بمشاركة 73 فريقاً من مختلف دول العالم

عاد إلى أرض الوطن في ساعة مبكرة من صباح أمس الفريق الوطني للبحث والإنقاذ التابع للهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف بعد أن شارك على مدى أحد عشر يوما في عمليات البحث والإنقاذ وتوزيع المساعدات لضحايا الزلزال الذي ضرب جمهورية النيبال وأثر على (39) مقاطعة وخلف الآلاف من الوفيات والإصابات وشرد الملايين كما أثر على الكثير من البنى الأساسية .
وقد استجاب الفريق الوطني للبحث والإنقاذ بناءً على طلب الدولة المتضررة ووفق محددات منظمة الإغاثة الدولية ويتكون الفريق من (40) عنصراً يمثلون الهيئة العامة للدفاع المدني وشرطة عمان السلطانية وقوات السلطان المسلحة ، وهم من مختلف التخصصات كالإنقاذ والعمليات والخدمات الطبية والتمويل وقد كان في استقبال الفريق في مطار قاعدة السيب الجوية اللواء عبدالله بن علي الحارثي رئيس الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف وعدد من ضباط الهيئة .
وقد صرح المقدم عبدالله بن صالح النجاشي مدير العمليات بالهيئة العامة بأن الفريق الوطني للبحث والإنقاذ قد وصل إلى العاصمة النيبالية كاتماندو في الأول من هذا الشهر وكان في استقبالهم ممثل وزارة الخارجية العمانية في النيبال ، وتقضي تعليمات المنظمة الدولية للإغاثة أن يقوم الفريق فور وصوله مطار الدولة المتضررة بالتسجيل ضمن الفرق المشاركة والتي بلغت ( 73 ) فريقاً من مختلف دول العالم .
وقد تم تحديد موقع عمل الفريق في صباح اليوم التالي وعلى الفور باشر الفريق عمليات البحث والإنقاذ والتي كانت محفوفة بالعديد من المخاطر والصعوبات نظراً لعدم استقرار منطقة العمل وحدوث هزات ارتدادية بين الوقت والآخر ، إضافة إلى وجود قطع كبيرة من الخرسانات المسلحة وتواجد أعداد كبيرة من السكان المحليين في مناطق البحث والإنقاذ ، ولم يقتصر عمل الفريق على عمليات البحث والإنقاذ بل تم إشراك العديد من الضباط المتخصصين بالفريق في المنظمات والمراكز الدولية الأخرى المتواجدة بهدف المساهمة والمساعدة في الجوانب الطبية والمعلوماتية .
وأضاف : وبعد أن أعلنت الهيئة الاستشارية للمنظمة الدولية ومن خلال الاجتماع الذي حضره قادة الفرق عن انتهاء عمليات البحث والإنقاذ عن الأحياء تحت الأنقاض في جميع المناطق واقتصار عمل الفريق على رفع الأنقاض وانتشال الجثث وتقديم المساعدات الإنسانية تحت إشراف حكومة النيبال ، قام الفريق بعد التنسيق مع الهيئة العمانية للأعمال الخيرية بتوزيع المساعدات العمانية على المتضررين والتي وصلت إلى مناطق نائية على جبال الهملايا ، وبمشاركة ممثلين عن وزارة الخارجية العمانية والهيئة العمانية للأعمال الخيرية .
وتعد هذه المهمة هي الأولى للفريق خارج أرض السلطنة وهي إضافة أخرى في مسيرة بنائه لتعزيز قدراته وخبراته في التعامل مع مثل هذه الحالات بمشاركة الفرق الأخرى والتي لها باع كبير في هذا المجال ، فالفريق الوطني للبحث والإنقاذ قد حصل في عام 2012م على الشارة الدولية من الهيئة الاستشارية للبحث والإنقاذ التابعة للأمم المتحدة كثاني فريق يحصل على هذه الشارة على مستوى الشرق الأوسط ، ومشاركته في هذه المهمة الإنسانية يعد عاملا أساسيا لتجديد الاعتراف الدولي به والذي يتم حالياً وفق برنامج تدريبي وتأهيلي ووفق خطة وضعت في هذا الشأن بالتنسيق مع العديد من الدول المتقدمة منها (الدفاع المدني السنغافوري ودولة جنوب أفريقيا) ، وقد تم رفد الفريق بالمعدات والتجهيزات الفنية التي تمكنه من أداء مهامه على أكمل وجه داخل وخارج السلطنة .
ومنذ أن غادر الفريق أرض الوطن تم تفعيل مركز إدارة الحالات الطارئة على مدار الساعة بالهيئة العامة لمتابعة الفريق والتأكد من سلامته ورصد تحركاته وحالة أعضائه ، من خلال شبكة اتصالات متعددة .