كامب ديفيد: ترحيب بالاتفاق النووي مع طهران .. والتزام أميركا بأمن الخليج "راسخ" و(تهميش) إيران ليس هدفا
واشنطن ـ (الوطن) ـ وكالات:
غادر صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء والوفد المرافق لسموه واشنطن أمس مختتماً زيارة رسمية للولايات المتحدة الأميركية استغرقت ثلاثة أيام شارك خلالها في اجتماعات قمة كامب ديفيد على رأس وفد السلطنة نيابة عن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ورئيس الولايات المتحدة الأميركية التي اختتمت اجتماعاتها في وقت سابق .
وكان فخامة الرئيس الأميركي باراك أوباما قد استقبل صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء رسمياً في البيت الأبيض .. كما عقد لقاء آخر مع فخامته بمنتجع كامب ديفيد .
وعقد سموه كذلك لقاءات ثنائية مع عدد من قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على هامش القمة .. وزار سموه مركز السلطان قابوس الثقافي في واشنطن.
وكان في وداع سموه لدى مغادرته مطار قاعدة (أندروز) الجوية عدد من كبار المسؤولين الأميركيين وأعضاء البعثة الدبلوماسية العمانية في واشنطن.
وقد بعث صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بُعيد مغادرته واشنطن برقية شكر وتقدير لفخامة الرئيس الأميركي باراك أوباما عبر فيها عن سروره والوفد المرافق له بهذه الزيارة وما أتاحته من فرصة للقاء مع فخامته وتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك إضافة إلى اللقاءات التي تمت في منتجع كامب ديفيد والتي ساهمت بدورها في تعزيز الشراكة والتفاهم وتقريب وجهات النظر بين دول المجلس والولايات المتحدة حيال العديد من الموضوعات والتحديات التي تواجه المنطقة متمنياً لفخامته والشعب الأميركي الصديق دوام الرخاء والازدهار.
وعقد فخامة الرئيس الأميركي باراك أوباما بمنتجع كامب ديفيد الرئاسي أمس الأول لقاءً مع صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.
وفي بداية اللقاء أشاد فخامة الرئيس الأميركي بالدور المحوري الذي قام به جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ فيما تم التوصل إليه من نتائج ايجابية ومثمرة بشأن البرنامج النووي الإيراني مثمناً جهد جلالته الدؤوب في تعزيز التقدم الذي أحرزته المفاوضات ذات الصلة في مختلف مراحلها.
كما أشاد فخامته بالسياسة الحكيمة والنهج المدروس الذي تنتهجه السلطنة في تعاملها مع مختلف القضايا والتحديات التي تواجهها المنطقة في ظل القيادة المستنيرة لجلالة عاهل البلاد المفدى.
وأكد فخامة الرئيس باراك أوباما على متانة العلاقات التاريخية والمتطورة التي تربط الولايات المتحدة الأميركية بالسلطنة وأهمية تعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصلحة البلدين وشعبيهما الصديقين.
من جهته نقل صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لفخامة الرئيس باراك أوباما وتمنيات جلالته الطيبة لفخامته وللشعب الأميركي الصديق بالمزيد من التقدم والرفاهية ولعلاقات الصداقة القائمة بين البلدين المزيد من الازدهار.
كما عبر سموه عن شكره وتقديره لفخامته على حفاوة الترحيب وحسن الوفادة اللذين حظي بهما سموه والوفد المرافق مثمناً سموه ما أبداه فخامته من ثناء وتقدير عالٍ للقيادة الحكيمة والمستنيرة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أبقاه الله ـ مؤكداً سموه لفخامته حرص جلالته على أهمية أن يسود الأمن والاستقرار في المنطقة لتتفرغ شعوبها للتنمية وتنعم بالسلام والطمأنينة لمستقبل أفضل.
وأعرب صاحب السمو السيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء لفخامة الرئيس الأميركي عن تقدير السلطنة لعلاقات الصداقة والتعاون التي تربط البلدين وعلى أهمية الدور الأميركي في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم.
وفي ختام اللقاء طلب فخامة الرئيس الأميركي باراك أوباما من سموه نقل تحياته وتقدير الإدارة الأميركية العالي لجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ـ وتمنيات فخامته لجلالة عاهل البلاد المفدى دوام التوفيق والسداد والصحة والعافية وللشعب العماني واطراد التقدم والنمو.
من ناحية اخرى أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان التزام الولايات المتحدة امن دول مجلس التعاون الخليجي "راسخ"، وذلك اثر الاعلان عن عزم الولايات المتحدة تعزيز تعاونها العسكري مع الدول الخليجية الست.
وجاء في بيان صدر في ختام قمة جرت في كامب ديفيد بين اوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي ان المجتمعين نددوا ب"الانشطة الايرانية المزعزعة للاستقرار" في الشرق الاوسط.
غير ان أوباما حرص على القول للصحفيين في ختام القمة "اريد ان اكون واضحا جدا، ان الهدف من التعاون الامني ليس إدامة اي مواجهة طويلة الامد مع ايران او حتى تهميش ايران".
وأكد الرئيس الاميركي امام الصحفيين في المنتجع الرئاسي "اجدد التأكيد على التزامنا الراسخ امن شركائنا في الخليج".
وفي واشنطن اصدرت الرئاسة الاميركية بيانا اكدت فيه ان المجتمعين في قمة كامب ديفيد اتفقوا على "التعاون في سبيل مواجهة اي تهديد خارجي لسلامة اراضي اي من الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي".
وجاء في البيان ان "الولايات المتحدة والدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي ترفض انشطة ايران المزعزعة للاستقرار في المنطقة وستتعاون لمواجهتها".
من جهته قال امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في ختام القمة ان "جميع دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بالاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة 5+1 ونتمنى ان هذا الاتفاق سيكون عاملا أساسيا للاستقرار في المنطقة".
واذ لفت امير قطر الى انه يتحدث باسم كل دول مجلس التعاون، أوضح ان القمة ناقشت "بشفافية" مسائل عدة بينها وجوب "عدم تدخل الدول غير العربية في الشأن العربي وتحدثنا عن الازمة في سوريا والعراق، وعن مخاطر التطرف والارهاب".
وبشأن تعزيز التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، اوضح البيت الابيض انه سيتم "تعزيز التعاون في المجال الامني ولا سيما على صعيد مراقبة نقل الاسلحة ومكافحة الارهاب والامن البحري والامن المعلوماتي والدفاع المضاد للصواريخ البالستية".