كثبانها الرملية تشكل لوحات فنية نابضة بالحياة

جعلان بني بو حسن (العمانية):
تزخر ولاية جعلان بني بوحسن بمحافظة جنوب الشرقية بتنوع وتعدد المعالم الأثرية والتاريخية والسياحية والاقتصادية، حيث تتوسط هذه الولاية ولايات قطاع جعلان (جعلان بني بوعلي والكامل والوافي) ويحدها من جهة الغرب ولاية بدية ومن الشمال ولاية الكامل والوافي ومن الشمال الشرقي ولاية صور ومن الجنوب الغربي ولاية محوت ومن جهة الجنوب ولاية جعلان بني بوعلي وتبعد عن العاصمة مسقط بحوالي 300 كيلو متر.
وتعد جعلان بني بوحسن من أكثر ولايات جنوب الشرقية خصوبة ووفرة في المياه حيث تخترقها مجاري الأودية القادمة من ولايات ابراء والقابل وبدية ووادي بني خالد.
وقد حظيت الولاية بالعديد من منجزات النهضة المباركة الحديثة من توفير كافة الخدمات الأساسية للولاية التي تخدم المواطن والوافد ويتكون شعار الولاية من رمحين متقاطعين يعانق سنيهما (السهام في أعلى الرماح) جبل قهوان. وتحتضن الطبيعة الخلابة للولاية ثلاث بيئات متنوعة هي بيئة زراعية ورملية وصخرية وبحرية .
وتحتل الطبيعة البحرية بالولاية مكانا مميزاً حيث تضم بين جنباتها عدداً من القرى الساحلية الجميلة والرائعة بشواطئها الخلابة التي تتربع على الشريط الساحلي الذي يعانق بحر العرب وهي قرى (قرون والجديمة والعقرة والحد وجشير وقحيد والجويرة).
أما بيئة الكثبان الرملية فهي تشكل لوحات فنية نابضة بالحياة البدوية الهادئة وتحتضن عدداً من القرى الرملية التابعة للولاية أبرزها رملة قرية الطحائم والتي تبعد عن مركز الولاية 80 كيلو متراً غربا ، ويعمل اهالي هذه القرى الرملية على تربية الجمال والمواشي كما يوجد في هذه القرى بعض الأماكن السياحية منها (مخيم الريم الصحراوي) ويعد متنفسا لهواة محبي الرمال الصحراوية والحياة البدوية .
ويقع المخيم بين قريتي المريبي وفلج المشايخ ويبعد عن مركز الولاية بـ 9 كيلومترات مرتبطة بسلسلة رمال الشرقية التابعة للولاية ويجسد هذا المخيم واقع الحياة البدوية بكل تفاصيلها ومفرداتها ويجمع بين الراحة والهدوء والمتعة ويتوافد إليه الزوار من داخل وخارج السلطنة .
ويوجد في الولاية الكثير من الجبال ذات البيئة الصخرية الخلابة لعل أهمها (جبل قهوان) الذي يقع في الجانب الشرقي من الولاية حيث جاءت تسميته نسبة لحيوان الوعل العربي الذي يعيش به ويسمى بـ(قهوان) ويشكل هذا الجبل أهمية تاريخية واقتصادية كما يعد معلما طبيعيا ويوجد به مقطع صخري قديم وهو المقطع الوحيد الظاهر في السلطنة.
ويعود سبب تكاثر الوعل العربي في هذا الجبل لاحتوائه على مجموعة وافرة من الاعشاب التي تؤمن لهذا الحيوان غذاء وفيراً وحصناً أميناً إلى جانب احتوائه على ما يقارب 36 مورداً مائياً من عيون واودية وتجمعات مائية في الجيوب الصخرية .
وقد صدر المرسومان السلطانيان الساميان رقما 50 / 2014م و51 / 2014م بإعلان محمية جبل قهوان الطبيعية بمحافظة جنوب الشرقية لحماية وصيانة الأنظمة البيئية ومكوناتها الحيوية وكذلك حماية الخصائص الطبيعية والثقافية كالمناظر الطبيعية .
ويمتهن غالبية أهالي الولاية في المهن الزراعية التي تعد مصدر رزق الكثير منهم كما تشتهر الولاية بزراعة أنواع عديدة من النخيل أشهرها (نخلة المبسلي) و(نخلة البودعن) والتي تنتشر في قطاع جعلان ومن الزراعات التي توجد بها الولاية ايضا أشجار (المانجو والليمون والموز والمستعفل والجوافة والفرصاد والفافاي والعنب والرمان) كما تشتهر بيئتها الزراعية بأشجار ( السمر والغاف والسدر والسرح واللثب والقطف والراك والغلاس والسلم وتشتهر ولاية جعلان بني بوحسن بمهن عديدة ومتنوعة منها صياغة الذهب والفضة وصناعة السيوف والخناجر والحدادة والصفارة وصناعة الحلوى وصناعة الفخّار ودباغة الجلود وصناعة الغزل وصناعة شباك الصيد وسرج الخيول والجمال كما تتميز بالصناعات السعفية المتعددة الأشكال.
وتحتضن ولاية جعلان بني بوحسن الكثير من المعالم التاريخية العريقة التي ما زالت شاهدة حتى يومنا هذا تحكي أصالة التاريخ وعبق الماضي أبرزها القلاع والحصون والمساجد القديمة والتي يبلغ عددها 40 مسجداً قديما وكذلك الأبراج الحربية وسورها التاريخي والأفلاج.
ويبلغ عدد القلاع في الولاية (9) قلاع أهمها قلعة المنجرد وقلعة أولاد مرشد وقلعة الخويسة وقلعة السيارية وقلعة الغنيمية والمناذرة والعقيرية. أما عدد الحصون فيبلغ 14 حصناً متوزعة داخل الولاية منها حصن جعلان بني بوحسن وحصن الخويسة وحصن أولاد وهيل وأولاد العبد وحصن عين وشيلة والغرفة والصوبارة وحصن أولاد عبدالله وحصن التل .
كما تتميز ولاية جعلان بني بوحسن بكثرة الأبراج والتي تعتبر المرصد الذي وضع للمراقبة، ومن أهمها برج الستين الصفرة والمرصد ولهذه الأبراج أنظمة وقوانين حيث وضع لكل فلج برج مسمى عليه ويخصص مبلغ من مالية الفلج لصيانة البرج ولدفع أجور الحراسة ويبلغ عددها 21 برجاً.