جنيف ـ (الوطن) ـ وكالات:
جدد الوفد الرسمي السوري في محادثات جنيف اصراره على مناقشة وقف الارهاب الذي تتعرض له سوريا قبل الانتقال الى أي بند آخر منتقدا معارضي الخارج المنضوين تحت ما يسمى (الائتلاف) معتبرا انهم يتحركون وفق قصاصات ورق تأتيهم من الخارج فيما كانت المراوحة هي القاسم المشترك لجلسات المؤتمر وسط عدم اتفاق على جدول للأعمال.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن وفد الجمهورية العربية السورية لن يناقش أي بند من بنود بيان جنيف تحت أي ضغط أو سبب قبل مناقشة وقف العنف ومكافحة الارهاب والاتفاق حول هذه المسالة بكل تفاصيلها مبيناً أن الموقف السوري واضح جداً في هذه المسألة وهو مناقشة البيان بنداً بنداً.
وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين إلى أن الوفد الرسمي لن يتهرب من مناقشة أي بند حتى فيما يتعلق بالحكومة الانتقالية إلا أنه يصر على مناقشة البند الأول وهو مكافحة الإرهاب مشيراً إلى أن الطرف الآخر ومن خلفه متخوفون من مناقشة موضوع الإرهاب لأن فتح باب المناقشة سوف يفضي بالضرورة إلى مناقشة واقع التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة وطرق الدعم المالي والتسليحي ومراكز التدريب لها.
وقال الزعبي: الطرف الآخر وداعموه يعرفون أيضاً أنه عند فتح موضوع مكافحة الإرهاب فإنه لدينا معلومات استخباراتية ووثائق وصور من داخل معسكرات تدريبهم وحول السفن والطائرات التي تهبط والأسلحة والأسماء ولذلك هم يخشون الخوض في هذا التفصيل ويدركون سلفا بأنه بمجرد دخولهم هذا النقاش سوف تنكشف حقائق وفضائح حقيقية وهذا يجعلهم في حالة رعب مسبق ولذلك ولأنهم طلاب سلطة نراهم يصرون على مناقشة مسألة الحكومة الانتقالية.
ورداً على سؤال حول تقديم الإبراهيمي جدول أعمال يتحدث عن مناقشة العنف أمس ويخصص اليوم للحكومة الانتقالية أوضح الزعبي أنه ليس من اختصاص مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي تقديم جدول أعمال وإنما الاقتراح فقط على الطرفين مبيناً أن ما قدمه الإبراهيمي من جدول أعمال غير مقبول لدى الوفد الرسمي السوري.
وتساءل الزعبي "هل يمكن أن نتصور أنه خلال ساعتين تمكن مناقشة موضوع مكافحة الإرهاب بعد كل الذي حدث في سوريا وهذا التآمر والاجتماع مع أسوأ فصيل في المعارضة وهو فصيل فورد (في الاشارة الى السفير الاميركي لسوريا روبرت فورد) والذي لديه علاقات مع (دولة الإسلام في العراق والشام) و(جبهة النصرة) وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى ويداه ملطخة بالدماء".
وقال الزعبي: هم يدركون أن لدينا وثائق وملفات.. هم يقدمون وثائق عندما يحين الوقت ووثائقنا أيضا موجودة وفيها إدانات لأشخاص وليس فقط لمجموعات بألسنتهم وتصريحاتهم وعندما يقول رئيسهم الجربا في موسكو أن الجبهة الإسلامية ثوار وليسوا إرهابيين أفلا يشكل ذلك إدانة حقيقية له وألا يشكل ذلك تعبيرا مباشرا منه على صلته بمجموعات إرهابية مسلحة.
واعتبر الزعبي أن رغبة الائتلاف بمناقشة موضوع الإرهاب بساعة واحدة ثم الانتقال إلى مناقشة الحكومة الانتقالية نوع من المهزلة والاستخفاف وعدم الحرفية ودليل على التناقضات الداخلية بين أفراده وعدم وجود لغة مشتركة فيما بينهم مشيراً إلى أن حتى الخبراء البريطانيين والأميركيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى الموجودين في مكان إقامتهم والذين يجمعونهم ويوجهونهم إعلاميا وسياسيا وحتى طريقة الطرح والذين يدرسون يوميا تفاصيل الجلسات يبدون أنهم غير منسجمين ولذلك عليهم أن يكونوا منسجمين مع أنفسهم وفي طروحاتهم لأن هذه الجلسات ليست لاستعراض دروس التاريخ القديم.
بدورها أكدت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية أنه "لا يمكن الحديث عن مسار سياسي حقيقي في الوقت الذي يعصف الإرهاب ببلدنا" موضحة أنه لا مانع لدى الوفد الرسمي السوري المشارك في مؤتمر جنيف2 من التوصل إلى جدول أعمال مشترك للمحادثات على أن يكون البند الأول فيه مكافحة الإرهاب والبند الثاني الحكومة الانتقالية.
وأشارت شعبان في تصريحات للصحفيين إلى أن الوفد الرسمي يتعامل بطريقة بناءة وإيجابية في محاولة منه لوضع حد للإرهاب الذي يفتك بشعبنا.
وبينت شعبان أن وفد الائتلاف رفض الاعتراف بوجود إرهاب في سوريا متسائلة ماذا يمكن تسمية ما حصل في معان بحماة ومن قتل الأطفال والنساء والشيوخ ومن يرتكب المجازر بحق الشعب السوري.
وردا على طروحات وفد الائتلاف بأن الحكومة الانتقالية ستكون قادرة على وقف الإرهاب قالت شعبان إذا كانوا يتصورون أن أي حكومة قادرة على وقف الإرهاب فليخبرونا كيف.. وإذا كانت هناك قوة في العالم تستطيع إيقاف الإرهاب فلماذا لا توقفه الآن معتبرة أن الطرف الآخر يريد عبر الحديث عن الحكومة الانتقالية الحصول على مكان له في السلطة والبوصلة الرئيسية التي تسيرهم ليست الشعب السوري أو حقن دمائه في حين أن الهم الأساسي لوفد الحكومة السورية هو وقف سفك دماء الشعب السوري ومن ثم إطلاق مسار سياسي يؤدي إلى حكومة انتقالية.
وأكدت شعبان أن ادعاءات البعض من أمثال ميشيل كيلو أن الحكومة الانتقالية قادرة على محاربة الإرهاب تعني أن لهم علاقة بالإرهابيين وبتدفق السلاح إلى سورية وأنهم يوافقون على ذلك حتى يصبحوا جزءا من الحكومة وهذه مشكلة خطيرة لأنها تعني أنهم يشجعون الإرهاب حتى يحتلوا مكانا في الحكومة السورية ولن يوافقوا على وقف الإرهاب ما لم تتشكل الحكومة الانتقالية وهذا أمر خطير.
من جهته أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن رفض وفد الائتلاف الاعتراف بوجود الإرهاب في سوريا أعاق الوصول إلى اتفاق حول جدول أعمال للمحادثات في جنيف معتبرا في الوقت ذاته أن الطرف الآخر يتصرف وفقا لقصاصات ورق تأتيه من الخارج.
ولفت المقداد في مؤتمر صحفي إلى أن الوفد الرسمي السوري أصر على ضرورة وجود جدول أعمال واضح يعكس روح وتسلسل فقرات بيان جنيف الأول مجددا التأكيد على أن الوفد الرسمي مستعد لبحث أي شيء وليس لديه أي مخاوف حول أي بند من بنود بيان جنيف.
وأوضح المقداد أن بيانات أعضاء وفد الائتلاف بعيدة كل البعد عما يدور داخل الاجتماعات حيث رفض هؤلاء بشكل واضح وصريح إدراج بند الإرهاب على مناقشات المؤتمر وقالوا إنه لا إرهاب في سوريا وأنكروا "دولة الإسلام في العراق والشام" و"جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" وهذا يدل مرة أخرى على أنهم يعيشون في عالم وهمي وغير واقعي وخادع وكاذب.
وحول سبب تركيز الائتلاف على موضوع الحكومة الانتقالية قال المقداد.. "نحن نتحدث عن الحكومة الانتقالية لأنه حقيقة يبدو أن هناك نهما وعطشا للتسلط على الشعب السوري ونحن جئنا إلى هنا لنناقش كل شيء لكن بموجب اتفاق جنيف والبند الأول في الاتفاق هو القضاء على العنف والإرهاب بينما هم يناقشون هذه الأمور وفق ما يوجههم الآخرون لأنهم يريدون زعزعة سورية وإنهاءها وعدم الحفاظ على مؤسسات الدولة وهيبتها بالتالي هم عدميون لا يريدون التقدم نهائيا على طريق حل الأزمة في سورية وهذه هي التعليمات التي تأتيهم عبر قصاصات ورق من الخارج".
وفي المقابل قال عضو وفد (الائتلاف) لؤي صافي "من الواضح ان الفريق الآخر كان يريد التعطيل. رفضوا جدول الاعمال الذي قدمه الابراهيمي، ورئيس الوفد (المفاوض بشار الجعفري) اصر على الحديث فقط في موضوع واحد وهو موضوع العنف".
أضاف أن الموفد "بذل جهدا مشكورا من اجل وضع جدول اعمال مقبول، طبعا هو ليس افضل ما نريد، لكنه كان مقبولا، يتحدث عن قضية نبذ العنف اليوم ثم ننتقل غدا الى البحث في الموضوع الاساسي وهو تشكيل هيئة الحكم الانتقالية التي ستكون لديها عمليا مهمة وقف العنف".
من جانبه أكد المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي أن المباحثات الجارية في جنيف لا تحقق تقدما كبيرا إلا أنه أشار إلى الاستمرار في بذل قصارى الجهد لجعل هذه العملية قابلة للانطلاق وتحقيق التقدم المنشود الذي يحتاج إلى تعاون الطرفين وتعاون الأطراف الخارجية.