مسقط ـ (الوطن): تستضيف دار الاوبرا السلطانية مسقط مساء السبت القادم اروكسترا الشباب الافغانية لتقدم أجمل عروضها على مسرح الدار، حيث سيبدأ البرنامج مع فرقة الشباب الأفغانية التقليدية، التي أسسها مدير المعهد الوطني للموسيقى ومعلم آلة الجيتشاك محمد مراد سارخوش، ويديرها حالياً معلم الرُباب في المعهد رامين ساقي زادة. الفرقة متخصصة في الجمع بين آلات أفغانية تقليدية متنوعة من أجزاء مختلفة من أفغانستان لتقديم موسيقى فلكلورية من جميع أنحاء البلاد، وذلك في صورة ترمز إلى وحدة البلاد. أما فرقة الرُباب فتركز بشكل رئيسي على آلة الرُباب الأفغانية المحلية، في حين تتخصص فرقة السيتار – السارود في الموسيقى الكلاسيكية للتقاليد الهندية الأفغانية، وتنتفع من خبرات مدربها محمد إحسان عرفان.
تعزف أوركسترا الشباب الأفغانية، مجموعة واسعة ومتنوعة من الموسيقى التي يقوم بتوزيعها قائد الأوركسترا: ويليام هارفي، وستبدأ الأوركسترا فقرتها بتقديم نسخة أفغانية من "الرقصة البولوفيتسية" لبورودين، وهو عمل مشهور (لواحد من أقوى خمسة مؤلفين روسيين) متأثرا بالتقاليد الموسيقية الشرقية حتى في صورته الأصلية.
دليل الأوركسترا الأفغانية
صمم "دليل الأوركسترا الأفغانية" لتعريف المستمعين بالأقسام المختلفة في الأوركسترا والتي تجمع بين الآلات الموسيقية الأفغانية والغربية، ويستمد العمل إلهامه من "دليل الشباب إلى الأوركسترا" لبينجامين بريتن، لهذا فإنه يضم راوياً يقدم للجمهور الأقسام الثمانية، والتي تعتمد كلها على الأغنية الفلكلورية الأفغانية الشهيرة "بيا كي بيريم با مازار" (هيا بنا إلى مَزار).
شاتري شاتري جول أستي
"شاتري شاتري جول أستي" هي النسخة المعدّلة المعاد تقديمها من أغنية نالت الشهرة على مدار الأربعين عاماً الماضية لقائد الأوركسترا المعروف سالم سرمست، والد الدكتور أحمد سرمست مؤسس المعهد الوطني للموسيقى في أفغانستان. في هذه النسخة الجديدة، تقوم إحدى عضوات الأوركسترا بغناء كل مقطع على حدة، في لفتة للتأكيد على التزام المعهد بتعليم الفتيات، ولأن كلمات الأغنية الأصلية تقول "شاتري شاتري جول أستي، دوختار إي كابول أستي" (يا فتاة كابول، أنت باقة من الزهور).
ويقول الدكتور أحمد سرمست مؤسس ومدير المعهد الوطني للموسيقى في أفغانستان: ان العرض الذي سنقدمه يعد بمثابة رسالة من شباب أفغانستان إلى شباب عُمان، ومضمون الرسالة أن الأطفال في كل مكان، البنين منهم والبنات، من مختلف الأعراق والجنسيات، والطبقات الاجتماعية، والأديان، من حقهم أن يتعلموا الموسيقى ويدرسوها، ويشعر جميع العاملين في المعهد الوطني للموسيقى في أفغانستان بأهمية إقامة علاقات قوية قائمة على الاحترام المتبادل بين المنطقة ودول العالم ذات الأغلبيات المسلمة، حيث يؤمن المعهد الوطني للموسيقى أن لغة الموسيقى العالمية بمقدورها أن تلعب دوراً أساسياً في تحقيق ذلك.
وتعد اوركسترا الشباب الافغانية اول اوركسترا يتم تأسيسها في افغانستان منذ اكثر من ثلاثين عاما، وهي تحت رعاية المعهد الوطني للموسيقى في افغانستان الذي انشأه الدكتور أحمد ناصر سرمست عام 2009، ويعد هذا المعهد أول وأفضل مؤسسة معنية بتعليم الموسيقى للموسيقيين الموهوبين من الشباب الأفغاني، ويركز برنامجه الموسيقي على التعليم الأكاديمي العالي الجودة لضمان أن يكون الطلاب قادرين على تقديم أعلى المستويات في المحافل الدولية سواءً كموسيقيين أو معلمين، أو أكاديميين، أو متخصصين، ويلتزم المعهد بخلق بيئة تعلم ديناميكية وتنافسية وآمنة لجميع الطلاب، بغض النظر على جنسهم، أو عرقهم، أو ظروفهم الاجتماعية، وانطلاقاً من ادراك المعهد للقدرة الشفائية للموسيقى، ويساعدهم هذا الالتزام على تعلم حرفة مفيدة تتيح لهم فرصة تحقيق أقصى قدراتهم، مع الحفاظ على صحتهم النفسية عبر تقديم منهج دراسي معتمد دولياً، ويضمن تخريج طلاب يتمتعون بالمهارات، والرؤية الإبداعية، والثقة في النفس التي تؤهلهم للمساهمة في الحياة الفنية والاجتماعية والثقافية في أفغانستان، وتساعدهم على إحياء التقاليد الموسيقية الأفغانية.