بعد أن أفسحت لها الدراما التركية الطريق

كتب – عادل مراد
في الفترة الأخيرة غذت الدراما التركية السوق المصرية والعربية، وبعد أن هدأت موجتها هاجمتنا الدراما الهندية، لتحل محل الدراما التركية، والغريب أن الجمهور المصري يتقبل كل هذه الأنواع من الدراما سواء التركية أو الهندية أو حتى الصينية .
والغريب أيضا أن الأعمال الهنديّة لم تنافس فقط على القنوات العربيّة، بل خرجت مؤخرًا فضائيات هندية للبثّ في الدول العربية، حيث بدأت قناة "زي ألوان" بثها على النايل سات لتقدّم مسلسلات هنديّة مُدبلجة باللغة العربية لافتة للنظر.
وحول هذه الظاهرة يتحدّث الناقد الفني "طارق الشناوي"، قائلاً: إن غزو الدراما الهنديّة وظهورها على الشاشة العربيّة في الأيام الحاليّة، ليس بجديد، مؤكدًا أنها موجودة منذ الثمانينيات وباكتساح، حيث ظهرت بقوة وكانت منافسة للأفلام الأميركية آنذاك.
وأكد الشناوي أن الكثير من الأعمال المصريّة، مقتبس من الأعمال الهنديّة، مثل (من أجل أبنائي) التي استخدمت تعبيرًا عن المأساة، كذلك (أجمل من فيتنام) تعبيرًا عن الفتاة الجميلة، (أقوى من سوراج وأروع من سانجام) التى تعبر عن القوة.
وحول قدرة الدراما الهنديّة على المنافسة والبقاء أمام الأعمال التركيّة والمصريّة قال الشناوي: لا أحد يملك الإجابة عن سؤال يتحكم فيه مزاج المتلقين العرب عامة، والمصريين خاصة، "فأمزجة" المُتلقين دائمًا متغيّرة، وتنتظر المزيد والجديد، كذلك مواكبة موضوعاتها للعصر، ومدى شدّة الحبكة الدراميّة والقصة التي يتناولها المسلسل، كلها عوامل تتحكم في مدى جاذبيتها للجماهير.
وقال الشناوي: إن الدراما المكسيكيّة هوست المُشاهد العربي، منذ ما يقرب من عشر سنوات ماضية، ولكنها اختفت، أو سحب من تحتها البساط لغيرها، كذلك الحال في الدراما اليابانية، التي أبهرت المشاهد المصري من خلال مسلسل (أوشين) الذي تمّ عرضه على التليفزيون المصري، وتابعها الكثيرون بشغف.
وأعرب الشناوي عن أمنيته أن تعود الدراما المصريّة لقوتها، مؤكدًا أنه على ثقة بأنها قادرة على أن تعود للمنافسة مرة أخرى.

الهندي يكسب
من جهتها قالت الناقدة ماجدة موريس إن الدراما الهنديّة تأخر ظهورها كثيرًا في التليفزيون المصري، حيث قدمت الأفلام الهنديّة منذ ما يقرب من العشرين عامًا، وحققت نجاحات في دور العرض المصريّة.
لذلك كان من الطبيعي حينها أن تعرض الدراما والمسلسلات الهندية، مثلما قدمت الدراما اليابانية، والصينية، والروسية، والأميركية، والإنجليزية، ثم الفرنسية.
ولفتت "موريس" لتاريخ الأعمال الهندية، الذي بدأ باكتساح أفلامها للعالم، مؤكدة أنها استطاعت جذب المزاج الشرقي لما تناولته هذه الأعمال من توليفة خاصّة مكوّنة من الحواديت الكثيرة داخل قصة العمل الدرامي أو السينمائي، بالإضافة إلى الرقصات الاستعراضيّة، التي تناسبت مع المزاج الشرقي المحبّ لهذه الألوان، التي تترك في مشاعرنا استجابة للمشاهدة والمتابعة.

توابل الدراما
أما الناقدة "خيرية البشلاوي"، فأكدت أن الدراما الهنديّة غزت العالم بالموضوعات الإنسانيّة الموجودة في جميع المجتمعات، حيث تناولت قضايا مختلفة كـحب الرجل الفقير للمرأة الغنية وتجارة السلاح والمخدرات والصراع على السلطة، وغيرها من الموضوعات التي تعرضت لها بشكل مميّز ورائع.

وأضافت: إن الدراما المصريّة تمرّ الآن بفترات عصيبة، وذلك نتيجة الظروف السياسيّة والاقتصاديّة التي أثرت على الإنتاج، حيث نجد أن أهم ما ميّز الدراما الهندية هو إنتاجها الثري.
وأكدت أن الدراما الهنديّة تتحدّث دائمًا عن القيم والتقاليد والغرام حتى يُمكننا القول إن بها من التوابل ما يُحقق معادلة النجاح الفني.

عناصر الإبهار
من جانبه طالب الناقد "نادر عبدالله" المسؤولين في مصر بدعم صناعة السينما والدراما والانتباه لأهمية تراثنا الثقافي في ظل الصراع الشرس بين المحطات الفضائيّة، حيث تسعى كل دولة إلى تحقيق حلمها بغزو العالم ومن بينها الهند التي دخلت المنافسة بقوة هذه الأيام خاصة أنها تمتلك قطاعًا كبيرًا من الجمهور المصري الحريص على متابعة أفلامها.
وأضاف: إن هذا التنافس الشرس بين الأعمال التركيّة والهنديّة يؤثر دون شك على الدراما المصرية؛ نظرًا لرغبتهما في نشر ثقافتهما والسيطرة على السوق، مشيرًا إلى أن تميّز كل منهما بعناصر الإضاءة والديكور المُبهر والمناظر البديعة يجذب المُشاهدين.