دعا المشاركون فيها إلى تضمين مجالات التراث الثقافي بالتعليم المدرسي والجامعي وإيجاد برامج ودراسات خاصة به

يوسف البوسعيدي: تبني الأمم تاريخها بالتراث الثقافي وتوظفه في التنمية وترسخ به قيم المواطنة

عائشة الدرمكية: قلة المجلات المحكِّمة وعدم توافر الدعم المالي للبحوث والمشروعات .. أهم التحديات التي تواجه إدارة التراث الثقافي

كتب ـ إيهاب مباشر:
,, التحديات التي تواجه البحوث والمشروعات في التراث الثقافي العماني، والأولويات البحثية والمشروعاتية في التراث الثقافي العماني، كانت حاضرة وبقوة في حلقة عمل "التراث الثقافي العماني .. بين الواقع والأولويات" التي نظمها مجلس البحث العلمي، صباح أمس، بحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالجوانب التراثية والثقافية بالسلطنة، وذلك بفندق سيتي سيزن مسقط. ،،

أهداف
وقد هدفت حلقة العمل إلى مناقشة نتائج تقرير واقع بحوث التراث الثقافي المعد من قبل فريق العمل المنبثق من اللجنة التوجيهية للبرنامج؛ لتحليل التحديات والثغرات في منظومة بحوث التراث الثقافي في السلطنة، ومشاركة الجهات المعنية والمهتمين في رسم الأولويات البحثية المستقبلية للبرنامج.

تحديات
وتمثلت التحديات التي تواجه البحوث والمشروعات في التراث الثقافي العماني في: تعدد الجهات المعنية بإدارة التراث الثقافي العماني، بما يمثله من ازدواجية، وغياب التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني، وقلة الوعي المجتمعي الكمي والنوعي بأهمية التراث الثقافي وأهمية البحوث في التراث الثقافي، وعدم وجود هيئة مركزية وطنية معنية بالبحوث في مجال التراث الثقافي العماني، التي من الممكن أن تسهم في إجراء البحوث العلمية، كما تسهم في تأهيل الباحثين.

محاور
وتناولت حلقة العمل مجموعة من أوراق العمل وثلاث حلقات نقاشية تمثلت في ثلاث محاور أساسيه وهي: التحديات التي تواجه البحوث والمشروعات في التراث الثقافي العماني، والأولويات البحثية والمشروعاتية في التراث الثقافي العماني، الأهداف والمحاور المرجوة في برنامج التراث الثقافي العماني.
وقد دعا المشاركون إلى ضرورة تضمين مجالات التراث الثقافي في التعليم المدرسي والجامعي وإيجاد برامج ودراسات جامعية خاصة بالتراث الثقافي وغيرها من التحديات.

عنصر مهم
بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة قدمها الدكتور يوسف بن حمد البوسعيدي، مدير قطاع الثقافه والعلوم الاجتماعيه والعلوم الأساسيه بمجلس البحث العلمي، أوضح من خلالها أن التراث الثقافي بمختلف معانيه ومفرداته، عنصر مهم تُقيم وتبني به الأمم تاريخها وتوظفه في التنمية المستدامة في عصورها المختلفة، كما يتم توظيفه لبناء وترسيخ قيم المواطنة في أفراد المجتمع، من خلال تعريفهم بتاريخهم وتراثهم وغرس حب المحافظة عليه ونقله للأجيال المتعاقبة.
وأضاف الدكتور يوسف البوسعيدي بأن حلقة عمل التراث الثقافي العماني جاءت لتحقيق عدد من الأهداف، منها مناقشة نتائج الاجتماعات التي تم تنفيذها من قبل الفريق لبحث واقع إدارة التراث الثقافي العماني ومناقشة آليات تمويل البحوث الحالية في الجهات المعنية بالتراث الثقافي العماني، بالإضافة إلى تحديد التحديات والأولويات في مجال التراث الثقافي العماني، وتحديد ملامح وإثراء المحاور والأهداف المرجوة من البرنامج.

واقع إدارة التراث الثقافي العماني
بعده قدمت عائشة البحرية عرضا مرئيا عن "البرامج الاستراتيجية بمجلس البحث العلمي"، تبعه عرض مرئي قدمته الدكتورة عائشة الدرمكية، ناقشت خلاله "واقع إدارة التراث الثقافي العماني، وتحديد التحديات التي تواجه إدارة التراث الثقافي، المتمثله في قلة المشروعات التي تتبناها هذه المؤسسات في مجال التراث الثقافي بالإضافة إلى أن أغلب المشروعات أو البحوث تكون بالشراكة بين الباحث والمؤسسات الأخرى الحكومية منها والخاصة، كذلك قلة المجلات المحكمة في هذه المؤسسات والتي يمكن النشر فيها وقلة أو عدم توافر الدعم المالي لهذه البحوث والمشروعات. كما ركزت الدكتورة عائشة الدرمكية على أهمية مشاركة الجهات المعنية لمناقشة واقع التراث العماني.
كما قدم الباحث الدكتور حميد بن سيف النوفلي من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، ورقة عمل بعنوان "الاتفاقيات الثقافية لليونسكو" عرض خلالها عددا من الاتفاقيات الدولية في مجال التراث الثقافي، وأوضح خلال ورقته كيفية استفادة السلطنه من اتفاقيات التراث الثقافي، من خلال التعليم، عبر إثراء المنهج التعليمي بمفردات التراث الثقافي، وإدماج مكونات التراث الثقافي في المناهج الدراسية لكل المراحل التعليمية، وإنتاج أفلام كرتونية توضح للطلبة كيفية صون التراث، وإجراء مسابقات تعليمية تستهدف الطلبة حول صون التراث.
الجدير بالذكر أن مجلس البحث العلمي قام بتأسيس البرنامج الاستراتيجي في التراث الثقافي العماني للمساهمة في تعزيز الجهود المبذولة في السلطنة لدراسة ورصد التجليات المادية والمعنوية لذلك الإرث الثقافي والمحافظة عليه ودعمه من ناحية والمساهمة في تطويره بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية الوطنية.