دمشق ـ عواصم ـ (الوطن) ـ وكالات:
عبرت سوريا عن أملها في استمرار الإنجازات الدبلوماسية التي تحققت خلال العام الماضي، فيما تكثف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية جهودها مع جميع الأطراف لحثهم على الالتزام بتدمير السلاح الكيماوي السوري، في الوقت الذي تم فيه تنفيذ عملية إجلاء للمواطنين السوريين من مدينة عدرا، في حين يواصل المسلحون تسليم أنفسهم للسلطات السورية في المعضمية.
وأعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أن "التنسيق على المستوى السياسي" مع الحلفاء، وعلى رأسهم روسيا وإيران، سمح لبلاده بتحقيق "إنجازات دبلوماسية" أملا أن تستمر من خلال مؤتمر "جنيف-2".
وقال الحلقي في كلمة ألقاها خلال الجلسة الأخيرة لعام 2013 لمجلس الشعب السوري ونقلت وقائعها مباشرة عبر التلفزيون السوري الرسمي إن "العلاقة السورية الإيرانية علاقة راسخة متجذرة كما هي باقي العلاقة مع الأصدقاء وخصوصا روسيا الفدرالية ودول البريكس".
وأضاف "هذه العلاقة هي التي أفرزت كل هذا التنسيق على المستوى السياسي والذي نقطف ثماره اليوم".
وتابع "لولا هذا التنسيق خصوصا في مجلس الأمن من خلال الفيتو الذي أبرزته كل من روسيا والصين، كان الوضع يمكن أن يختلف في ما يخص مزيدا من الضغوطات على سوريا وعدوان مرتقب".
وأضاف "كل هذه السياسات هي التي وصلت في نهاية المطاف إلى ما حققته الدبلوماسية السورية من إنجازات المرحلة الماضية وخلال المرحلة القادمة إن شاء الله في ما هو مأمول بما يخص جنيف 2".
وقال الحلقي إن "الحكومة السورية ستذهب إلى جنيف في حال عقد المؤتمر في الـ 22 من يناير، وهي محملة بآمال الشعب السوري وتوصيات الرئيس بشار الأسد بما يرسم مستقبل سوريا الواعد"، مضيفا "واهم كل من يعتقد أن الوفد السوري ذاهب إلى المؤتمر الدولي حول سوريا ليسلم السلطة إلى الآخرين".
وتابع "نحن منفتحون على كل ما يمكن ان يطرح على طاولة الحوار ، لكن لن نتخذ أي قرار يتنافى مع طموحات الشعب السوري، وكل ما يطرح على طاولة الحوار في جنيف 2 سيعرض على استفتاء لان الشعب السوري هو صاحب الحق في رسم مستقبله السياسي".
واعتبر الحلقي أن "القرار الأهم والتاريخي والحكيم" هو ذاك الذي اتخذه الرئيس السوري بشار الأسد في شأن انضمام سوريا إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، "وبالتالي تجنيب سوريا عدوانا محتما وهو عدوان مدمر كان يراد منه تدمير الدولة السورية والوصول إلى دولة فاشلة".
واشاد بـ"التعاطي الحكيم والمرن في هذا الملف ودعم الأصدقاء في العالم وعلى رأسهم روسيا الفدرالية والصين وإيران"، ما مكن من "إنجاز ما تم الاتفاق عليه في مضمون الاتفاقية من خلال تدمير أماكن تخزين هذه الصناعة الكيميائية والخلط".
واشار إلى أن البدء بـ"تجميع هذه المواد ليصار إلى نقلها إلى المرافئ السورية ثم إلى اماكن اخرى ليصار إلى تدميرها".
وتطرق إلى "الانجازات العسكرية"، متوقعا "نصرا تاريخيا".
وقال ان "القوات المسلحة الباسلة وقوى الأمن الداخلي تحقق كل يوم مزيدا من الانجازات"، مشيرا إلى "انتصارات خصوصا في الأسابيع الأخيرة" في كل المناطق السورية.
إلى ذلك دعت منسقة البعثة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية في سوريا سيجريد كاج "جميع الأطراف" إلى تكثيف جهودها من أجل التوصل الى تدمير الترسانة الكيميائية السورية ضمن المهل المحددة، وذلك بعد التأخير الذي طرأ على نقل العناصر الكيميائية الأكثر خطرا خارج الأراضي السورية الذي انتهت المهلة المحددة له أمس.
وقالت كاج في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "كنا قد صرحنا بأن التقيد بالمهلة المحددة امر مستبعد، الا اننا اعلنا ايضا ان تقدما ثابتا متواصلا قد حصل"، مضيفة "ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك الجمهورية العربية السورية، إلى تكثيف الجهود اللازمة للمباشرة بإزالة العناصر الكيميائية".
ولم تحدد كاج موعدا جديدا لاتمام مرحلة نقل العناصر والمواد الكيميائية من الأماكن التي ختمت بالشمع الاحمر الى مرفأ اللاذقية غرب سوريا تمهيدا لنقلها على متن بوارج عدة الى باخرة اميركية في عرض البحر حيث سيتم تدميرها.
وقالت "يعود للدول الأعضاء (في المنظمة) النظر الى الظروف والاطار وتحديد مواعيد جديدة في حال رغبت بذلك".
وعزت كاج التأخير الى "بعض العقبات اللوجستية والتفاصيل التقنية، مثل التأخير الناجم عن حالة الطقس التي شهدتها المنطقة وتساقط الثلوج"، مشيرة الى ان "الطرق كانت مغلقة اضافة الى الوضع الامني".
وشددت على ان الالتزام بالعملية لا يزال قائما، "لكنها عملية معقدة، تتطلب مواكبة عسكرية لتأمين القوافل، كما تتطلب وجود الكثير من العناصر المجهزة مسبقا، والكثير من التحضير لاتمام الرحلة بشكل صحيح، وحماية العناصر الكيميائية، وتحميلها على الشاحنات".
على الصعيد الميداني واصلت وحدات من الجيش السوري عملية إخلاء آلاف المواطنين ممن احتجزتهم المجموعات المسلحة وارتكبت بحقهم مختلف أشكال الانتهاكات الإنسانية والإجرامية من مدينة عدرا العمالية. فيما قضت القوات المسلحة السورية على أعداد من إرهابيي جبهة النصرة في ريف إدلب وحققت تقدما جديدا في ملاحقة الإرهابيين بحي الزبدية ودمرت لهم تجمعات وأوكارا بما فيها من أسلحة وذخيرة بحلب. كما قضت على مجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على إحدى النقاط العسكرية في المليحة الغربية بريف درعا. وفي بلدة سلمى بريف اللاذقية الشمالي تم القضاء على 42 إرهابيًّا وجرح 61 آخرين.
من جانب آخر يواصل المسلحون تسليم أنفسهم في مدينة معضمية الشام حيث تم تسليم السلاح الثقيل وساد المدينة هدوءا بعد أن حاولت مجموعات من داريا تعطيل اتفاق التسوية مساء الخميس الماضي".