اعتقال 200 من المحتجين على وفاة شاب في مركز للشرطة

بالتيمور (الولايات المتحدة) ـ وكالات: كثفت شرطة مدينة بالتيمور الأميركية أمس تواجدها في شوارع المدينة التي ما زال يسودها الدخان في اعقاب أعمال عنف اندلعت في نهاية جنازة شاب اسود قتل في مركز للشرطة، حيث احرق متظاهرون سيارات وممتلكات عامة.
وما زالت الحرائق مشتعلة في المدينة حيث الاكثرية من السود في شمال شرق الولايات المتحدة وتشمل احياء تعيش فقرا مدقعا، بعد فرض حظر تجول لمدة اسبوع.
وأعلنت الشرطة الأميريكية اعتقال قرابة 200 شخص في المدينة .
واغلقت المدارس لدواع امنية، ويتوقع ان يبدا رصد حجم الاضرار في المدينة التي شهدت غضب مجموعات من الشباب الذين ضاقوا ذرعا بسلوك الشرطة ازاء الشباب السود.
وأعربت سلطات المدينة وشخصيات بارزة من السود وعائلة فريدي غراي الشاب الاسود القتيل عن الاستياء من اعمال العنف التي اندلعت بعد جنازته.
وقالت رئيسة بلدية المدينة ستيفاني رولينغز بلايك "قضى الكثيرون اجيالا لبناء هذه المدينة ولا يمكن ان ندع اشقياء يدمرونها". وأضافت "من السخف الاعتقاد أن تدمير المدينة سيؤدي إلى حياة جديدة".
وتم استدعاء تعزيزات من الحرس الوطني لماريلاند وآلاف الشرطيين فيما فرض حظر تجول ليلا في بالتيمور لاعادة الهدوء.
واعلن قائد الشرطة ان اعمال العنف التي بقيت محصورة في حي بشمال غرب المدينة ادت الى وقوع 15 اصابة بين عناصر الشرطة الذين نقل اثنان منهم الى المستشفى فيما اعتقل 27 شخصا اغلبهم من تلاميذ الثانويات.
وذكرت صحيفة ذي بالتيمور صن نقلا عن الشرطة ان شخصين اصيبا بجروح في تبادل اطلاق النار. لكن تعذر على الشرطة تاكيد هذه المعلومات.
واعلنت سلطات ولاية ماريلاند حال الطوارئ لمواجهة اعمال النهب في اثناء التظاهرات العنيفة.
وفور انتهاء جنازة فريدي غراي قامت مجموعات من الشبان معظمهم تلاميذ خارجون من المدارس بمهاجمة الشرطة وقذفها بالحجارة والحصي والعصي والزجاجات وغيرها.
وجرى نهب عدة متاجر واحراقها كما تم احراق سيارات بما في ذلك سيارات للشرطة.
وتوعدت الشرطة بدرس اشرطة الفيديو التي التقطتها كاميرات مراقبة وسواها من اجل القبض على مثيري اعمال الشغب.
واعلن قائد الشرطة ان قسما من التعزيزات كان منتشرا في المدينة موضحا ان هذه التعزيزات ستقوم بصورة خاصة بمهام الحراسة في المناطق التي تعيد اليها شرطة المدينة الامن.
واوضح مسؤول في شرطة ماريلاند ان الولاية طلبت تعزيزات تصل الى خمسة الاف عنصر اضافي.
وكان حاكم ماريلاند لاري هوغان اعلن في وقت سابق حال الطوارئ "لاعادة النظام" الى هذه المدينة البالغ عدد سكانها 620 الف نسمة والواقعة على مسافة ستين كلم من العاصمة الفدرالية.
وكانت مدينة فرغسون بولاية ميزوري (وسط) شهدت اعمال شغب مماثلة الصيف الماضي اثر مقتل شاب اسود اعزل برصاص شرطي ابيض. كما وقعت حوادث اخرى مماثلة حركت الجدل حول العنصرية في صفوف الشرطة الاميركية.
وتوفي فريدي غراي في 19 ابريل اثر كسر في الفقرات الرقبية بعد اسبوع على توقيفه في بالتيمور التي تعد عددا من الاحياء الحساسة.
ووفاته هي الحلقة الاخيرة من سلسلة من الاخطاء التي ارتكبتها الشرطة واججت التوتر بين السود وقوات الامن في الولايات المتحدة.
وتباين العنف الذي عم بالتيمور مع الهدوء الذي خيم على مراسم تكريم ذكرى فريدي غراي.
وتجمع حوالى ثلاثة آلاف شخص من اقرباء واصدقاء ومجهولين جمعهم سود لأداء صلوات في هدوء والقاء كلمات امام جثمان الشاب المسجى في نعش ابيض مفتوح محاط بباقات زهور بيضاء في كنيسة نيو شيلو المعمدانية.
واتخذت المراسم منحى سياسيا مع كلمة القاها محامي العائلة بيلي مورفي وقال فيها "اننا مجتمعون هنا من اجل فريدي غراي، انما ايضا لان هناك الكثيرين من هم فريدي غراي".
وابلغ الرئيس باراك اوباما بالوضع.
وكافح رجال الإطفاء لاخماد عدد من الحرائق وبينها حريق دمر دار مسنين تحت الإنشاء تابعة لكنيسة في شرق بالتيمور.
وقال توني لاستر (40 عاما) "كل ذلك يحدث لأن الناس ملوا من قتل الشرطة لشبان سود دون سبب... هذا يوم حزين ولكن كان يجب أن يحدث."
وكان جراي احتجز في 12 ابريل نيسان وهو يجري من الشرطة ونقل إلى مركز الشرطة في سيارة فان دون حزام أمان ومني بإصابة في الحبل الشوكي أدت إلى وفاته بعد ذلك بأسبوع.
وأوقف المسؤولون ستة من رجال الشرطة عن العمل وتحقق وزارة العدل الأمريكية في الواقعة لبحث أي انتهاكات محتملة للحقوق المدنية.
وأشعلت وفاة جراي من جديد غضبا عاما إزاء معاملة الشرطة للأمريكيين من أصل افريقي بعد الاحتجاجات التي اندلعت العام المضي في أعقاب قتل رجال شرطة سودا غير مسلحين في فيرجسون ونيويورك وأماكن أخرى.
ولكن بعد أيام من الاحتجاجات السلمية تحولت الأحداث إلى العنف أمس الاثنين. ووصفت ستيفاني رولينجز بليك رئيسة بلدية بالتيمور المشاغبين بأنهم "قطاع طرق" مضيفة أن ليس لهم أي علاقة بالاحتجاجات.
واعتقلت الشرطة 27 شخصا على الأقل وستغلق مدارس بالتيمور اليوم الثلاثاء. وألغيت مبارة لفريق أوريولز للبيسبول في بالتميور وأغلقت الأعمال وتوقفت محطات القطارات في المدينة التي يقطنها 620 ألفا والواقعة على بعد 64 كيلومترا من العاصمة.
وناشدت أسرة جراي المحتجين تنظيم احتجاجات سلمية وبعد أن بدات أعمال النهب خرج رجال دين ومسؤولو البلدية إلى الشوارع في محاولة للحيلولة دون وقوع اشتباكات عنيفة بين الشبان السود والشرطة.
وقال مفوض شرطة بالتيمور أنتوني باتس للصحفيين إن شبانا رشقوا الشرطة بالحجارة وأصيب ستة ضباط بجروح بالغة.
وأضاف "هذا ليس احتجاجا... هذه أعمال إجرامية تلحق الضرر بالمجتمع."
وأدانت وزيرة العدل لوريتا لينش أحداث العنف وقالت ان الوزارة ستقدم أي مساعدة مطلوبة.
وقالت لينش التي كانت تتحدث بعد ساعات من أدائها اليمين "إنني أدين أعمال العنف الحمقاء من بعض الأفراد في بالتيمور والتي نتج عنها إلحاق الأذى بسلطات إنفاذ القانون وتدمير ممتلكات وتهشيم السلام في مدينة بالتيمور."
وأضافت في بيان "سأضع كل موارد وزارة العدل لدعم الجهود لحماية اولئك الذين يتعرضون للتهديد والتحقيق في المخالفات وتأمين نهاية للعنف."
ومنذ اعلان وفاة الشاب الاسود تجري تظاهرات يومية في بالتيمور وكانت التظاهرة التي جرت ليل السبت الاحد تحولت هي ايضا الى اعمال عنف.
وأطلقت عدة تحقيقات لتوضيح ملابسات اصابة فريدي جراي من دون أن تؤدي الى نتيجة. غير أ شرطة بالتيمور أقرت بأن الشاب كان يفترض أن يتلقى مساعدة طبية بعد اعتقاله وتم وقف ستة شرطيين عن ممارسة مهامهم.