رسالة المنامة من الموفد العام – طالب البلوشي:
حصدت فتيات منتخبنا الوطني للتتابع الميدالية الفضية في سباق 4 × 100 متر بالبطولة العربية لألعاب القوى في نسختها التاسعة عشرة والتي تحتضنها مملكة البحرين، حيث تجرى منافسة البطولة على استاد مدينة خليفة الرياضية بمشاركة 21 دولة ، وقد جاء تتويج منتخب الفتيات والتي مثلتها كل من شنونة الحبسية ومزون العلوية وبثينة اليعقوبية وهناء القاسمية ، بعد عمل كبير وجهد خصوصا في الأمتار الأخيرة حيث أصيبت الحبسية بشد في الساق اليسرى إلا أنها واصلت الجري متكبدة آلم الإصابة ، لتهدي للسلطنة والمقام السامي هذه الميدالية، وفي سباق 200 متر بلغ بركات الحارثي
وخالد الغيلاني الدور النهائي، حيث سيكون الحارثي والغيلاني في جولة صعبة لتتويج بإحدى الميداليات، وسيشارك منتخبنا في سباق 4 * 400 متر بتشكيلة مكونة محمد عبيد السعدي وعثمان البوسعيدي وصلاح العجمي وأحمد مبارك السعدي وأحمد المرجبي ويوسف العمراني .
دموع الفرحة
امتزجت الدموع بين الفرحة والحزن في سباق 4 × 100 متر للفتيات ، حيث أصيبت شنونة الحبسية في 100 الأخيرة بشد في الساق اليسرى، إلى أن الألم لم يثن الحبسية من إهداء السلطنة والمقام السامي الميدالية الفضية، حيث كان الإصرار سلاحها والعزيمة دافعا لها أن تملك جهد الفريق الذي جعل لها الأفضلية بحصول المركز الثاني ، وكان الفريق المكون من شنونة الحبسية ومزون العلوية وبثينة اليعقوبية وهناء القاسمية قد بذلن جهدا كبيرا وسط منافسة قوية من المغرب والبحرين والعراق ، لتسقط شنونة الحبسية عند خط النهاية وهي تكتم ألما في داخلها حتى لا تؤثر على أجواء الفرحة على باقي الفريق الذي لم يحتفل كسائر المنتخبات ، وفضل البقاء إلى جوار شنونة التي نقلت عبر الناقلة إلى العيادة الداخلية لتلقي العلاج المناسب ، وظلت الحبسية برفقة أخصائية العلاج سناء البلوشية في غرفة العلاج حتى نهاية السباقات، حيث غادرت جميع المنتخبات إلا البعثة العمانية وعلى رأسهم محمد العاصمي رئيس البعثة ظل يتابع حالة شنونة التي نقلت بعد ذلك عبر كرسي متحرك إلى سيارة خاصة أقلتها إلى الفندق، وقد أطمأنت سناء البلوشية أخصائية العلاج لمنتخبنا الوطني عن حالة شنونة التي تحتاج إلى الراحة، نتيجة الجهد الكبير الذي بذلته، وقد قدم الفريق التطوعي البحريني باستاد مدينة خليفة الرياضية تحية خاصة للاعبة منتخبنا الوطني شنونة الحبسية التي قالت : الحمد الله على كل حال ، وأود أن أهدي هذه الميدالية إلى المقام السامي وإلى الشعب العماني ، فالتتويج بالميدالية الفضية لم يأت من فراغ ، أنما بعد عمل وجهد وبحمد لله تكلل هذا العمل فضل تكاتف الجميع من مدربين أو لاعبين أو الجهاز الإداري ، ونأمل أن تتواصل الأفراح و نتوج بالميداليات في السباقات القادمة .
إلى نهائي
بلغ بركات الحارثي و خالد الغيلاني الدور النهائي في سباق 200 متر ، بعد أن سجل الحارثي توقيت وقدرة 21.21 ، وسجل الغيلاني زمن وقدرة 21.15 ، حيث سيخوض السباق النهائي برفقة فيمي سيون من قطر والسوداني محمد عبدالعظيم ، والبحرين يعقوب سالم والعراقي محمد حسن ، ومن المتوقع أن يحرج منتخبنا أحدى الميداليات رغم المنافسة القوية ، حيث يعول كثيرا في هذا السباق على السرعة ودقة الانطلاقة ، حيث قال خالد الغيلاني : في أولى مشاركاتي أتمنى أن أتوج في هذه السباق وأن أرفع علم السلطنة عاليا في هذا المحفل الذي يجمع بين قطبي أفريقيا وآسيا ولكن طموحنا عالي حيث لا سقف لها ونأمل أن يكون التتويج بهذا السباق خير ما نقدمه لعمان وأهلة ، فهم خير داعم لنا ، وأن كانت المنافسة قوية إلا العزيمة التي ظهر عليها الفريق في هذه البطولة كان لها الفضل في حصد 3 فضيات حتى الآن و سنسعى إلى مواصلة التتويج خلال الفترة القادمة .
التجنيس
فقدت هذه البطولة نكهتها العربية وذلك نتيجة التجنيس الذي غزا الدول العربية الوحدة تلو الأخرى ، حيث تركز التجنيس في جميع السباقات بعد أن كانت محصورة على بعضها خصوصا المسافات الطويلة والتي تتطلب بنية جسمانية خاصة حيث لا تشارك فيها المنتخبات العربية عامة والخليجية خاصة لعدم توفر الخامة المطلوبة لهذا السباق ، إلا أن بعض الدول رأت في التتويج بإحدى ميدالياتها أنجازا رغم مشاركة 3 أو منتخبين فيها فتدفع بلاعب أو لاعبين لترفع رصيدها من عدد الميداليات وتتصدر قائمة المنتخبات في الترتيب العام ، وقد أثار دخول التجنيس في السباقات التي يتميز بها اللاعب الخليجي والعربي كالتتابع والمسافات القصيرة حفيظة الوسط الرياضي العربي ، حيث قال الصحفي ميثم الحسني صحفي عراقي بجريدة الملاعب إن هنالك تفكير بالتجنيس لعدم توفر الخامة في الوطن العربي فلا بأس، ولكن أن نرى التجنيس من أجل انتزاع البطولات في مسابقات في ظل وجود لاعب عربي، فهذا غير مقبول فهذه البطولة وضعت للعرب ويجب على الاتحاد العربي أن ينظر إلى هذا الشيء من منظور آخر ويجب أن لا تفقد هذه البطولة نكهتها العربية ، و أضاف أن الدولة العربية تفكر من خلال التجنيس حصد الألقاب فعليها أن تفكر في البطولات القارية والعالمية وأن تترك لهذه البطولات خصوصيتها وان تفتح المجال لأبنائها ومواطنيها المجال في المشاركة في هذه البطولات .
حصيلة الميداليات
تعتبر مصر الأكثر حصاداً للميداليات حيث استطاعت أن تجمع 15 ميدالية ، منها 6 ذهبيات و4 فضيات و5 ميداليات برونزية ، بينما تحتل المغرب الترتيب الثاني بحصدها 6 ميداليات ذهبية و4 ميداليات فضية و3 ميداليات برونزية ، فيما تحتل البحرين الأكثر مشاركة في عدد اللاعبين وفي جميع المسابقات المركز الثالث ، برصيد 17 ميدالية تركز أكثرها في الميدالية البرونزية حيث حققت البحرين 8 ميداليات ، و3 فضيات و6 ميداليات برونزية ، وتأتي تونس وقطر والجزائر برصيد 9 ميداليات بينما يملك منتخبنا والمنتخب الإماراتي 3 ميداليات ، ولم تحقق لبنان وليبيا والسعودية وجزر القمر وفلسطين والصومال والأردن واليمن أي ميدالية في هذا البطولة حتى نهاية اليوم الثالث ، وسوف تتغير الحصيلة خلال اليوم الأخير من البطولة العربية 19 لألعاب القوى ، ويتم احتساب الترتيب العام بناء على عدد الميداليات الذهبية ومن ثم يتم النظر في عدد الميداليات الفضية و في النهائية عدد الميداليات البرونزية حيث أن عدد نقاط الميدالية الذهبية أعلى من الفضية والميدالية البرونزية ، وبهذه الطريقة يتم احتساب مجموع الميداليات وتحديد المراكز بحسب عدد النقاط التي تحصل عليها كل ومنتخب ، ودائما ما يحتل المركز الأول صاحب الأعلى مشاركتها وذلك للإعداد الكبيرة المشاركة حيث تراه يزج بلاعبين في مسابقة واحدة لضمان حصد الميداليات ، ورغم ذلك فأن المنتخبات التي تشارك بأكثر من منتخب تتكبد مصاريف عالية في هذه البطولات التي تحتاج إلى مصاريف عالية ومبالغ باهظة لتغطية نفقات المشاركة .
حفل العشاء
أقامت اللجنة المنظمة للبطولة العربية لألعاب القوى في نسختها التاسعة عشرة حفل عشاء بالقاعة الرئيسية فندق الدبلومات البحرين، وذلك على شرف البعثات العربية المشاركة في البطولة وقد شمل الحفل على فنون مغناة من التراث البحريني، حيث بدأت فقرات الحفل باستقبال الوفود العربية المشاركة في البطولة ومن ثم فقرة من الفلكلور البحريني في فن الليواء حيث شهدت تفاعل من قبل الحضور ، فإضافة لحفل رونق أخر وكما قال مقدم الحفل يحق لنا أن نتباهى بفنوننا ، فالبحرين ومنذ القدم عرفت بهذه الفنون المغناة حتى تناقلتها الأجيال عبر الزمن لتضل خالدة محفوظة في التراث البحريني ، بعدها إلقاء الاتحاد البحريني لألعاب القوى كلمة رحب فيها الوفود المشاركة معربنا عن سعادته أن يجتمع العرب جميعا تحت قبة البحرين في تظاهرة تعد فريدة من نوعها فقلما تشارك جميع الدول العربية في أي رياضة كانت ، بعدها إلقاء رئيس الاتحاد العربي لألعاب القوى كلمة شكر فيها البحرين على حسن التنظيم والتفاعل والاستجابة التي وجدتها هذه البطولة من جميع الدول العربية ، التي حضرت إلى البحرين من 21 دولة ، لنرى بطولة ناجحة بكل المقاييس ، فهي فريدة من نوعها من حيث العدد و المسابقات ، فلم أشهد هذا العدد من قبل في عمر أي بطولة عربية سابقة ، ليكون الحضور على موعد مع فن الفجري والذي ارتبطت به البحرين من زمن الغوص والتجارة البحرية ، حيث قدمت الفرقة مقطوعات مغناة من الفلكلور البحريني حضت باستحسان الحضور من جميع البعثات العربية ، بعدها قدم الاتحاد العربي هدايا تذكرية إلى جميع الوفود المشاركة ، وقد تبادل محمد العاصمي رئيس البعثة العمانية وعضو الاتحاد العربي والعماني لألعاب القوى مع الوفود العربية الهدايا والدروع التذكارية .
مشاركة جيدة
قال جهاد الشيخ أمين السر بالاتحاد العماني لاتحاد القوى : أن المشاركة في هذه البطولة كانت جيدة من حيث المستوى والأرقام التي تحققت ، حيث سارت البطولة وفق الخطة التي وضعها الاتحاد العماني من خلال التركيز والمنافسة في مسابقات السرعة التي نتميز فيها عن باقي المنتخبات وبحمد الله حصدنا 3 ميداليات فضية ونأمل في إضافة ميداليات أخرى فيما تبقى من عمر البطولة . وأضاف : تعتبر هذه البطولة مرحلة إعداد لجميع المنتخبات حيث نجد أن جميع المنتخبات تشارك في هذه البطولة من أجل المسابقات القارية والعالمية والوضع ينطبق علينا حيث ينظر اللاعبين استحقاقات قادمة وسنواصل العمل على نفس الوتيرة التي بدأنها خلال الفترة الماضية وسيواصل اللاعبين البرامج الخاصة بهم مع مدربيهم بعد نهاية البطولة ، ونأمل أن تتواصل الانجازات و أن نحقق أكثر من ما وهو متوقع خلال المرحلة القادمة حيث سيكون الطموح أعلى وأفضل بأذن الله ، وأود أن أبارك هنا لجميع اللاعبين على تحقيق النتائج الجيدة وأخص بالتهنئة إلى البطلات الواعدات التي اثبتن على مستوى الخليج والوطن العربي قدرتهن على حصد الميداليات .
حضور جماهيري
شهدت البطولة حضورا جماهيريا جيدا حيث عملت اللجنة المنظمة في البطولة على رصد جوائز للجماهير فقد خصصت سيارة للجماهير ، فقد أجرت سحوبات على تذاكر الجماهير التي وزعت بالمجان وذلك بهدف زيادة شعبية أم الألعاب في مملكة البحرين حيث تملك هذه الرياضة قاعدة كبيرة في البحرين ودول المنطقة من حيث المستوى الفني التي تقدمة البحرين على الصعيد القاري أو العالمي ، فقد تربعت البحرين في السنوات الأخيرة على منصات التتويج وقد حضت هذه الرياضة شعبية كبيرة وبدأت بالانتشار حيث وجدات لها شعبية مع مختلف الفئات السنية التي تحظر بشكل يومي من أجل نجاح البطولة وخروجها بالمستوى المطلوب .
الجدير بالذكر أن بعثة المنتخب تصل مساء اليوم إلى مطار مسقط الدولي ، بعد أن قدم منتخبنا الوطني نفسه بشكل جيد في هذه البطولة ، حيث نالت المنتخب أشاده من الجميع وقد حث المدربين العرب لاعبي منتخبنا الوطني على مواصلة العطاء والاستمرار نحو المحافظة على الإنجازات التي تحققت وطالبوهم بمزيد من الجهد والعمل خلال الفترات القادمة لحصد مزيد من الإنجازات في قادم الوقت ، وفي مختلف البطولات القارية والعالمية .