[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” آخر سرقات الكيان: محاولة ترويجه للزعتر باعتباره "تراثا إسرائيليا"!. يحاولون بكل الوسائل اختلاق تاريخ قديم لهم, كما يحاولون عنوة إلصاق أنفسهم بتاريخ المنطقة!. نقول تعليقا: مثلما "رائحة البن جغرافيا", فإن الزعتر أيضا جغرافيا فلسطينية بامتياز! عبق الزعترهو المميز بالإضافة إلى رائحة القهوة... في صباحات المدن والقرى الفلسطينية والعربية الربيعية الجميلة والدافئة. ”
ـــــــــــــــــــــــــــ
بداية, أستميح محرر الحبيبة "الوطن" على احتواء مقالتي هذه ثلاثة مواضيع! ذلك بسبب زخم الأحداث وسخونتها, وحتى لا يفوتُني التعليق عليها .. وتسبقه بزمن!. معروف خطر العدو الصهيوني على الفلسطينيين والعرب!. الصهاينة لم يستولوا على أرضنا الفلسطينية والعربية الطاهرة فقط, إنما يريدون الاستيلاء على تاريخنا الفلسطيني العربي الكنعاني الاصيل! يريدون سرقة الزي الشعبي الفلسطيني التراثي الاصيل! ألبسوه لمضيفات شركة "إل عال". روجوا في العالم من قبل: أن الفول والحمص هما "تراث يهودي إسرائيلي" ! لذلك فإن الخطر الصهيوني غير مُدرك من قبل الكثيرين من الفلسطينيين والعرب على مختلف مناحي حياتنا, هؤلاء الذين يتوهمون بإمكانية قيام "سلام" مع إسرائيل!.آخر سرقات الكيان: محاولة ترويجه للزعتر باعتباره "تراثا إسرائيليا"!. يحاولون بكل الوسائل اختلاق تاريخ قديم لهم, كما يحاولون عنوة :إلصاق أنفسهم بتاريخ المنطقة!.نقول تعليقا: مثلما "رائحة البن جغرافيا", فإن الزعتر أيضا: جغرافيا فلسطينية بامتياز!عبق الزعترهو المميز بالإضافة إلى رائحة القهوة... في صباحات المدن والقرى الفلسطينية والعربية الربيعية الجميلة والدافئة.
الزعتر هو كل هذه المعاني مجتمعة. الزعتر مستخدم في مصر منذ الفراعنة, استعمله اليونانيون الاوائل كبخّور في معابدهم, اعتقادا منهم أنه مصدرٌ الشجاعة. استخدمه الرومان في العصور الوسطى. للزعتر ما لايقل عن أربعين فائدة طبية: ففي زيته مادة "الثيمول" ذات الاستخدام الطبي الواسع. استُعمل الزعتر ويستعمل في معالجة المغص, وكمضاد حيوي, وفي الشفاء من السعال والتهاب القصبات, وفي شد الوجه وتنقية البشرة, يطرد الغازات, يقوي المناعة, مسكن للآلام. يعمل على خفض الكوليستيرول, يستعمل في معالجة الاسهال الحاد. يقوي الذاكرة. يستعمل في صناعة العطور. يفيد في علاج السكري, الصدفية, يمنع جفاف العين.. وغير ذلك في علاج الكثير من الأمراض. يرد الزعتر كثيرا في الشعر العربي والفلسطيني: على سبيل المثال لا الحصر , قصيدة "أحمد الزعتر"( ليدين من حجر وزعتر...هذا النشيد لأحمد المنسيّ بين فراشتين.. الخ). لمحمود درويش, قصيدة "تل الزعتر" لمظفر النواب..وهما قصيدتان في الإشارة إلى مذبحة "تل الزعتر" عام 1976على أيدي الكتائب, بمساندة من إسرائيل.
الزعتر الفلسطيني هو من ذات الأجواء التراثية الفلسطينية الأصيلة .. فهو أيضا تاريخ! وبخاصة هذا الآتي من فلسطين, والذي تستورده بعض الأسواق التجارية الكبيرة في عمان خصيصا لعاشقيه! تتفنن الفلسطينيات كما كل العربيات في طرق تصنيعه وتحسين مزايا طعمه, فمن الفطائر إلى أنواع السلطة الكثيرة, إلى دًهنه على الخبز وشوائه في الفرن, وتغميسه بالزيت وأشكال أخرى من الاستعمال.
لكل ذلك, يتوجب أن يُهدى الزعتر وبخاصة ذا التصنيع الفلسطيني الآتي من الضفة الغربية لكل المحبين والأصدقاء والأعزاء والمعارف...هؤلاء الذين يدركون قيمته ويحسّون معانيه!. أؤكد: أن هدية الزعتر أغلى كثيرا من سيارات البينتلي وملايين الدولارات التي يهدونها! يا ليت هذه الهدايا جرى التبرع بقيمتها للمحافظة على عروبة القدس ومساندة أهلها!؟. رغم أننا في هذه الحالة نظلم معاني الزعتر!. لكل ما سبق: يسعدني الصديقان الكاتبان: محمد الرفاعي (أبو نضال) الكاتب في "الأخبار", والعزيز اسكندر حبش الكاتب في "السفير" عندما يرفعان الهاتف لطلب الزعتر الفلسطيني عندما أعلمهما بقرب وصولي إلى بيروت ودمشق. باختصار هذان الصديقان يشاركاني عشق زعترنا الفلسطيني الأصيل طعما ومعان ومضمامين حدّ الثمالة .. فنحن نأكل مع الزعتر, زعترا!
الموضوع الثاني هو: محاضرات وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن الإسلام في مساجد جيبوتي! بالفعل لقد هزُلت .. فآخر ما نتوقعه أن يحاضر أعداء الإسلام عن ديننا الحنيف! في تلخيص مواقع الأخبار لمحاضرات "الشيخ الفقيه" كيري, ركّز على الصلوات الخمس! مع أهمية الصلاة باعتبارها ركنا أساسيا في الإسلام ولكن, كنا نتمنى على من حفّظوا "الشيخ" كيري ما سيقوله في محاضراته .. لو علّموه وحضّوه على" شرح الآيات الكريمة المتعلقة بقتال الأعداء:" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" و "قاتلوا الذين يقاتلونكم" وغيرهما. من قبل: أفتى البعض من العلماء للسادات "بجواز عقد الصلح وتوقيع اتفاقية كمب ديفيد مع الكيان" على قاعدة الآية الكريمة " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها "! ناسين أو متناسين (وفقما فسرها علماء المسلمين) أنها تعني جواز عقد الصلح مع العدو في المعارك ... عندما تكون الغلبة للمسلمين, وليس العكس, وعندما يطلب العدو, السلم خوفا من نتيجة تبعات استمرار القتال والموت الاكيد لجنوده .. إذا ما استمرت المعارك!. إنهم يحرّفون معاني الآيات القرآنية الكريمة وفقا لأهواء الحكّام. لقد حددت الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب الباردة بانهيار المعسكر الاشتراكي, العدو الجديد للحضارة الغربية, بـ "الإسلام المقاتل", ومع ذلك: يدعون كيري لقراءة محاضرات في المساجد حول الإسلام!؟.
ثالثا.. أتعرض دوما لسؤال يتكرر طرحه عليّ: ذلك في استفتائي لبعض القامات العربية الفكرية, والقيادات السياسية الفلسطينية والعربية, حول رؤيتهم (من خلال ثلاث أسئلة موحدة .. أوجهها لكل منهم حول: المشروع الصهيوني, وما أنجزه في المدة المحددة, ومستقبله في المنطقة) ذلك في التحضير لكتابي الصادر في حينه "ستون عاما على النكبة" ( الذي نشرته العزيزة الوطن وقتها على مدار عشرين حلقة - لهذا أحرص على أن يكون ردي من خلال "الوطن" واشعر أنها المؤهلة والمعنية مثل الآخرين بمعرفة الجواب)!, وعدم مشاركة سماحة السيد حسن نصرالله عن حزب الله, والمناضل خالد مشعل عن حركة حماس (الذي سبق له وأن شارك شاكرا في كتابي "خمسون عاما على النكبة")...في الكتاب!؟ مما كان سببا لمهاتفتي من قبل كثيرين محتدين وعاتبين, ومن ضمنهم أمين عام حركة الجهاد الإسلامي المناضل الدكتور رمضان شلّح, يسألني ويعاتبني على هذا السهو! أجبته بالحقيقة! وتتلخص في: أنني أرسلت لكل من القامتين الكبيرتين, أسئلتي, وتأكدت من وصولها إليهما, وكما قيل لي: تطلع سماحة السيد على الأسئلة, ابتسم ولم يُجب! بعد أسبوعين: أرسلت رسائل تأكيدية لكل منهما واقترحت: إذا كانا مشغولين فليحيلا الأسئلة إلى الإجابة من قبل من يريدان!كان المهم عندي رأي الحزب والحركة في الإجابة عن الأسئلة. انتظرت شهرين ولم أتلقّ ردا, ونتيجة لوعدي لباقي المستَفتين, اضطررت إلى طبع الكتاب مع أسفي الكبير وشعوري بأن شيئا ما ظلّ ينقص الكتاب!.
بداية,أتمنى أن لا يظل الكيان الصهيوني حتى يحتفل بعيد تأسيسه القسري السبعين! لكن إن امتد بي العمر بإذن الله .. سيكون مشروع كتابي في حينها "سبعون عاما على النكبة". منذ الآن سيكون المناضلان الكبيران (أمدّ الله في عمريهما ونضالاتهما) هما أول من سأستفيه!. وإلى لقاء.