[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
منذ زمن بعيد ،لم يحرم جيش من امكانية تسليحه بل ماهو المطلوب تسليحيا مثلما حرم الجيش اللبناني .. جيش مقدام، عبقري، روح تضحية وشهادة وعقيدة، لكنه بلا سلاح مؤثر ..
منذ أن أعطي طائرات ميراج الحربية ولم يجر استعمالها إلى أن صدئت، ظلت تلك الهوكر هنتر تلوح في الاجواء تكاد ان تسقط امام اي هواء زائد عليها .. قيل لانه بلد صغير المساحة لايحتاج لطائرات عسكرية، لكن المقصود اسرائيل، وحدها من يجب أن يمتلك احدث الطائرات، ووحدها من يمتلك احدث سلاح، علما ان لبنان كان اشترى يوما صواريخ كروتال، لكنها لم تصل، تم افشالها، وايضا كرمى لعيون اسرائيل التي تتحكم بالسلاح اللبناني، لابل هي من تحدد سلاح جيش لبنان ،.
وصلت بالأمس اسلحة لهذا الجيش من فرنسا وسط احتفال مهيب، من اسف القول ان 48 صاروخ ميلان فقط مضاد للدروع مع قليل من المدافع، والباقي يحتاج وصوله لأربع سنوات وربما عشر، وقد لاتصل ايضا اذا ما ضرب الاسرائيلي يده على طاولة الفرنسي والعربي الممول ايضا رغم أن ثمن هذا السلاح مدفوع مقدما من قبل المملكة العربية السعودية كهبة.
عندما أبدت روسيا رغبتها بتسليح الجيش اللبناني بدا الأمر غريبا ونشازا فلم تصل الكلمات القابلة الى الافواه، وحين قالت ايران للبنانيين تعالوا وخذوا مايحلو لكم من سلاح من عنابرنا، قامت الدنيا ولم تقعد، تحرك بعض أهل الداخل أكثر من اية حركة امتعاض اسرائيلية.
هذا الجيش الحيوي الذي يعقدون الآمال عليه في محاربة الارهاب وفي ضمان امن الداخل اللباني، كيف له ان يؤمن كل هاذا الأمر وهو ان دخل معركة كبرى يحتاج لذخيرة، مع ان ماينتظره معارك من النوع المصيري، فالارهابي يقف على الابواب، هو عند الحدود ينتظر ساعة الصفر، يريد ان ينقض على اللبنانيين لأنهم اختاروا ان يظلوا بمنأى عما يحصل في المنطقة، وقيل لأن حزب الله بفهمه القومي يشارك الجيش العربي السوري معاركه وعند حدود لبنان الشمالية والشرقية. بل ثمة معلومات يقول العارفون انها مؤكدة، تبشر بقرب المعركة مع الارهاب الذي يسعى لاختراق تلك الجبهة عند جدود عرسال ورأس بعلبك .. وفي هذا الاطار يحشد ايضا حزب الله قواته في تلك المناطق، لقد اصبح قتال اعداء لبنان الارهابيين في مصاف قتال العدو الصهيوني، عدوان توحدا ضد بلد يرتبط بوطنه العربي مصيريا وخاصة بسوريا، وللاسرائيلي ثأر من هذا البلد، ينتظر اللحظة التي يتمكن فيها من الانقضاض عليه، ولولا حسابات خسائره الكبرى من اية حرب مع حزب الله لفعلها في كل لحظة.
يعتز لبنان بجيشه، لكن حاجته للسلاح تجعله مكتوف الايدي احيانا، حسابات قادته ان معاركهم الكبرى تحتاج لعون الصديق والشقيق، ولكم خاض معارك كبرى كتلك التي في مخيم نهر البارد ودفع فيها عشرات الشهداء ومئات الجرحى .. يعتز هذا الجيش بامكانياته الأمنية التي تعتبر أكبر حجما من قدراته العسكرية.
السلاح الفرنسي الذي وصل الى جيش لبنان، لايسد رمق جائع للسلاح وتنتظره معارك من النوع الثقيل، كما على اكتافه مراحل مهمة من حياة الناس بوقائعها الداخلية، اضافة الى متابعة الاشرار الذين يعيثون فسادا سياسيا وامنيا فيه.