[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/kazemalmosawy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]كاظم الموسوي[/author]
”.. وفقا لبيانات وزارة الداخلية البريطانية تم تجريد 20 بريطانيا من الجنسية خلال العام الحالي وهو رقم يعد الأعلى خلال العامين ونصف العام الماضيين. فضلا عن تزايد أعداد المعتقلين في بريطانيا للاشتباه في علاقتهم بالإرهاب. وأوضحت أنه ألقي القبض على 16 شخصا، على الأقل، اتهموا إما بالتخطيط للسفر إلى سوريا أو بمحاولة السفر إليها أو بالذهاب إلى معسكرات تدريب هناك.”
ــــــــــــــــــــــــ
الحمقى وحدهم من ينقنقون في الفضائيات وفي مواقع الكترونية أحيانا عن عدم وجود تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) في أماكن الصراع في العراق والشام. والغريب المضحك ان هؤلاء الحمقى وهم يرددون ذلك لا يعرفون انهم يضحكون على عقولهم قبل غيرهم ممن يستمع أو يقرأ لهم أو يشاهدهم. كيف يمكن تصديق أقوالهم بعد كل ما يحصل في البلدين من جرائم هذا التنظيم؟. والمستغرب من هؤلاء الحمقى في محاولات التضليل تنسيب هذه الأعمال الوحشية الإجرامية للتنظيم في الإعلان عن انها تعود لأجهزة استخبارية دولية أو إقليمية (روسية، إيرانية) لا تؤمن بكل ما يدعون به. وداعش يضعهم في اهدافه الرئيسية وهذه الدول تعلنها صريحة محاربتها لداعش بكل الوسائل والأساليب. طبعا يمكن القول ربما إن داعش مخترق أو انه كذلك وهو أمر معروف في هذه الحالات. ولكن لماذا ينكرون أعماله الإجرامية؟. أليس ما يقوم به يمثل عقل مثل هذه التنظيمات والمجموعات الإرهابية؟ وما يعلنه هو بنفسه في مواقعه الالكترونية ويعرضه بالصوت والصورة كافيا لتوضيح حقيقته وان اختلفت التسميات.. ان الحمقى، مرة أخرى، هم وحدهم من ينكرون ويتبجحون بصلافة لأغراض مريضة في نفوسهم. أو انهم يقدمون اعلاما مدروسا وممنهجا لخلط اوراق الإرهاب والمطالب الأخرى. وربما هذا جزء من مهمات وفعاليات محسوبة ومنظمة أيضا.
في السياق نفسه، ليس كلام السفراء الأجانب منزها وكذلك ما يصدر عن مؤسساتهم الإعلامية أو منظماتهم الدولية ولكن هناك مسؤولية ما تقع عليهم فيما يصدر وينشر ويسجل. وهناك قواعد وقوانين وأعراف يحتكمون إليها. وهي التي تعبر عن اهتماماتهم ومصداقية بعض ما يسربون أو يعلنون أو يكشفون. ويخشون منها فيحرصون على ما يصدر عنهم أو يقصدونه لأغراض لديهم أو لحسابات معلومة أو مجهولة.
نقلت وكالات أخبار عراقية، على مواقعها الالكترونية، تصريحا للسفير الاميركي لدى العراق روبرت بيكروفت، (25 كانون2/يناير 2014)، اكد فيه بمعلومات لديه، كان قد بثها في حديث لقناة "اي بي سي نيوز" إنه "يمتلك معلومات عن دخول 2000 مقاتل تابعين لتنظيم القاعدة الإرهابي إلى العراق". وأضاف أن "هذه المعلومات وهذا العدد من المقاتلين العابرين للحدود العراقية بحد ذاته يشكل تهديداً قويًّا للحكومة والقوات الأمنية العراقية، لأنهم قادرون على القيام بعمليات ارهابية خطيرة قد تسبب موجة جديدة من العنف داخل المحافظات العراقية". وأعاد قوله في حديث متلفز، نشره الموقع الإلكتروني للسفارة الاميركية ببغداد، حسب وكالات أخبار عراقية ايضا.
في السياق نفسه، كشف علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي عن معلومات ادلى بها السفير البريطاني في بغداد سايمون كوليس في احد لقاءاته مع مسؤولين حكوميين عراقيين، تفيد بوجود 200 بريطاني يقاتلون إلى جانب التنظيمات المسلحة في سوريا. وقال الموسوي لقناة "العالم" الفضائية، انه لا يستبعد ان "يكون عدد من المقاتلين البريطانيين دخل إلى الأنبار، وهو يقاتل الآن إلى جانب تنظيم القاعدة والدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام". وأضاف، ان القوات العراقية تواجه "ارهابيين من جنسيات متعددة ومختلفة وهذا ما يجعل معركة الجيش ضد التنظيمات المسلحة في الأنبار صعبة".
هذان الخبران المنقولان عن السفيرين الاميركي والبريطاني في بغداد يوضحان ان بلديهما يتابعان بدقة اعداد المشاركين في هذه العمليات الارهابية ويخمنان الأرقام ويعرفان مصادر داعش ومواردها. وهناك شكوك كثيرة بأدوار لبلديهما فيها، بشكل مباشر أو بغيره، وكذلك ضمن خطط الفوضى وسياسات ادارة الازمات في البلدان العربية. وتعلن من جهة أخرى اجهزة البلدين الاستخبارية والأمنية عن توجهها إلى اتخاذ اجراءات قانونية وإجرائية داخل بلديهما او الغرب عموما. ومهما نقلت الاخبار عن صور وأرقام مبالغ بها، وربما تضخيم فيها فإنها تصب في الأخير في خدمة مخططات تلك الدول ومصالحها، لا سيما في البلدان العربية. (وكانت وسائل اعلام بريطانية نشرت تقارير عن اعتزام الحكومة البريطانية سحب الجنسية من البريطانيين الذين وصفتهم بـ "الجهاديين"، لأن أعدادا كبيرة منهم سعوا للانضمام إلى جماعات جهادية على صلة بتنظيم "القاعدة". ووفقا لبيانات وزارة الداخلية البريطانية تم تجريد 20 بريطانيا من الجنسية خلال العام الحالي وهو رقم يعد الأعلى خلال العامين ونصف العام الماضيين. فضلا عن تزايد أعداد المعتقلين في بريطانيا للاشتباه في علاقتهم بالإرهاب. وأوضحت أنه ألقي القبض على 16 شخصا، على الأقل، اتهموا إما بالتخطيط للسفر إلى سوريا أو بمحاولة السفر إليها أو بالذهاب إلى معسكرات تدريب هناك. وتشير تقديرات أمنية بريطانية إلى أن ما بين 300 و400 بريطاني موجودون في سوريا أو عادوا من هناك).
إضافة إلى ذلك أشار مدير المخابرات الاميركية جيمس كلابر يوم 29 كانون الثاني/ يناير الماضي إلى ان أكثر من سبعة آلاف متشدد أجنبي من نحو 50 بلداً يقاتلون إلى جانب مسلحي المعارضة في سوريا. ويزيد العدد الذي ذكر أثناء جلسة للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي كثيرا عن الأعداد السابقة التي كانت تتراوح بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مسلح.
من جهة اخرى، نفت قيادة عمليات الجزيرة والبادية في العراق، في 17 كانون الثاني/ يناير الماضي، ما صرح به رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد أبو ريشه بدخول 150 سيارة إلى الأنبار تقل ارهابيين تابعين لداعش من جنسيات عربية مختلفة عبر الحدود السورية!. وهذا امر لا يستغرب منه في مثل احوال البلاد!.
هذه الأرقام والتصريحات والأقوال والأخبار كلها تشير إلى وجود تنظيم القاعدة وتسمياته الأخرى، ومنها داعش ويقوم بتنفيذ أعماله الارهابية الاجرامية في العراق والشام، وله اهدافه ومخططاته العلنية والسرية في المنطقة. ومصادره وروافده باتت معروفة أو مشتبه بها!. ويبقى السؤال بعد كل تلك الأخبار والمعلومات ومهما كانت وقائعها: من يدعم ارهاب داعش وغيرها؟ أليس من بينهم الأجهزة الأمنية وأولئك الحمقى الذين يتهافتون في وسائل الإعلام المعروفة لأصحابها؟..