القدس المحتلة ـ الوطن :
أحيا الفلسطينيون أمس في الأراضي الفلسطينية والخارج الذكرى الـ 67 للنكبة بسلسلة من الفعاليات والتظاهرات التي انطلقت منذ الصباح في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة والقدس وقطاع غزة . فيما أطلقت صفارات الإنذار في مختلف المدن الفلسطينية لمدة 67 ثانية.
وأصيب نحو عشرة فلسطينيين على الأقل بالرصاص والعشرات بالاختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية أثناء تظاهرات لإحياء الذكرى السنوية الـ67 ليوم "النكبة" الفلسطينية. وأعلنت مصادر فلسطينية عن إصابة ثلاثة شبان فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل شرق مدينة غزة. وذكرت المصادر أن التظاهرة نظمها ائتلاف شبابي بمناسبة الذكرى السنوية الـ 67 ليوم النكبة الذي يرمز إلى تهجير آلاف الفلسطينيين عند قيام دولة إسرائيل. وأوضحت المصادر أن قوات إسرائيلية متمركزة قرب السياج الفاصل أطلقت نيرانها لدى اقتراب متظاهرين من السياج ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم بجروح متوسطة. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد على التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وفي الضفة الغربية المحتلة ، تظاهر المئات من الفلسطينيين في المدن والقرى القريبة من جدار الفصل واشتبكت مع قوات إسرائيلية في عدد من القرى منها بلعين ونعلين قضاء رام الله. وحسب مصادر فلسطينية أصيب 4 فلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق خلال مواجهات متفرقة مع جيش الإسرائيلي. واندلعت مواجهات مماثلة على حاجز "عوفر" العسكري تخللها إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى إصابة 3 شبان بجروح والعشرات بالاختناق.
وفي بلدة النبي صالح غرب رام الله، اندلعت مواجهات أيضا بعدما احتج العشرات من الشبان الفلسطينيين على استمرار مصادرة الأراضي الفلسطينية لبناء المستوطنات مما أدى إلى اندلاع مواجهات. وفي شمال مدينة نابلس في الضفة الغربية أفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أن الجيش الإسرائيلي أصاب عشرة فلسطينيين على الأقل بالرصاص الحي والمطاطي خلال اشتباكات جرت. وأكد الجيش الإسرائيلي وقوع الاشتباكات بينه وبين الشبان الفلسطينيين لكنه نفى استخدامه للرصاص الحي.
أما في القدس الشرقية المحتلة ، فتظاهر فلسطينيون في باحات المسجد الأقصى إحياء لذكرى النكبة. وهتف المتظاهرون بهتافات عديدة مناوئة لاحتلال الأراضي الفلسطينية وشعارات مؤيدة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وكان أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة تلفزيونية وجهها بمناسبة ذكرى النكبة الليلة الماضية أن مخططات وبرامج حكومات إسرائيل"فشلت" في إنهاء القضية الفلسطينية. وقال عباس إن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه، وأن ما جرى عام 1948 من هجرة ونزوح من أرضه لن يتكرر أبدا. وأضاف إن "قضية فلسطين لم تعد مختزلة بكونها قضية لاجئين، فالعالم من أقصاه إلى أقصاه يعترف بقضية فلسطين قضية تحرر وطني، وأن شعبها له الحق في تقرير المصير". وشدد عباس على أنه "لا شرعية لكل ما تقوم به إسرائيل من استيطان، بما في ذلك القدس الشرقية التي هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وهي العاصمة الأبدية والخالدة لدولتنا الفلسطينية المنشودة".
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان لها بمناسبة ذكرى النكبة أن "المقاومة هي السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا الوطنية والمفاوضات العبثية سبيل الضعفاء". واعتبرت الحركة أن "المصالحة الوطنية تبدأ حقيقية بقطع أواصر التعاون والتنسيق مع العدو (إسرائيل) والانحياز لخيار الشعب وثوابته". ورأت أن "حصار الاحتلال لغزة جريمة ويتضاعف جرمها حين تكون بأيدٍ تدعي
وطنيتها وعروبتها، وسيحاسب شعبنا كل من ساهم في حصارها". وشددت حماس على أن اللاجئين الفلسطينيين "لا طريقة لهم سوى طريق العودة إلى بيوتهم وديارهم التي هجروا منها بقوة الغدر والتآمر، ولن يغفر شعبنا أبداً لكل من ساهم في جريمة التهجير".