[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
لما مات ساباتاي ادعى ناتان الغزاوي أنه لم يقض كالناس ولكنه رفع وقد ساح في الفضاء وانتشر مع الضياء العلوي.
وقد خلفه على المذهب المدعو كاردوزو، وكان على عداء مع الفلسفة والفلاسفة، وكان على رأي القائلين إن الفلسفة ضد الدين، وزاد العلة الأولى توضيحاً فقال إن العقل اله الفلاسفة، والذي يتعبده وثني، ووصف العلة الثانية بأنها ايمانية، وهي الاله الحق، اله الانبياء من الاسلاف واله الشعب، ونبه إلى الخلط الذي يتردى فيه فلاسفة من اليهود كسعدي الفيومي والميموني.
وغلاة الشباتية هم الدونمة وفرقتهم بتركيا تدعى الإسلام، ومنهم طائفة تسمى الباروخية، تنسب إلى بارخيا روسو أو المبارك روسو، قال بألوهية شبتاي، ثم قالت شيعته بألوهيته هو نفسه.
وقد قيل إن الشباتية مذهب اريد به أصلاً تقويض الإسلام كما يقول صاحبه، أو تقويض كل الديانات الكتابية واقامة ديانة علمانية، وأنها اساس الدعوات اللاحقة كالفرنكية التي هدفت إلى تقويض النصرانية من الداخل كذلك، والماسونية، وقيل إن الدونمة كانوا وراء حركة مصطفى كمال اتاتورك الذي فصل الدين عن الدولة وانهى الخلافة الإسلامية في تركيا.
ومن مجموعة توصيات ساباتاي زيفي التي قدمها ليهود الدونمه والتي يقول فيها (لزم عليكم الانتباه بدقة إلى عادات المسلمين وتقاليدهم، وعدم كشف اسراركم الدينية لهم وان لا تؤمنوا لشيء إلا عن طريق مشاهدتكم له، حتى وإن تعرضت حياتكم للموت).
وبرغم كل محاولاته لإخفاء حقيقة ما يصبو إليه ويهدف إلى تحقيقه فقد كان مثار شك من قبل السلطان، الذي قرر أخيراً نفيه إلى بلجراد ومات هناك في احدى القلاع.
نجد أن مصلحة اليهود هي التي تحدد طبيعة تعاليمهم وتوصيات قادتهم، وأن الصهيونية تضع كل شيء من أجل خدمة أهدافها، وأنها بقدر ما تحذر اليهود من الإسلام، اذ تعد ذلك احد جوانب اختراقهم والتعرف على الطبيعة العدوانية لنياتهم ومخططاتهم، ولكن في الوقت نفسه نجد أنهم يباركون زواج اليهودية من حاشية السلطان أو من السلطان نفسه، كما حصل مع السلطان سليم الثاني الذي اشرنا إلى زواجه من اليهودية نوربانو..وما نتج عن ذلك الزواج من تمهيد لليهود لاحتلال مواقع مهمة في القصر العثماني.
إن توصيات (ساباتاي) تحدد على اليهود طريقة حياتهم ولأنهم يدركون جيداً ان ثمة الكثير من الاسرار التي لا تنحصر في التعاليم والطقوس الدينية وانما تتعداها إلى ابعاد اخرى ذات اهداف بعيدة المرامي، فحتى سكنهم له خاصية تساعد على السرية وعلى التحرك بطريقة تفسح المجال أمام عناصرهم لبث افكارهم وتعاليمهم وسط سرية تامة، اذ تصف الانسكلوبيديا التركية احياء يهود الدونمه على الوجه الآتي (أنهم يسكنون في بيوت متلاصقة ببعضها، يسهل التنقل في ما بينها وتخصص غرفة سرية فيها ضياء اخضر خصصت لاجتماعهم السري).
من الأمور المثيرة والجديرة بالدراسة، أن يهود (الدونمه) لم يثيروا الاهتمام في المراحل الأولى من بداياتهم، بل إن الأمور كانت تسير بطريقة هادئة، ولكن ما إن برزت احداث مهمة وخطيرة، واذا بأسماء كبيرة في تلك الأحداث هم من يهود الدونمه، وهذا ما اثار انتباه الدارسين، وذهبوا ببعض بحوثهم وتحليلاتهم إلى التركيز على نيات ومخططات هذه المجموعة، التي ادعت انها دخلت الاسلام حباً بهذا الدين، وبهذا الصدد يقول المؤرخ الفرنسي (جادن براون) في عام 1924 واصفاً يهود الدونمه (أن اصحاب المصيدة هم اذكى الاقوام والاجيال التي تعيش في مدينة سلانيك، انتسب معظمهم إلى جمعية الاتحاد والترقي وانهم قادوا الجزء الأكبر من ثورة تركيا الفتاة، هذه الثورة قام بها اساساً اليهود الدونمه وهم لبسوا زي المسلمين زوراً، وظلوا يهوداً في الحقيقة ومسلمين في الظاهر).
يذكر ليونسلي في (موسوعة العادات والتقاليد اليهودية) ان يهود الدونمه في سلانيك اليونانية انتقلوا إلى مدن تركية اخرى بعد معاهدة لوزان عام 1923.