القدس المحتلة ـ الوطن:
صادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس ، على بناء مشروع استيطاني كبير وسط المدينة المقدسة.
وقال الباحث الميداني في القدس أحمد صب لبن إن المشروع الاستيطاني عبارة عن بناء مدرسة يهودية ضخمة في حي الشيخ جراح وسط القدس، على أرض مساحتها 4 دونمات.
وأوضح لبن، أن اللجنة عقدت جلسة خاصة لها صباح امس ، بشأن المشروع الاستيطاني الهادف لبناء 9 طوابق، تشمل: مدرسة خاصة، ومدرسة دينية، وكنيس بدعمٍ من عرّاب الاستيطان اليهودي 'آريه كينغ'، مشيرا إلى أن الأرض المُستهدفة تقع بين محطة وقود 'ناصيف' ومركز الحياة الطبي، على مساحة 4 دونمات، وبالقرب من شارع رقم واحد الذي يفصل بين شطري المدينة المقدسة.
يذكر أنه تم تعطيل هذا المشروع قبل عامين، وتعليق الجلسة الخاصة به أواخر العام الماضي، علماً بأن سلطات الاحتلال استولت على الأرض في الثمانينات من القرن الماضي، بذريعة أنها أملاك غائبين.
من جانبها دانت وزارة الخارجية بشدة اقتحام وزير الإسكان الإسرائيلي " أوري ارئييل " للمسجد الأقصى المبارك، يوم امس الاول بصحبة عدد من المستوطنين والمجندات ورجال المخابرات الاسرائيلية، وذلك وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الاسرائيلي وشرطته.
كما دانت الوزارة مواقف الحكومة الإسرائيلية التي تشجع وتدعم وتحمي هذه الاقتحامات المتواصلة، والاستهداف المباشر للمسجد الأقصى على مرآى ومسمع من دول العالم، والعالمين العربي والإسلامي، محذرة من مغبة الإصرار الإسرائيلي الرسمي على النيل من المسجد الأقصى، والسيطرة عليه وتقسيمه، ضاربةً بعرض الحائط بيانات الإدانة والشجب، والجهود الأميركية والدولية الرامية لإنجاح المفاوضات الجارية بين الطرفين.
وطالبت الوزارة الدول كافة، خاصةً الرباعية الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، بالعمل الفوري لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف هذه الاستفزازات والاعتداءات، وإجبارها على إحترام القانون الدولي، واتفاقيات جنيف، بما يوفر مناخات أكثر ايجابية للمفاوضات وعملية السلام.
كما دعت العالمين العربي والإسلامي، الرسمي والشعبي، إلى التحرك من أجل حماية الأقصى والمقدسات في فلسطين، ونصرة أهلنا في القدس، الذين يتصدون لهذا العدوان المتواصل، ويدافعون عن الأقصى بدون امكانيات تذكر.
من جهة اخرى اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح امس الأربعاء ، طالبتين من طالبات مصاطب العلم في المسجد الأقصى المبارك أثناء اقتحام 32 مستوطنًا وعنصرًا من المخابرات الإسرائيلية ساحات المسجد.
وقال المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا ( لوطن ) إن 17 مستوطنًا برفقة حاخامات إسرائيليين اقتحموا منذ ساعات الصباح المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وتجولوا في أنحاء مختلفة من باحاته بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.
وأضاف أن 15 عنصرًا من مخابرات الاحتلال اقتحموا الأقصى والأبنية المسقوفة مثل المصلى المرواني، الجامع القبلي والمسجد القديم ومسجد قبة الصخرة المشرفة.
وذكر أن شرطة الاحتلال اعتقلت الطالبتين هبة الطويل من بلدة سلوان بالقدس عند باب المجلس المحلي، ونجود مطير من القدس عند باب القطانين، وجرى تحويلهما إلى مركز تحقيق "القشلة" بالمدينة.
ولفت أبو العطا إلى أن شرطة الاحتلال أبعدت الطالبة سميرة ادريس التي تم اعتقالها أمس الأول الثلاثاء، عن المسجد الأقصى لمدة أسبوعين.
وأشار إلى أن هناك تواجدًا ملحوظًا للمصلين ولطلاب وطالبات مصاطب العلم من أهل القدس والداخل المحتل، وكذلك مدارس القدس في باحات الأقصى، حيث تتعالى أصوات تكبيراتهم الرافضة والمنددة بالاقتحامات.
ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي عمليات اعتداء واقتحام من قبل المستوطنين وأذرع الاحتلال المختلفة من أجل فرض أمر واقع بالمسجد، ومحاولة الاستيلاء عليه، وإقامة الهيكل المزعوم فوق أنقاضه.
من جانبها أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وانها لن ترضى بأي شكل من الأشكال أي اتفاق ينتقص من ذلك الحق، وان قرار بلدية الاحتلال الاسرائيلي في القدس بالمصادقة على مشروع استيطاني كبير في حي الشيخ جراح يعتبر نسفا كاملا للجهود المبذولة، وضربة قاسمة لإمكانية التوصل لاي اتفاق مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي.
وقال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي في بيان صحفي صدر عن مفوضية الاعلام والثقافة أمس الأربعاء، ان هذا القرار مدان ومرفوض ولن نرضى بسياسة الامر الواقع وفرض الحقائق المزعزمة المبنية على العنجهية وقوة السلاح، وأن الحقائق المزعومة التي تحاول اسرائيل فرضها لن تغير من حقيقة التاريخ والقانون الدولي الذي يعتبر القدس الشرقية أرض محتلة، وأن فتح ستقف بكل امكانياتها أمام عمليات الاستيطان والتهويد ولن ترفع الراية البيضاء بأي حال من الاحوال.
وطالب القواسمي بضرورة تحمل الامة العربية والمجتمع الدولي لمسؤولياتها القانونية والاخلاقية اتجاه التطرف والعنصرية الاسرائيلية، وامام اصرارها على نسف كل الجهود الدولية الرامية الى تحقيق السلام في المنطقة من خلال تكثيف الاستيطان وهدم البيوت والاعتقالات اليومية وعمليات التهويد الممنهجة التي تتبناها حكومة لا تؤمن بالسلام والتعايش، بل تؤكد في كل مرة أنها ماضية قدما في سياستها الاستيطانية التهويدية.