المحطة الأكبر على مستوى السلطنة وتوفر 2000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية
ـ حمد بن ثويني: المشروع سيساهم بدعم المحطات العاملة في مجال الطاقة الكهربائية وتواكب الطلب المتزايد على الطاقة
أحمد الجهضمي: إنشاء المحطة لتحسين خدمات الكهرباء وتوفيرها لجميع المواطنين والمقيمين بمحافظات السلطنة

صور ـ عبدالله بن محمد باعلوي:
افتتح صاحب السمو السيد حمد بن ثويني بن شهاب آل سعيد صباح أمس محطة صور لإنتاج الكهرباء وذلك بموقع المحطة بمنطقة صور الصناعية بولاية صور في محافظة جنوب الشرقية بحضور عدد من اصحاب المعالي والسعادة وكبار المسؤولين بالمحافظة وكبار المسؤولين بشركات الطاقة العالمية والخليجية ومشايخ واعيان ولاية صور
ويعد مشروع صور لإنتاج الطاقة الكهربائية أكبر مشروع طاقة على مستوى السلطنة بتوفيره 2000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية حيث بلغت تكلفة المحطة 635 مليون ريال عماني (ستمائة وخمسة وثلاثين مليون ريال عمان ) ويأتي إنشاء المحطة ضمن سعي الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه لتلبية احتياجات السلطنة من الكهرباء، وسد الطلب المتزايد عليها، نظرًا للتوسع العمراني والنمو السكاني المطرد وتلبية احتياجات المناطق والموانئ الصناعية ومع التشغيل الكلي للمحطة في ديسمبر 2014م فإن المشروع سيلبي احتياجات السلطنة المتنامية من الطاقة الكهربائية في الشبكة الرئيسية باستخدام أحدث التكنولوجيا في مجال إنتاج الطاقة ذات الكفاءة العالية بشكل يحافظ على موارد السلطنة الطبيعية والثمينة ويسمح بسحب بعض المحطات الأقل كفاءة والتي مر عليها فترة تشغيل طويلة من الخدمة.
وقد أكد صاحب السمو السيد حمد بن ثويني بن شهاب آل سعيد الأمين العام بمكتب سمو السيد الممثل الخاص لصاحب الجلالة ان المشروع يعد من المشاريع العملاقة والتي تشهدها السلطنة في العهد الزاهر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ واتمه بالصحة والعافية.
واضاف سموه تصريح صحفي إن محطة صور لإنتاج الكهرباء بلاشك ستساهم بشكل كبير في دعم المحطات العاملة في مجال الطاقة الكهربائية وسد الطلب المتزايد على الكهرباء للتوسع العمراني الذي تشهده السلطنة والتوسع السكاني
كلمة الهيئة
وقد ألقى المهندس أحمد بن صالح الجهضمي الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لشراء الطاقة المياه كلمة الهيئة العامة للكهرباء والمياه قال فيها: يسعدني ويشرفني أن تشاركونا فرحة الاحتفال بافتتاح مشروع محطة صور لإنتاج الطاقة ، والذي يعد من المشاريع الاستراتيجية في مجال إنتاج الطاقة في السلطنة، والذي يأتي تنفيذاً لسياسة الحكومة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ من اجل تطوير وتحسين خدمات الكهرباء وتوفيرها لجميع المواطنين والمقيمين بمحافظات السلطنة المختلفة، كما يأتي في إطار استراتيجية السلطنة الهادفة إلى زيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية في مشروعات إنتاج الطاقة وإيجاد قاعدة اقتصادية تعتمد بشكل وثيق على مشاركة القطاع الخاص
2000 ميجاوات
واضاف الجهضمي: لقد قامت الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه خلال شهر يوليو لعام 2011م بالتوقيع على اتفاقيات المشروع مع شركة العنقاء للطاقة لإنشاء وامتلاك وتشغيل مشروع محطة صور لانتاج الطاقة وقد نصت الاتفاقيات على أن تقوم الشركة العُمانية لشراء الطاقة والمياه بشراء الطاقة المنتجة لمدة 15 عاما من تاريخ التشغيل التجاري للمشروع حيث تبلغ السعة الإنتاجية للمحطة حوالي 2000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية وقد بلغت التكلفة الاستثمارية للمشروع حوالي (635) ستمائة وخمسة وثلاثين مليون ريال عُماني، كما تتضمن اتفاقيات المشروع قيام شركة العنقاء للطاقة بطرح 35% خمسة وثلاثين بالمائة من أسهمها للاكتتاب العام.
وتطرق المهندس أحمد الجهضمي في كلمته قائلا: بعد مرور عشرة أعوام على إنشاء الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه وباقي الشركات الحكومية بقطاع الكهرباء، وقد كانت هذه الأعوام مليئة بالانجازات والتحديات حيث تم خلال الاعوام المنصرمة إنشاء عدد 6 محطات للطاقة والتي بدورها رفعت السعة الإنتاجية للطاقة ثلاثة أضعاف من 2596 (ألفين وخمسمائة وستة وتسعين) ميجاواط خلال عام 2005 إلى 7594 (سبعة آلاف وخمسمائة واربعة وتسعين) ميجاواط مع بداية عام 2015.
استثمار كامل
وقد تم انجاز هذه المشاريع باستثمار كامل من قبل القطاع الخاص حيث بلغت الاستثمارات 2.6 مليار ريال عماني (مليارين وستمائة مليون ريال عماني)، وقد قامت الشركات بطرح 35% من أسهمها بسوق مسقط للاوراق المالية خلال أربع سنوات منذ إنشائها، علماً بأنه قد تم رفع هذه النسبة لتكون 40% في مناقصات المشاريع الجديدة، وتبلغ قيمة الاسهم المتداولة حوالي 320 مليون ريال عماني (ثلاثمائة وعشرين مليون ريال عماني) الأمر الذي يتيح مشاركة كافة شرائح المجتمع بالاستثمار في هذه الشركات وقد بلغ اجمالي العاملين بمحطات الطاقة مع بداية هذا العام 973 (تسعمائة وثلاثة وسبعين) موظفا بمختلف المجالات الفنية والادارية .
واشار في كلمته وكما تعلمون بأن تكلفة الغاز تمثل نسبة عالية من تكلفة انتاج الكهرباء ، وفي هذا الشأن فقد استطاعت الشركة تحسين كفاءة استهلاك الغاز بالمحطات وذلك بتشجيع استخدام التقنيات الحديثة حيث تم تقليل نسبة الغاز المستهلكة لانتاج الوحدات الكهربائية بنسبة 24% (أربعة وعشرين بالمائة) خلال السنوات العشر الماضية وذلك من 374 (ثلاثمائة واربعة وسبعين) متر مكعب لكل ميجاواط ساعة إلى 285(مائتين وخمسة وثمانين) مترا مكعبا لكل ميجاواط ساعة وبما حبا الله عمان من أمن وأمان وبما وفرته الحكومة الرشيدة من بيئة قانونية وتشريعية وتنظيمية واضحة وشفافة فقد تمكن قطاع الكهرباء من استقطاب افضل الشركات العالمية والمحلية للاستثمار في مجال الطاقة.
مضيفا ومع النمو المرتفع في الطلب على الكهرباء فقد تمكنت الشركة من توفير السعات الانتاجية اللازمة لمقابلة الطلب على الكهرباء في كل الأوقات وباعتمادية عالية ، وذلك بتضافر الجهود بين الشركة والشركات المنفذة للمشاريع والمصنعين.كما أن هذه الانجازات ما كانت لتتحقق لولا الدعم المستمر من قبل الهيئة العامة للكهرباء والمياه وعلى رأسها سعادة محمد بن عبدالله المحروقي وهيئة تنظيم كهرباء عُمان ونحن نشكر لهم دعمهم المستمر لتذليل كافة التحديات .
مشروع حيوي
بعدها القى المهندس خالد محمد يوسف جودة رئيس مجلس إدارة شركة العنقاء للطاقة كلمة الشركة قال فيها لقد حبا الله جلت قدرته السلطنة بموقع جغرافي هام ثم زادها فأكرمها بقيادة حكيمة واعية وشعب مخلص خلاق، فلما انتظمت حبات هذا العقد الكريم انطلقت النهضة المباركة في السلطنة لتشمل مختلف المجالات الصناعية والاقتصادية والعمرانية حيث يعد مشروع محطة صور مثالاً ممتازاً للتعاون البناء بين شركات عالمية من دول مختلفة، حيث اجتمعت شركات من كل من السلطنة واليابان وقطر لتطوير هذا المشروع الحيوي والذي مهد الطريق لدخول ثلاث شركات عالمية جديدة للسوق العماني وهي شركة الكهرباء والماء القطرية، وشركة ماروبيني اليابانية، وشركة تشوبو اليكتريك اليابانية، بالاضافة إلى شركة التقنيات المتعددة العمانية والمملوكة من قبل مجموعة سهيل بن بهوان والمتواجدة في السوق العماني.
واضاف هذه الشركات تعاونت فيما بينها على تأسيس شركة العنقاء للطاقة والذي قامت بدورها بالتعاقد مع الشركة العمانية لشراء الطاقة المياه لتطوير مشروع محطة صور بطاقة اجمالية تبلغ 2000 ميجا واط، ليكون هذا المشروع أكبر محطة توليد كهرباء في السلطنة وليمثل أكثر من 28% من القدرة المركبة الحالية من نظام الربط الكهربائي الرئيسي، ومن المتوقع أن تلعب المحطة دوراً هاماً ورئيسياً في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في سلطنة عمان خلال السنوات القادمة. ونحن بدورنا في شركة العنقاء للطاقة ملتزمون تماماً بأن نسعى جاهدين من أجل تلبية هذا التوقع.
واشار المهندس خالد في كلمته أن السلطنة تتمتع بخبرة واسعة وسجل حافل يمتد إلى أكثر من 20 عاماً في طرح العطاءات الخاصة بمحطات توليد الكهرباء المستقلة للقطاع الخاص. كما تُعد السلطنة من الدول الرائدة في توليد الكهرباء عن طريق منتجي الطاقة المستقلين في المنطقة حيث إن حجم محطة صور والتقنيات الحديثة التي على أساسها تم بناء المحطة، إلى جانب موقعها الاستراتيجي هنا في جنوب شرق مدينة مسقط يمثلون عوامل تضفي على المحطة أهمية كبيرة على المدى الطويل للدور المتوقع أن تقوم به المحطة في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في السلطنة. ومنذ أن دخلت المحطة مرحلة التشغيل التجاري الكامل في ديسمبر 2014وهي تحقق أداءً جيدًا مركزةً بشدة على الامتثال لمتطلبات الصحة والسلامة والبيئة فضلاً عن الاعتمادية في التشغيل، حيث يُعد الحفاظ على هذه الجوانب أمرًا حيويًا لضمان استمرار مساهمة شركة العنقاء للطاقة في تلبية النمو المتزايد في الطلب على الطاقة في السلطنة وبالتالي مواصلة مساهمتها في الازدهار الاقتصادي في للسلطنة.
تدشين المحطة
وقد تخلل الاحتفالية تقديم فقرة من الفنون الشعبية ثم قدم سعادة محمد بن عبدالله بن محمد المحروقي رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه هدية تذكارية لسمو راعي الحفل كما قدم المهندس خالد محمد يوسف جودة رئيس مجلس إدارة شركة العنقاء للطاقة هدية تذكارية لصاحب السمو السيد حمد بن ثويني آل سعيد ثم قام سموه بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية إيذانا بالافتتاح الرسمي للمحطة .
هذا وقد تم تشييد المحطة في منطقة صور الصناعية وتعمل بوقود الغاز الطبيعي الذي يتم تزويده من قبل وزارة النفط والغاز عبر مرافقها القائمة في المنطقة. وبموجب اتفاقية شراء الطاقة المبرمة ما بين الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه وشركة المشروع ستقوم الشركة بشراء السعة الكاملة للمحطة لفترة 15 سنة وتشمل اتفاقيات المشروع اتفاقية شراء الطاقة مع الشركة العمانية لشراء الطاقة والمياه واتفاقية بيع الغاز الطبيعي مع وزارة النفط والغاز واتفاقية الانتفاع مع المؤسسة العامة للمناطق الصناعية واتفاقية توصيل الكهرباء مع الشركة العمانية لنقل الكهرباء واتفاقية المؤسسين مع شركة الكهرباء القابضة.