يهدف إلى إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية

محمد المحروقي:توقعات بزيادة نمو الطلب على الكهرباء خلال الأربع سنوات القادمة بنسبة 11% سنويا

كتب ـ الوليد العدوي:
انطلقت صباح أمس الثلاثاء فعاليات مؤتمر ومعرض عمان للطاقة والمياه بمركز عُمان الدولي للمعارض والذي تنظمه الهيئة العامة للكهرباء والمياه بالتعاون مع شركة أعمال المعارض العُمانية (عُمان إكسبو) خلال الفترة من (19 – 21)، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات، وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين وأصحاب الأعمال والأكاديميين المهتمين بموضوعات الطاقة والمياه.
ويأتي هذا المؤتمر والمعرض في إطار جهود السلطنة الحثيثة لدفع معدلات التنمية، عن طريق إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف أنحاء البلاد مع ازدياد الحاجة لتوفير الطاقة التي تلبي احتياجات مشروعات البنى التحتية، والنهضة الصناعية، والمشاريع العمرانية.
وقال معالي رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات: ان مؤتمر ومعرض عمان للطاقة والمياه من المعارض المتخصصة والتي تثبت على مدى السنين جاذبية الاستثمار في مثل هذه القطاعات وهذا المؤتمر والمعرض أكبر دليل على ذلك، وما شاهدناه من توجه لتأكيد كفاءة استخدام هذه الموارد.
من جانبه قال سعادة محمد بن عبدالله المحروقي رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه: إن المؤتمر جاء بمشاركة عدد من الخبراء والمسؤولين من داخل السلطنة وخارجها بهدف التواصل والتشاور وتبادل الأراء حول المواضيع ذات الصلة بقطاعي الكهرباء والمياه وكفاءتها والحفاظ عليها والتعريف بمدى تأثيرها بالإضافة إلى تعريف المهتمين في مجال الصناعة بالمنطقة بطرح أفضل الطرق والممارسات العلمية والعملية والوصول بأنظمتها إلى أفضل درجات الجدة.
وأضاف: ان الحكومة أولت قطاعي الكهرباء والمياه عناية خاصة منذ بداية النهضة المباركة باعتبارهما عنصرين مهمين في منظومة التنمية ولارتباطهما الوثيق بعناصر التنمية الأخرى في كافة المجالات وترجمة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ حيث حظي القطاعان باهتمام كبير في الخطط الخمسية الماضية انعكس ذلك جليا على مدى تطور وانتشار خدمتي الكهرباء والمياه في مختلف المحافظات، فبعد أن كانت الطاقة الإنتاجية للكهرباء لا تزيد عن 3 ميجاواط قبل العام 1970م، و2596 ميجاواط في العام 2005م، فيما وصلت في الوقت الحالي مع بداية هذا العام إلى 7594 ميجاواط، فيما تشير التوقعات إلى زيادة نمو الطلب على الكهرباء خلال الأربع سنوات القادمة بمعدل لا يقل عن 11% سنويا ليصل إلى حوالي 9133 ميجاواط بحلول 2019م.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للكهرباء والمياه أن قطاع المياه شهدا أيضا تطورا ملموسا خلال السنوات الثماني الماضية، وهو ما أملته الظروف والمستجدات نتيجة للنمو السكاني المرتفع والتوسع العمراني والتجاري والصناعي المضطرد، حيث ارتفع عدد المشتركين من 167 ألف مشترك في العام 2007م، إلى 368 ألف مشترك في نهاية 2014م بنسبة ارتفاع بلغت 120% وارتفعت كمية المياه الموزعة من 121 مليون متر مكعب في العام 2007ن، إلى 283 مليون متر مكعب في العام 2014م، بنسبة زيادة قدرها 133% فيما تشير التوقعات إلى أن يصل معدل الطلب على مياه الشرب قبل حلول 2020م إلى مليون متر مكعب يوميا.
واختتم سعادة محمد بن عبدالله المحروقي كلمته مشيرا إلى أن مؤتمر عمان للطاقة والمياه 2015م يتزامن مع احتفالية اليوم العربي لكفاءة الطاقة الذي يصادف يوم 21 من مايو من كل عام مؤكدين على أهمية هذه المناسبة للتعريف بأهمية كفاءة الطاقة في الدول العربية لما لها من مردود اقتصادي واجتماعي، وبناء شراكات وجسور من التعاون في المنطقة العربية ولما يتيحه من استعراض لآخر التطورات على المستوى التقني والأكاديمي في مجال كفاءة الطاقة.
بدوره قال المهندس عمر بن خلفان الوهيبي الرئيس التنفيذي لمجموعة نماء أن مشاركة المجموعة في المؤتمر يأتي تزامنا مع الذكرى العاشرة لتأسيسها، وتحرص على تعمين الأيدي العاملة في المجموعة حيث بلغت التعمين في قطاع الكهرباء 91% وهذا يعكس إيماننا في نماء بأن الكوادر الوطنية هي أساس النمو والتطور، حيث بلغ عدد موظفي المجموعة 2828 موظفا بحلول العام 2014م، كما زاد عدد المشتركين خلال العشرة أعوام الماضية بنسبة 76%، وهذه الزيادة تبدو جلية في زيادة إمدادات الكهرباء منذ تأسيس شركات المجموعة، وإن الغاز الطبيعي هو الوقود الرئيسي المستخدم لإنتاج الطاقة في السلطنة، لذلك ركزت الجهود لرفع كفاءة محطات التوليد مما نتج عنه تراجع معدل استخدام التكنولوجيا المتطورة في أنظمة التوليد، وستعمل المجموعة في السنوات المقبلة على رفع كفاءة استغلال المحطات الجديدة ذات الكفاءة العالية لتحقيق معدلات أفضل في تقليل استهلاك المحطات الجديدة.
وأضاف: ان مجموعة نماء تطمح في تقديم كل ما هو جيد ومفيد للمشتركين، وتسعى جاهدة في تحسين خدمات المشتركين ومن خلال أفضل التقنيات والتكنولوجيا الحديثة للوصول إلى أكبر شريحة منهم ولتحقيق الرضا فيما يخص الفوترة وقراءة العدادات وطريقة الدفع.
من جهته قال المهندس أحمد بن حمد الصبحي الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور ورئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر أن من أهم أهداف المؤتمر عرض الاستراتيجيات والسياسات المستقبلية لقطاع الكهرباء والمياه اللذين يعتبران العمود الفقري للتنمية في اقتصاديات البلدان والأسواق الناشئة، وتلك الاستراتيجيات التي من شأنها توفير تنمية مستدامة وطويلة للنهوض باقتصاد السلطنة.
وأضاف: لقد آثرت اللجنة التنظيمية لهذا المؤتمر أن يكون هناك مزيج من المواضيع المختلفة للعرض، وهذا المزيج سوف يتيح للباحث والممارس التعرف على آخر ما توصلت له التكنولوجيا الحديثة في سوق صناعة الطاقة والمياه والتركيز على التعرف على تكنولوجيا الطاقة المتجددة أو النظيفة بقيمة المساهمة في بلورة سياسات تساعد على استخدام تلك التكنلوجيا التي تسعى جميع دول العالم لاستخدامها للتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة للبيئة والإنسان على المدى الطويل.
يغطي هذا المؤتمر والمعرض عدة مواضيع من بينها مستقبل الطاقة في السلطنة واستراتيجيات كفاءة توليد واستخدام الطاقة وتطبيقات الطاقة المتجددة والبديلة وسبل ترشيد استهلاك الطاقة في السلطنة على مستوى الاستهلاك المنزلي والصناعي، والإدارة المستدامة للمياه في السلطنة والسياسات والقرارات المائية وكفاءة إنتاج واستخدام المياه وترشيد استخدام المياه والحفاظ على الموارد المائية.
الجدير بالذكر أن تنظيم المؤتمر والمعرض يأتي من قبل الهيئة العامة للكهرباء والمياه نظرا لزيادة الطلب على الموارد الطبيعية من الطاقة والمياه، حيث تظهر الحاجة الملحة لغرس الوعي بأهمية الطاقة والمحافظة على المياه وبأنها تمثل أولوية من أولويات التنمية التي توليها السلطنة أهمية كبرى في عملية التنمية، ومن هذا المنطلق تولدت فكرة تنظيم هذا الحدث ليكون فرصة لتبادل الخبرات والتعرف على الجديد في هذا المجال من خلال المشاركين في المؤتمر والمعرض من السلطنة ومن الدول المشاركة فيه، وسعت الهيئة وبالتعاون مع الشركة العُمانية للمعارض (عُمان إكسبو) الى تحقيق هذا الهدف من خلال تنفيذ هذا المؤتمر والمعرض، وتعتبر هذه الفعالية هي الأولى من نوعها في السلطنة.
كما سيتم خلال المؤتمر مناقشة الاستراتيجية الوطنية للطاقة لقطاع الكهرباء، وسيتم التركيز على كفاءة الطاقة والمحافظة عليها، ووضع سياسات وخطط عمل للطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وسوف تتناول أيضا ظاهرة تكرار نقص المياه والتدابير المتخذة لحل هذه المشكلة. وسيتناول البرنامج العديد من الموضوعات الهامة منها: مستقبل الطاقة والمياه في السلطنة، الخطط الوطنية لقطاعات الطاقة والمياه، مستقبل الطاقة المتجددة والبديلة في السلطنة، ومدى الإعتماد عليها كمورد رئيسي لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وعرض أفضل التقنيات في مجال الطاقة والمياه وأفضل التطبيقات العملية في دول الجوار.