الشارقة ـ إيهاب مباشر:
في أولى ندواته ضمن فعاليات اليوم الأول لمهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته السابعة ، ناقش المقهى الثقافي بمهرجان الشارقة القرائي للطفل، "تنمية أدب الطفل" للكاتبة الأردنية المتخصصة في الكتابة للأطفال واليافعين، هيا صالح حيث أكدت أنه عند الحديث عن أدب الطفل وتنميته أو الارتقاء به، لا بد أن نعرف أولا بمفهوم أدب الطفل، مشيرة إلى أنه على الرغم من تنوع التعريفات المقدمة لهذا الأدب، إلا أنها تتفق جميعها على أنه تشكيل فني يستخدم باللغة سواء في القصة أو الشعر أو المسرح أو الشعر الغنائي، يقدمه الكاتب في إطار غير منفصل عن طبيعة الأدب ووظيفته، وبما يتناسب مع عالم الطفولة.
ولفتت إلى أنه عند الحديث عن تنمية أدب الطفل لا بد من الأخذ بعين الاعتبار المراحل العمرية للطفل، حيث تقسم الطفولة إلى مراحل معينة، لكل منها خصائصها التي ينبغي على الكاتب أن يضعها في حساباته وهو يكتب للأطفال، مشيرة إلى أن لكل مرحلة أو فئة خصوصيتها وبالتالي كتّابها، وكتاباتها التي تناسبها، ولا يمكن أن يكون هناك فئة واحدة ومقياس واحد للطفولة. وأكدت أن الارتقاء بأدب الطفل وتنمية يستوجب تفاعل وتواصل وتوافر عناصر وجهات عدة، بدءاً من الناشر والسوق ودعم رسمي وغير ذلك من العناصر التي تساهم في تحقيق المعنى الحقيقي للارتقاء والتنمية. وتطرقت هيا صالح إلى أهداف أدب الطفل، والتي يمكن أن نجملها من خلال الهدف التعليمي، وتطوير وتنمية الجانب المعرفي لدى الأطفال، وذلك عبر إمدادهم بالخبرات الجديدة في الحياة المحيطة بهم وتزويدهم بقاموس لغوي ثري. من جهته استضاف "ملتقى الكتاب" المقام ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل ندوة "اتجاهات أدب الطفل الجديدة" التي شارك بها كل من الأديب المصري الدكتور أحمد خالد توفيق، والكاتبة الكويتية الدكتورة كافية رمضان، والكاتبة الأميركية روزميري ويلز، وأدارتها الكاتبة أمل فرح. ناقشت الندوة العديد من المحاور الخاصة بالكتابة للطفل، ومن بينها الكيفية التي يعتمدها الأدباء في ابتكار مضامين كتبهم الموجه للطفل، ومدى اعتمادهم وقدرتهم على قراءة الواقع المحيط بهم ومساهمته في إثراء الخيال خلال طرحهم للأفكار والحكايات التي تمتاز بالتشويق وبقدرتها على جذب الطفل وتحفيزه على مواصلة القراءة والتعلم، كما ناقشت الندوة التخصصية أساليب الكتابة وطبيعة الوسائل التي يستعين بها الكتاب لإنجاز أعمالهم.الكاتبة الكويتية الدكتورة كافية رمضان، أكدت في مداخلتها أن أدب الطفل هو أحد أشكال التعبير الفني بالكلمة، وقالت: "لأدب الأطفال قواعد ومناهج، تتصل بعضها بلغته وبما يمتلكه من مخزون لغوي، وبعضها الآخر يتصل بالمضمون ومدى تناسبه للمرحلة العمرية التي يكتب لها، فضلاً عن طرق صياغة القصة وكذلك فنون إلقاء الحكاية على مسامع الطفل. أما الروائية البريطانية روزميري ويلز، فأشارت من جهتها إلى أنه لا يمكن التعامل مع أدب الأطفال وفق الطريقة التي يبنى عليها أدب الكبار، وقالت: "الكتابة للطفل بشكل عام جيدة، ولكن يجب ربطها بشكل دائم في الواقع، فلا يمكن الحديث في قصص الأطفال عن الماضي دون ربطه بواقع حياتهم اليومية". وأضافت: "من خلال تجربتي الطويلة في هذا المجال اكتشفت أن الكاتب يجب أن يضع قصته في قالب يمكن الطفل من الإحساس بها، وأن القصة لا يجب أن تخرج من الإطار الفكاهي، لأن طبيعة الطفل يحب الضحك ويبحث عنه، وهذا يشكل أحد الأسباب التي تدعو الأطفال إلى الارتباط بكاتب معين وترقب أعماله". في مداخلتها نبهت الكاتبة روزميري ويلز إلى ضرورة قيام الوالدين بالقراءة اليومية للطفل، معتبرة أن هذا الأمر مهم جداً للأطفال أنفسهم، ويشجعهم على حب المطالعة والقراءة، مؤكدة في الوقت ذاته، أن على الوالدين تعلم فن قراءة القصص للأطفال، بحيث يعتمدون أساليب مشوقة تساعد على تقوية علاقة الطفل بالقصة وأحداثها، وتكون مدخلاً له للتعلم، وقالت: "يجب مراعاة عمر الطفل أثناء القراءة ولفت أنظاره إلى ما تحتويه القصة من أشكال وألوان".
من جهته، فند الأديب الدكتور أحمد خالد توفيق، العديد من المفاهيم السائدة في المجتمعات العربية والتي اعتبرها "مفاهيم خاطئة"، وقال: "بلا شك أن الكتابة للطفل شديدة الصعوبة، وليس من السهل التعامل معها، لأن الطفل يتميز بذكاء حاد، يمكنه من قبول أو رفض ما يسمعه أو يقرأه". وتابع: "مفهوم أن "الطفل يقبل كل شيء"، بتقديري أنه مفهوم خاطئ، وذلك لأن لدى الطفل عين حساسة قادرة على الانتقاء بذكاء واضح"، مؤكداً أن الأدب لا يجب أن يتحول إلى محاولة "إملاء" على الطفل. كما نوه د. أحمد خالد توفيق، المعروف بكتابته لقصص الخيال والفنتازيا الموجهة لفئة المراهقين والشباب إلى أن نجاح معظم الكتاب المعروفين بأدب الأطفال في العالم يعود أساسا إلى ارتباط كتاباتهم بطفولتهم وواقعها وأحلامهم الصغيرة، قائلاً أن "مصادر الإلهام تأتي من خلال خطوط الاتصال مع الطفولة، ومدى تعمق شعور الكاتب في هذه الخطوط".