الجيش يسعى إلى عملية سريعة لاستعادة الرمادي

بغداد ـ وكالات: اتخذ مجلس الوزراء العراقي امس الثلاثاء قرارات تدعو إلى الوقوف ضد (داعش) وحماية أبناء محافظة الأنبار وتخليص أهالي نينوى من هذا التنظيم والعمل على تحرير أخر شبر من أرض العراق منه. وقال بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي اليوم إن المجلس وبعد أن ناقش الوضع العسكري فإنه يدعم دعوة القائد العام للقوات المسلحة لتحرير كامل محافظة الأنبار باشتراك القوات المسلحة العراقية ومتطوعي الحشد الشعبي ومقاتلي أبناء العشائر تحت إمرة القيادة العامة للقوات العراقية . وأشار المجلس إلى فتح باب التطوع لإضافة قوات جديدة في الجيش وخصوصا للفرق العسكرية التي تعاني نقصا عدديا بما فيها الفرقة السابعة في غرب محافظة الأنبار وإنهاء عقود المتسربين. وأكد على جاهزية وتدريب الشرطة المحلية لتتمكن من السيطرة على الأرض بصورة صحيحة بعد تحريرها ،إضافة إلى التأكيد على التزام الحكومة العراقية بتطويع وتسليح مقاتلي أبناء العشائر بالتنسيق مع محافظة الأنبار وكذلك تكريم المقاتلين الذين صمدوا في وجه الهجوم الإرهابي وإنزال أشد العقوبات بـ"المتخاذلين" الذين أدى موقفهم هذا الى تداعيات في الرمادي وملاحقة مروجي الاشاعات الكاذبة والتي تريد النيل من ارادة المواطنين العراقيين والمقاتلين .
كما أكد على استمراره بدعم النازحين وتوفير المستلزمات الضرورية لهم. ودعا المجلس المجتمع الدولي والتحالف الدولي ودول الجوار الاقليمي إلى دعم العراق في حربه ضد الارهاب بالتسليح والتجهيز ودعم صندوق إعادة الاستقرار والإعمار للمناطق التي دمرتها عصابات داعش الإرهابية. من جهته اعتبر إياد علاوي نائب الرئيس العراقي امس الثلاثاء أن ما يحدث في محافظة الأنبار انعكاس للأزمة السياسية التي تعيشها العراق. وقال علاوي ، في تصريح صحفي :"لابد من التنبيه مجدداً إلى أن التطورات الأمنية والعسكرية المؤسفة ومنها ما حصل في الرمادي خلال الأيام الأخيرة ماهي إلا تداعيات متوقعة للأزمة السياسية المزمنة والتي يعمل البعض على تعقيد حلولها أو تجميدها خلافاً للمنطق العام ومصالح العراق في تحقيق المصالحة الوطنية الناجزة وبناء دولة المواطنة والعدل والمساواة التي ندعو اليها كأرضية صلبة تقف عليها الانتصارات العسكرية الميدانية لعديد
المعارك مع التنظيمات الإرهابية ". وحذر علاوي من الملامح الواضحة لأهداف التقسيم الخطيرة التي قد تقف خلف هذه الاحداث والتي يهدف الإرهاب والمتطرفون منها إلى ضرب نسيج الوحدة المجتمعية وللأسف ينساق وراءها بعض البسطاء وذوي النوايا الحسنة. وقال :"نؤكد دعواتنا السابقة للجميع إلى وحدة الموقف والكلمة في مواجهة الإرهاب والتطرف ودعم مقاتلينا في كل العراق وأن خسارة معركة أو معركتين لا تعني خسارة الحرب التي لا خيّار لنا غير الانتصار فيها". وتقوم القوات العراقية والحشد الشعبي بحشد عناصرها في محافظة الانبار لبدء عملية سريعة لاستعادة مركزها الرمادي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، في ما اعتبرته واشنطن "انتكاسة" في مواجهة التنظيم الجهادي. وتسعى الحكومة العراقية الى الاستفادة من عامل الوقت لمحاولة استعادة المدينة التي تبعد 110 كلم الى الغرب من بغداد، قبل ان يتمكن داعش من تعزيز دفاعاته في المدينة غالبا عبر تفخيخ الطرق والمنازل. ولجأ التنظيم الى هذا الاسلوب بشكل مكثف في مناطق اخرى يسيطر عليها، ما كان يعيق تقدم القوات التي تحاول استعادتها ويكبدها خسائر كبيرة في الأرواح. وسيطر داعش على الرمادي بالكامل الاحد، اثر انسحاب القوات الامنية في وجه هجوم بدأ مساء الخميس، في ابرز تقدم له في العراق منذ يونيو 2014. وشكل هذا التقدم ودفع الحكومة بالحشد الشعبي في معارك الانبار ذات الغالبية السنية، نكسة لاستراتيجية رئيس الوزراء حيدر العبادي المدعومة اميركيا، بناء قوى مختلطة مذهبيا لقتال الجهاديين. وقال العميد الركن في الجيش العراقي علي الماجدي "بدأ وصول الحشد الشعبي الى مواقع شرق الرمادي للتهيؤ من اجل القيام بمرحلتين، الاولى قطع تقدم العدو والثانية التقدم باتجاه العدو". واعتبرت واشنطن الاثنين سقوط المدينة "انتكاسة"، مبدية في الوقت نفسه ثقتها بان السيطرة عليها ستستعاد. واعرب وزير الخارجية جون كيري عن "ثقته الكاملة" باخراج الجهاديين من الرمادي "خلال الايام المقبلة". وقال الاثنين في كوريا الجنوبية "لدي الثقة على المدى البعيد. لكن نعم، ستكون هناك اوقات مثل امس (الاحد) في الرمادي وستكون هناك بعض التحديات الصعبة امامنا". الا ان السيطرة المباغتة لداعش على المدينة وانسحاب القوات الامنية منها، تتطلب اعادة تخطيط قبل الاقدام على اي عملية عسكرية. وقال قائد شرطة المدينة اللواء الركن كاظم الفهداوي اليوم ان عناصر من الشرطة والقوات الخاصة يتجمعون في منطقة حصيبة الشرقية، على مسافة نحو سبعة كلم شرق الرمادي. واوضح "هذه المنطقة ستكون نقطة انطلاق لعمليات عسكرية لتحرير مدن الانبار"، مؤكدا ان "العملية العسكرية لتحرير مدينة الرمادي والانبار لن تبدأ الا بعد تأمين متطلبات ومستلزمات المعركة بالكامل". وانسحبت القوات الامنية من المدينة بشكل شبه فوضوي وسريع، تاركة خلفها بعض التجهيزات العسكرية وعناصر محاصرين. وبثت "قناة العراقية" التلفزيونية الاثنين لقطات لما قالت انها عملية انزال عسكري لانقاذ 28 ضابطا وجنديا بقوا معزولين في حي الملعب بالرمادي. ونشر عبر منتديات الكترونية جهادية، صورا مما قيل انها "غنائم" من مقر اللواء الثامن، احد ابرز المقرات العسكرية في الرمادي. وبدت في الصور دبابتان على الاقل وعربات مدرعة واسلحة وذخائر. وتقدر السلطات ان الهجوم ادى الى مقتل نحو 500 شخص من المدنيين وعناصر القوات الامنية. على صعيد اخر افادت مصادر عراقية امس الثلاثاء بأن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيبدأ اليوم الأربعاء زيارة رسمية تستمر يومين إلى جمهورية روسيا الاتحادية على رأس وفد وزاري. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن العبادي سيزور روسيا اليوم برفقة وزراء النقل والداخلية والثقافة والأمن الوطني لبحث مجالات التعاون العسكري وتجهيز العراق بالسلاح فضلا عن مجالات التعاون الثنائي في المجالات المختلفة . وأشارت إلى أن الزيارة ستتناول ما يتعرض له العراق من مخاطر بسبب سيطرة (داعش) على مناطق واسعة من العراق.