قد تدخل في يوم من الأيام معرضا للمبتكرين وتشاهد أحدهم أبدع في اكتشاف خاصية معينة تصلح لأن تكون على قمر فضائي اصطناعي. فتتذكر بعض ما جاء في برامج وثائقية حول الجهود التي تبذل في الوكالات الفضائية لاختراق الغلاف الجوي لسبر أغوار السماء وما يحدث في المجموعة الشمسية التي نعيش فيها، وما يحدث بعيدا في المجرات الأخرى البعيدة بمليارات السنوات الضوئية ومحاولة فهم بعض الظواهر كالثقب الأسود مثلا.
صُنعت مركبة فضاء بإمكانها الوصول إلى القمر ، ليتحقق حلما من أحلام البشر، حيث حطت قدم إنسان على سطحه ورأى الأرض الجميلة ـ على افتراض بأن ذلك صحيح وبغض البصر عن بعض البرامج الوثائقية التي تشكك في صحة تلك اللقطات الفيلمية مستعينة بدلائل كثيرة ـ لتبتعد السفن أكثر متوجهة إلى المريخ من أجل دراسة احتمالية وجود حياة سابقة وحالية عليه.
هاهي الأقمار الاصطناعية تجوب السماء، موجهة تلسكوباتها وكاميراتها للأرض، والكواكب والشمس والقمر والنجوم في عمل دؤوب من قبل عقول لا هم لها سوى اكتشاف ما يمكن اكتشافه طوال سنوات من المراقبة والتركيز. الكثير من الأشياء التي نراها مفيدة كمراقبة الأرض لمعرفة الظواهر الجوية وتتبع مساراتها. أو لاكتشاف ومعرفة ظواهر الشمس التي من الممكن أن تحدث وقد تؤثر على الغلاف الجوي ـ على سبيل المثال.
أحيانا نقرأ عن أمور غريبة كتخصيص أراض في القمر وبيعها لمن يرغب في شرائها بالمليارات، ربما كاستثمار مستقبلي غامض أو على سبيل أن تكون هنالك رحلات فضائية بمليارات الدولارات إلى القمر والمريخ. قرأت في إحدى المجلات قبل فترة بسيطة عن مشروع رحلة فضائية إلى المريخ، والتي من المفترض أن تنطلق عام 2023م. رحلة فضائية تتطلب تمويلا لا يقل عن ستة مليارات دولار. وعمل مستوطنات صالحة للعيش على كوكب المريخ. حيث يسافر إليها المتطوعون من البشر، ليعيشوا مدة من الزمن لكن بلا عودة للأرض.
تنتبه فجأة أنك موجود في معرض للمبتكرين، فتتابع سيرك في المعرض تشاهد كل الابتكارات، وترجو آملا أن يأتي يوم وتجد الشركات الخاصة تتسابق بشغف على الابتكارات لدعمها وتبنيها بلا خوف لدفع القليل، ربما تجد ما تستفيد منه. ونشر ذلك في الوسائل الإعلامية لتشجيع الشركات الأخرى. فبعضها لا يحتاج إلى مليارات للعيش على القمر والمريخ!

محمد بن سعيد القري
[email protected]