الكويت ـ أنور الجاسم
أعمال فنية تشكيلية حملت بين طياتها الطبيعة الساحرة للسهول الروسية والبيئة البرية والبحرية الكويتية القديمة تضمنها معرض الفن التشكيلي الروسي الذي افتتحه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بقاعة احمد العدواني بمشاركة ثمانية فنانين تشكيليين روس قدموا 200 عملا تشكيليا. وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في كلمة بافتتاح المعرض ان رعاية دولة الكويت للثقافة والفنون ترسخت كسمة أساسية من سمات الدولة الحديثة وهو ما يؤكده الاهتمام المتزايد من المجلس باستضافة المعارض التشكيلية الجماعية والفردية المتميزة.
واضاف ان المعرض الذي يستمر حتى ال28 من الشهر الجاري يقام بالتعاون مع السفارة الروسية لدى الكويت من المعارض التي يحتفي بها المجلس بالمبدعين الجادين من مختلف دول العالم سيما الدول التي ترتبط الكويت معها بعلاقات ثقافية.وذكر ان الكويت تربطها بروسيا علاقات ثقافية طويلة مشيرا الى استضافة معرض الفنان الروسي الكسندر شيلوف في يناير 1990 الذي كان باكورة المعارض الفنية الروسية في البلاد وصولا الى استضافة المعرض التشكيلي الروسي الجماعي الثاني لاتحاد الرسامين الروس.
وأضاف ان هذه النوعية من المعارض القيمة لنخبة من الفنانين المتمرسين توفر مناخا فنيا الأمر الذي يتيح للفنانين التشكيليين الكويتيين فرصة للاطلاع والاحتكاك بالتجارب الفنية التي تحظى بالاحترام والتقدير لدى شريحة واسعة من جماهير الثقافة والفنون.من جانبه أكد السفير الروسي لدى دولة الكويت سولوماتين أن التعاون الثقافي بين روسيا والكويت لا يقل أهمية عن أي تعاون آخر "فلطالما وجدنا الدعم من الحكومة الكويتية لتنظيم أنشطة واحتفاليات ثقافية متعددة هنا في الكويت وما يشجعنا على السعي قدما والاستمرار في هذه الأنشطة هو الحفاوة غير العادية التي وجدناها في استقبال الكويتيين لهذه الأنشطة".
وقال ان لهذا المعرض الفني بعض الخصوصية "حيث يأتي متزامنا مع مرور سبعين عاما على الانتصار العظيم في الحرب العالمية الثانية" اذ تشكل اللوحات عن هذه الحرب جانبا مهما ورئيسيا في هذا المعرض الذي يضم ايضا جوانب متعلقة بدولة الكويت حيث جاءت هذه اللوحات نتيجة الإلهام الذي حدث لدى الفنانين الروس عند زيارتهم للكويت قبل عام تقريبا.وأشار الى إعجاب الفنانين الروس بالثقافة الكويتية والكرم الذي لامسوه في تعاطيهم مع المجتمع الكويتي الأمر الذي دفعهم لرسم هذه اللوحات التي حملت مضامين مختلفة عن الثقافة الكويتية.وبين سولوماتين ان هذا العرض الفني يعد الأول من نوعه في منطقة الخليج ويمثل محاولة مقاربة البيئة الكويتية بأيد وأنامل روسية معربا عن أمنياته بأن يستمتع الكويتيون بالأعمال الفنية الروسية والاحتكاك قليلا بالثقافة الروسية.وذكر ان استقبال الكويتيون وردود أفعالهم على العروض الفنية ومعارض التشكيل الروسي أكبر دليل على مدى القرب الذي تحظى به الثقافة الروسية في الكويت والدول العربية بوجه عام مشيرا الى وجود قواسم مشتركة بين العرب وروسيا منذ القرن التاسع الميلادي من خلال العلاقات التجارية التي ساهمت في تداخلات ثنائية عديدة بينهما.وأكد حرص السفارة الروسية في الكويت على توطيد أركان هذا التعاون وذلك بمساعدة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب "وسنرى في المستقبل القريب أيضا أسبوعا خاصا للأفلام الروسية لأول مرة في الكويت".