بدأت أمس الثلاثاء فعاليات الاجتماع الثامن للهيئة الاقليمية لمصايد الاسماك (الريكوفي) والتي تستضيفها السلطنة ممثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية والتي تناقش تنمية واستدامة المصائد السمكية وتطوير الاستزراع السمكي وتختتم اعماله غدا الخميس.
رعى حفل الافتتاح سعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية وبحضور سعادة الدكتور أحمد بن ناصر بن عبدالله البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة وسعادة السيد هلال بن مسلم بن علي البوسعيدي المستشار بمكتب وزير الزراعة والثروة السمكية وسعادة الدكتور الزين مصطفى المزمل ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بمكتب المنظمة في مسقط.
وألقى الدكتور أحمد بن محمد المزروعي مدير عام تنمية الموارد السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية كلمة قال فيها: اكملت الهيئة الإقليمية لمصائد الاسماك هذا العام عامها الرابع عشر، ومن المؤكد انها قامت بأدوار هامة جدا في مسيرة تطوير قطاعات الثروة السمكية والاستزراع السمكي في دول المنطقة من خلال مجموعات العمل والاجتماعات والمشاريع والنشر المعلومات والتقارير، لكننا مازلنا نعتقد ان هناك دورا اكبر يمكن ان تقوم به الهيئة في هذا الجانب لتحقيق الاهداف المرجوة منها.. ومع كل الشكر والتقدير لمنظمة الفاو على دعمها المتواصل لأعمال الهيئة كإحدى الهيئات الاقليمية التابعة لها، الا انه يجب علينا كدول اعضاء القيام بأدوار اكبر لتحسين عمل الهيئة وذلك من خلال العديد من الامور، كالحرص على دفع المساهمات المالية في وقتها وتمويل بعض المشاريع التي يتم الاتفاق عليها في مجموعات العمل والحرص على المشاركة في اجتماعات الهيئة ومجموعات العمل بضباط الاتصال كما ان توفير المساهمات المالية في وقتها يضمن تنفيذ العديد من الاعمال والانشطة التي يتم الاتفاق على تنفيذها، حيث انه من الملاحظ عدم تنفيذ العديد منها سابقا بسبب عدم توفر المبالغ المالية اللازمة ومن القضايا المهمة الاخرى في مجال تحسين عمل الهيئة هي انشاء سكرتارية خاصة بها موظفين مؤهلين لإدارتها ونقل موقعها الى المنطقة، حيث سيساهم ذلك في تحسين عملها ونحن في السلطنة نؤمن بشدة بدور منظمة (الريكوفي) كمنتدى حكومي لتبادل ومناقشة قضايا الثروة السمكية وندعم اية مبادرات من شأنها تحسن الادوار التي تقوم بها وفي هذا الشأن، ندعو المشاركين من الدول الاعضاء في هذا الاجتماع الى المشاركة بفعالية في أعماله مع الاخذ في الاعتبار ان استمرار الهيئة بوضعها الحالي لا يمكنها من تحقيق جميع الاهداف المرجوة منها.
بعد ذلك ألقى سعادة الدكتور الزين مصطفى المزمل ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو) بمكتب المنظمة في مسقط كلمة قال فيها: ان مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية تدعم سبل العيش لما يقارب 12% من سكان العالم وتشكل الأسماك 17% من الاستهلاك العالمي للبروتين الحيواني والانتاج السمكي في زيادة مستمرة حيث بلغ المستخدم منه للغذاء حوالي 136 مليون طن في عام 2012م وبلغ انتاج المصائد البحرية والاستزراع السمكي في منطقة الهيئة الاقليمية لمصائد الأسماك في عام 2013م ما يقارب 850 ألف طن وهو ما يعد مساهمة حقيقية في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل في المنطقة لأكثر من 180 ألف صياد اضافة الى توفير 400 ألف فرص عمل ثانوية لأنشطة ما بعد الحصاد.
وأضاف سعادة الدكتور ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بمكتب المنظمة في مسقط: ان زيادة الطلب على الأسماك يحتم على هذا القطاع أن يكون أكثر انتاجية واستدامة وأن يمكن لنظم أكثر فاعلية وشمولية والرؤية المستقبلية هي تحقيق مساهمة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في التنمية المستدامة والأمن الغذائي تماشيا مع الأهداف والاستراتيجية للفاو والتي اعتمدتها الدول الأعضاء في المنطقة ومنظمة الفاو تعمل على تقديم المشورة والتوصيات وكذلك وضع المبادئ والمعايير لمساعدة الدول الأعضاء وأعدت المنظمة بالتعاون مع الشركاء عدد من المبادئ التوجيهية والتي تعتبر وثائق توفر الأطر التي يمكن استخدامها كمرجع عند اعداد الاستراتيجيات والسياسات والقوانين والبرامج والأنشطة.
من جانبه أوضح بييرو مانيني الاستشاري في المصائد السمكية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن أهمية هذا الاجتماع تأتي من النقاط المحددة التي سيتم مناقشتها بين دول الخليج العربي والعراق وايران والمنظمات الدولية لتنمية وتطوير المصائد السمكية وادارتها واستدامتها وفق الخطط المشتركة التي سيتم الاعتماد عليها كما سيكون هناك تعاون مع دول الجوار مثل اليمن وباكستان لأن المصائد متداخلة لا حدود بينها ويعول على هذا الاجتماع للوصول الى طريقة عمل تساهم في المحافظة على الأوضاع الأحيائية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية للمصائد السمكية وتنميتها وحمايتها من الاستنزاف.
كما أوضح الدكتور اليساندرو لوفتيل خبير المصائد السمكية في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أن هذا الاجتماع على مدى ثلاثة أيام سيناقش محاور أساسية أهمها العمل بشكل جماعي بين الدول الأعضاء في المنظمة وتحديدا في مجال ادارة المصائد السمكية وفي التحكم في المخاطر التي تواجه تلك المصائد من أمراض تصيب الأسماك بالإضافة الى العمل بشكل منظم في تنمية المصائد المشتركة حيث الكثير من الأسماك وفي مقدمتها أسماك الكنعد تهاجر على شكل أسراب في مياه الخليج العربي ولا يوجد حدود لتلك الهجرات مما يتطلب العمل على التعاون بشكل ثنائي أو ثلاثي وفي أغلب الأحيان جماعيا لمتابعة تلك الهجرات وتحقيق الاستفادة القصوى من تلك المصائد مثلما هو الحال في شمال الخليج العربي حيث العمل يسير بشكل ايجابي للاستغلال بكفاءة لمصائد الأسماك.
وأضاف خبير المصائد في منظمة الفاو: ان الاجتماع سيستعرض مقترحات الدول الأعضاء في الهيئة الاقليمية لمصائد الأسماك وسيتم مناقشتها بتوسع واهمها آلية تبادل المعلومات والبيانات السمكية بين الدول الأعضاء كما أن الاجتماع سيختتم بصدور توصيات علمية تحدد العمل خلال الفترة القادمة وخلال المستقبل على المدى البعيد.
بعد ذلك بدأت الجلسة العلمية الأولى للاجتماع وبحضور ممثلي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والعراق وايران ومسئولي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والهيئة الاقليمية لمصائد الأسماك (الريكوفي) .
وسوف تستكمل أعمال الاجتماع صباح اليوم الأربعاء على أن تختتم فعاليات الاجتماع بجلسة علمية ختامية يوم غد الخميس.
ويمثل السلطنة في هذا الاجتماع وفد مكون من الدكتور احمد بن محمد المزروعي مدير عام تنمية الموارد السمكية وضابط الاتصال الوطني للهيئة، والمهندس داود بن سليمان اليحيائي مدير دائرة تنمية الاستزراع السمكي ورئيس لجنة الاستزراع التابعة للهيئة والدكتور عبدالعزيز بن سعيد المرزوقي مدير مركز العلوم البحرية والسمكية التابع لوزارة الزراعة والثروة السمكية.
ويشارك في أعمال هذا الاجتماع وفود من جميع الدول الاعضاء في الهيئة وهي السلطنة والامارات والسعودية والكويت وقطر والبحرين والعراق وايران بالإضافة الى خبراء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وسيناقش الاجتماع وعلى مدى ثلاثة أيام العديد من المواضيع التي تتعلق بقطاع الثروة السمكية في دول الهيئة ومنها تقرير عن الانشطة التي تمت خلال هذه الدورة بين عامي 2013 ـ 2015م والتقرير المالي والاداري للهيئة وتقارير لجنة الاستزراع السمكي ولجنة المصائد السمكية عن الاجتماعات التي تمت عقدها خلال هذه الدورة والنظام الاقليمي لمعلومات الاستزراع السمكي، ونتائج مسح دراسة الوضع الاقتصادي والاجتماعي لقطاع الثروة السمكية في الدول الأعضاء بالهيئة، والوضع الحالي للهيئة والتوقعات المستقبلية لتطوير عملها وغيرها من المواضيع ذات الصلة التي تهم قطاع الثروة السمكية في الدول الأعضاء في الهيئة.