دمشق ـ جنيف ـ (الوطن) ـ وكالات:
بدأت أمس جولة جديدة من محادثات جنيف بين الوفد السوري ووفد معارضي الخارج المنضوين تحت ما يسمى (الائتلاف) وذلك على وقع مجزرة جديدة ارتكبها المسلحون في قرية معان بريف حماة، راح ضحيتها 40 قتيلا من النساء والأطفال والشيوخ، الأمر الذي حدا بالوفد الرسمي السوري إلى المطالبة بإدانة المجزرة، فيما اقترح المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن تتم مناقشة بندي مكافحة الإرهاب والحكم الانتقالي بالتوازي.
وعقدت أمس جلسة صباحية بين وفد الجمهورية العربية السورية والأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.
وتقدم وفد الجمهورية العربية السورية في بداية الجلسة مع الإبراهيمي وقبل الحديث عن أي شيء بمشروع بيان لإدانة مجزرة معان في ريف حماة.
وقال الوفد في مشروع البيان إنه في دليل جديد على تورط حكومات بعض الدول التي باتت معروفة للقاصي والداني في الإرهاب في سوريا وعلى رفضها لأي حل سياسي قامت أدوات هذه الدول بمجزرة بشعة يندى لها جبين البشرية في قرية معان بحماة فدخلت لتذبح عائلات كاملة نساء وأطفالاً وشيوخاً في رسالة واضحة على استمرار نهجها الإرهابي البشع وضربها عرض الحائط بكل الجهود الرامية لإنجاح اجتماع جنيف 2.
وأضاف الوفد لقد حضر وفد الجمهورية العربية السورية كما أكد مراراً منفتحاً على نقاط بيان جنيف جميعها بنداً بنداً للوصول إلى حل سياسي بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب ليتوقف القتل والذبح والعنف ضد الشعب السوري الذي صمد ثلاث سنوات ولا يزال في وجه إرهاب إقليمي ودولي كان وما زال يحاول قتل الشعب وضرب الدولة وزرع الفتن الطائفية.
وطالب وفد الجمهورية العربية السورية وبشكل فوري بإدانة واضحة من الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الأخضر الإبراهيمي وبتفعيل جنيف للوقوف جبهة واحدة ضد الإرهاب الذي تقوده بعض دول المنطقة مشدداً على أنه أكد في الجولة الأولى أن وقف العنف ومكافحة الإرهاب وإلزام الدول الداعمة له بالتوقف عن هذه السياسة تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة هو أول بند يجب الاتفاق عليه لتهيئة الأرضية والمناخ للبدء بالتفاصيل السياسية أياً كانت.
وفي وقت لاحق ذكرت مصادر أممية أن مباحثات الأمس تركزت حول جدول أعمال الجولة الثانية من المباحثات والنقاط الرئيسية المتعلقة بإيقاف العنف والإرهاب وباقي بنود جنيف الأول الصادر في 30 يونيو 2012.
الى ذلك حث الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي الوفد السوري و(الائتلاف) على بحث موضوعي "مكافحة الارهاب" وهيئة الحكم الانتقالي "بالتوازي"، وذلك بحسب مذكرة منه.
وجاء في المذكرة "ان موضوعي اقامة هيئة الحكم الانتقالية وانهاء العنف ومحاربة الارهاب، هما اهم الموضوعات التي يجب معالجتها من اجل تطبيق بيان جنيف تطبيقا كاملا"، وذلك في اشارة الى البيان الذي تم التوصل اليه في يونيو 2012 بغياب الطرفين.
واضاف ان الموضوعين "هما اكثر الموضوعات تعقيدا وحساسية"، وستتطلب معالجة كل منهما "جلسات عدة ومناقشات طويلة".
ورأى انه "لا شك ان اي تقدم نحو انهاء العنف او اي تقدم في مكافحة الارهاب من شأنهما ان يساعدا على خلق الجو المناسب للتقدم في تحقيق التوافق المطلوب حول هيئة الحكم الانتقالية".
وتابع "من الناحية الاخرى، فلا شك ايضا ان التقدم في تحقيق التفاهم اللازم حول هيئة الحكم الانتقالية سيساعد على التقليل من العنف ثم انهائه، وكذلك على التعاون في محاربة الارهاب". على حد قوله.
واضاف "من هنا اهمية التعامل مع الموضوعين بالتوازي".
واعلنت الامم المتحدة ان الابراهيمي سيلتقي دبلوماسيين اميركيين وروسا بارزين في جنيف الجمعة.
وسيلتقي الابراهيمي كلا من نائب وزير الخارجية الروسية جينادي جاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان ، بحسب المنظمة الدولية.
ولم تكشف المنظمة مزيدا من التفاصيل.
من ناحية اخرى اعلنت البعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية نقل دفعة ثالثة من العناصر الكيميائية السورية على متن سفينة نروجية الى المياه الدولية أمس.
واعلنت البعثة في بيانها انه "تم تدمير بعض المواد الكيميائية داخل الأراضي السورية"، مرحبة "بما تم إحرازه من تقدم".