[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
امتزجت الدماء الأفريقية بالدماء العربية، صار للقارتين تاريخ مقروء بالدم، خير المصاهرة هو الدم الذي يوحد ويجمع .. ببساطة ذبح " داعش" المسيحيين الأثيوبيين فوق الشاطيء ذاته الذي ذبح فيه المصريون، وكالعادة رميت دماؤهم الى السماء علها تشفع أحرار العالم الذين يتعذبون في هذا الايام وهم كثر، يمتد خيط عذابهم من اليمن الى سوريا فالعراق فليبيا فمصر، ليعود مرة أخرى الى اليمن السعيد ولن يحط في أثيوبيا فقط..
يد الارهاب مازالت قوية، هنالك مساندة بينها وبين اليد التي تدعمها وتمولها والتي جاءت لنجدتها بطريقة مباشرة. الارهاب الفقير يقتل فقراء شعوبنا وفقراء أفريقيا، لم يختر حتى الآن مناخات جديدة تؤكده في الأمكنة التي يجب ان يكون فيها. اختار الارهاب هذه المرة فقراء اثيوبيا وقبلها مصر، وهو كثير الاعتزاز بما يفعله على امتداد قارتي آسيا وافريقيا، طالما ان له سندا من اكثر من قوة ومن مكان ومن قوة معتبرة لها امكانياتها الهائلة في البر والبحر والجو.
يحتاج هذا العالم الى اعادة قراءة مع انه واضح المعالم. هنا في المنطقة العربية طوفان الدم لايتوقف، وفي افريقيا حراك في مالي وآخر في نيجيريا وربما في اماكن لم يؤت على ذكرها بعد .. الواضح في هذه العبر انها اسلامية بالدرجة الاولى، وهي عربية في أكثرها. الارادة الدولية قررت هذا اللعب على الوجود العربي لأنه يملك قابلية الاشتعال ضد ذاته اذا ما أحسن التوقيت في ذلك.
من المؤسف أن يكون خيار الدم الأفريقي مسيحيا، مرة أثيوبيا ومرة مصريا، اما قتلى " داعش " من الغربيين فلا أحد يتعهدهم، ذلك الكذب الرسمي الغربي الذي يهدد كلما تم ذبح واحد من ابنائه، نراه يتناسى حاجة الانسانية جمعاء للوقوف بوجه ارهاب عالمي الصفة والمضمون، يخترق كل المسميات، كما يخترق شتى العناوين، يرسم لذاته طريقا ويسلكها رغم أنف ذلك الغربي الذي لانشك لحظة وفاقه معه لأن في ذلك طريقا لاستباحة العرب، واشغالهم، وتفتيتهم، ونشر الفوضى في صفوفهم .
متى امة العرب تخرج من قوضاها لتعيد تنظيم وجودها على قاعدة منع الموت المجاني الذي يصيبها سواء من التنظيمات الارهابية او من غيرها .. انه لعجب ان لايخرج فقراء العرب الذي يشكلون القاعدة الكبرى والسيوف في يدهم ضد الموت الذي يخترع لهم من قبل اغنياء العالم سواء كان عربيا او غربيا. بل متى نحلم باليوم السعيد الذي ينسى العرب انهم مواطنون لبلدانهم ولأمتهم قبل ان يكون لهم دين ومذهب، وان يظل العرب يتذكرون ان لهم قضية تسبق كل قضاياهم الثانوية وهي مأساة فلسطين.
شربت أرض ليبيا دما قانيا أفريقيا مثلما سبقه من دم قان عربي أفريقي ايضا، ومع ذلك سنظل نحتاج لما هو أكثر من كلام مكتوب او مقروء او مذاع كي تستفيق الشعوب على أوجاعها لتعلن وحدتها ضد القاتل الواحد سواء كان داعشيا او غير داعشي. فالأمر سيان، لأن القتلة اجتمعوا على دم الشعوب، لكننا لا نرى خيرا في شعوب لم تر بعد اي مكان فعلها الحقيقي على قاعدة وحدة المسار والمصير.