحتى أوائل هذا القرن كانت آثار رومانية أخرى لا تزال محفوظة ، فسور المدينة مثلا كان في حالة حفظ في أوائل القرن العشرين وكان من السهل إتباع تخطيطه ، ولقد ذكرت مراراً كتابات المسافرين البيزنطيين والعرب وغيرهم في أوائل القرن السادس عشر أنهم عبروا عن دهشتهم للعمل الباهر الذي نفذ في الفترة الرومانية. ويعتبر معبد جوبتير من أهم معابد بعلبك، وقد بدأ العمل على بنائه في الربع الأخير من القرن الأول قبل الميلاد ، ويجاوره معبد (باخوس) وقريبا منهما مبنى دائري يدعى معبد (فينوس). ويوجد في القلعة ايضا معبد أصغر حجما من معبد جوبيتر يسمى معبد ( باخوس) ويعود تاريخ معبد باخوس إلى القرن الثاني الميلادي ، وقد استطاع مقاومة الزمن وحافظ على الكثير من ملامحه الأولى ويتميز المعبد ببوابته العملاقة التي يبلغ ارتفاعها 13 مترًا وعرضها ستة أمتار، وتقع على منصة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار ويضم المعبد أعمدة متصلة ببعضها بتيجان مزخرفة. كما يوجد في القلعة هيكل (فينوس) وهو عبارة عن بناء مع قبّة يقع في جنوب شرقي الموقع ، وقد تم إبّان الفتوحات العربية تحصين بقايا الهيكل وأطلق العرب على المنطقة التي يقع فيها الهيكل إسم (القلعة) ، وفي فترة من الفترات ضربت هزّات أرضية عنيفة بعلبك فمحت معالم المدينة بشكلٍ كلّي، إلاّ انه في القرن التاسع عشر بدأت بعثة ألمانية بمساعدة علماء آثار لبنانيين وفرنسيين بأعمال الحفر والتنقيب وإعادة بناء ما يُمكن إنقاذه من بقايا المدينة ، وهكذا صار في مقدورنا مشاهدة عظمة التاريخ ، والتكهن ما كانت عليه هذه المدينة من أمجاد ومكانة. وهناك بقايا معبد رئيسي رابع كان يجلس فوق احد التلال الى الجنوب من المدينة يعرف بمعبد عطارد “ميركير” ومعبد آخر على نبع رأس العين وهو معبد “نبتون”، كما تعرف بعلبك بعدد من المعالم الإسلامية مثل مقام (السيدة خولة) و(الجامع الكبير) الذي يرجع بنائه الى بدايات العهد الأموي ، كما يوجد في موقع الساحة الرومانية العامة عدد من الجوامع الإسلامية مثل (جامع النهر) و(جامع الحنابلة) و (جامع الصاغة). ويوجد في مدينة بعلبك (قلعة بعلبك) الشهيرة وهي جزء لا يتجزأ من عظمة لبنان التاريخية، والزائر لهذه لمدينة بعلبك يندهش من عظمة هذه المدينة بمعابدها التي تكتنف الأسرار وبحجم الأحجار والتقنيّات الهندسية المستعملة لبناء هذه النُصب الحجرية الرائعة ، ومن أهمها (حجر الحبلى) وهو أكبر حجر في العالم ، كما قامت البلدية بتأهيل وترميم السوق القديم ليصبح السوق التراثي في المدينة.