أحمد الحارثي يتطلع إلى تحقيق نتائج أفضل في قادم السباقات

وصل الموسم السادس من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط إلى ختامه بعد منافسةٍ مشوقة في السباق الثاني للجولة السادسة على حلبة البحرين الدولية. وفاز كليمنس شميد، سائق فريق النابودة رايسنغ، بلقبه الثاني في بطولة السائقين بفارق عشر نقاط عن أقرب منافسيه، بينما ظفر فريق سكاي دايف دبي فالكونز بكأس بطولة الفرق للمرة الأولى.
وقد أنهى السائق العُماني أحمد الحارثي السباق الثاني للجولة الختامية في المركز الثامن، بينما حل زميله في فريق النابودة رايسنغ كليمنس شميد في المركز الخامس. وبهذه النتيجة، حصل الفريق الإماراتي على المركز الثاني في الترتيب العام النهائي لبطولة الفرق مع ختام موسم 2014-2015 من السلسلة، متأخراً عن فريق سكاي دايف دبي فالكونز بفارق 31 نقطة فقط.
بعد يومٍ من الأحداث المثيرة التي شهدها السباق الأول، جاء السباق الثاني أكثر انضباطاً لكنه لم يكن أقل تشويقاً، حيث انطلق السائقان المتنافسان على اللقب، شميد وأشكناني، من المركزين السادس والسابع، بعد عقوبةٍ طالت أشكناني وأرجعته خمسة مراكز على ترتيب الانطلاق وأداءٍ ضعيف من شميد في التصفيات التأهيلية في اليوم السابق.
في المقابل، لم يتعرض سائقا فريق سكاي دايف دبي فالكونز لمثل هذه المشاكل، وقدّما أداءً استثنائيًّا في جميع منافسات الجولة الأخيرة، فصعد الشيخ حشر آل مكتوم منصة التتويج لليوم الثاني على التوالي، بينما حقق زميله سعيد المهيري المركز الثاني في السباق الأخير. وبذلك يعود كأس بطولة الفرق مرة أخرى إلى دبي، لكن إلى أيدٍ جديدة هذه المرة، بعدما كان فريق النابودة رايسنغ قد فاز بالبطولة في العامين الماضيين.
ومن جديد، كان أداء الحارثي قويًّا في السباق حيث صعد مركزاً واحداً بالمقارنة مع ترتيب الانطلاق، وهي السمة الإيجابية التي ميزت أداء الحارثي هذا الموسم. وعلى الرغم من محاولاته الحثيثة لخلق المزيد من فرص التجاوز، كانت الفوارق بين السيارات أكبر مما يمكن تعويضه، ليكتفي الحارثي في النهاية بالمركز الثامن. ومن ناحيةٍ إيجابية أخرى، فقد أنهى السائق العُماني الموسم في المركز الرابع ضمن الفئة الذهبية.
وتحدث الحارثي في ختام الموسم السادس من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط، قائلاً: "كان السباق مقبولاً بالنسبة لي مع أنني كنت أتمنى لو استطعت الضغط أكثر على السائقين أمامي، لكنّهم جميعاً قدموا أداء قوياً دون أخطاء ما جعل الأمور صعبة جداً. نحن نشعر بخيبة الأمل لأننا لم نستطع الفوز بلقب بطولة الفرق، وقد عاندنا الحظ عندما اضطر كليمنس للانسحاب من السباق الأول في هذه الجولة. أعتقد أن هذا يُظهر حقاً ما وصلت إليه السلسلة من مستوى رفيع ومنافسة كبيرة هذا العام. فقد كان التنافس على المراكز قوياً وصعباً، وكان السائقون جميعاً أكثر احترافية وأقل ارتكاباً للأخطاء، ما جعل الفرص محدودة للغاية. ولعل الجانب المشرق هو التطور الكبير لمستوى السائقين في الشرق الأوسط؛ إلا أننا خسرنا البطولة هذا العام نتيجة حظنا العاثر في الجولة الختامية".
كان ختام الموسم السادس من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط ذروةً في الإثارة أمام جماهير الفورمولا 1 التي ملأت المدرجات، بالنظر إلى مدى أهمية هذه المناسبة التي أضافت المزيد من التشويق والهيبة إلى سلسلة سباقات السائقين المحترفين الأكثر نجاحاً وتنافسية على مستوى المنطقة.
وبمجرد إعطاء شارة البداية على حلبة البحرين الدولية، انطلق السائقون بقوة، وحاول كليمنس شميد التقدم من المركز السابع الذي بدأ منه، وكذلك كان الحال مع زيد أشكناني المنطلق من المركز السادس. ومع أن انطلاقة شميد كانت أفضل من منافسه، إلا أن السائق الوحيد الذي تمكن من التقدم عند المنعطف الأول كان أحمد الحارثي، زميل شميد في فريق النابودة رايسنغ، والذي انتقل من المركز التاسع إلى السابع.
بقيت السيارات متقاربة جداً طوال اللفة الأولى، وفيها ضغط الشيخ حشر آل مكتوم، صاحب المركز الثاني، على المتصدر تشارلي فرينس المنطلق من المركز الأول، ونجح في تجاوزه إلى صدارة السباق. ولم تنته اللفة الأولى قبل أن يخسر فرينس مركزين آخرين لصالح فهد القصيبي أولاً ثم سعيد المهيري، زميل الشيخ حشر، ليصبح ثنائي فريق سكاي دايف دبي في موقفٍ جيد لكسب أكبر حصيلةٍ ممكنة من النقاط وضمان بطولة الفرق.
وكانت كل العيون ترقب التنافس بين أشكناني وشميد، حيث تمكن كلاهما من تجاوز بندر العيسائي بسرعة. وكان أشكناني يدرك تماماً أنه بحاجة لإنهاء السباق متفوقاً على شميد بفارق خمسة مراكزٍ على الأقل إذا أراد الفوز باللقب.
لكن على الرغم من بحثه المتواصل عن فرصة كسب المزيد من النقاط، لم يستطع الشاب الكويتي اللحاق بثلاثي الصدارة فحلّ في نهاية السباق بالمركز الرابع. وفي الوقت ذاته، كان ثنائي فريق سكاي دايف دبي الطامح للفوز ببطولة الفرق في المركزين الأول والثاني بعد لفتين فقط من بداية السباق، ليقترب الفريق أكثر فأكثر من رفع الكأس الغالية. ومع تقدم السباق، واجه الشيخ حشر آل مكتوم ضغطاً متصاعداً من صاحب المركز الثاني فهد القصيبي، وسمح ذلك أيضاً لسعيد المهيري باللحاق بهما ليحاول بدوره التقدم أكثر في الترتيب. وشهدت اللفات الأخيرة منافسةً ثلاثية حامية كانت السيارات فيها جنباً إلى جنب على المسافة المستقيمة في أكثر من مناسبة.
ولم يستطع الشيخ حشر أن يحافظ على الصدارة بسبب تآكل إطاراته، رغم تقدمه معظم فترات السباق، لينهي السباق في المركز الثالث وراء القصيبي والمهيري، وأمام أشكناني الذي جاء رابعاً، وشميد في المركز الخامس، وبندر العيسائي سادساً.
وبذلك كانت جولة البحرين ختام موسمٍ مشوّق من تحدي كأس بورشه جي تي 3 الشرق الأوسط بعد ستّ جولاتٍ واثني عشر سباقاً، لم تُحسم فيها بطولة الفرق ولا بطولة السائقين إلا في اليوم الأخير، بعد منافسةٍ استمرت ستة أشهر.