[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/samyhamed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سامي حامد[/author]
قامت الدنيا ولم تعقد في أميركا والعديد من الدول الأوروبية بمجرد صدور قرار من محكمة الجنايات بإحالة أوراق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وعدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين في قضيتى الهروب الكبير من سجن وادي النطرون والتخابر، حيث شن الغرب هجوما عنيفا على مصر بسبب ما أسماه الأحكام رغم أنها ليست أحكاما نهائية واتهموا القضاء المصري بالتسييس، ووصفت الخارجية الأميركية قرار إحالة أوراق "مرسي" للمفتي بـ"الجائر" ويقوض الثقة في حكم القانون. وقال جيف راثكي المتحدث بإسم الخارجية الأميركية إن واشنطن تشعر بقلق عميق من العقوبات الجماعية بالإعدام، كما انتقد هانز بورج السفير الألماني لدى القاهرة ما أسماه الأحكام وقال خلال لقائه بالوفد الإعلامي المصري المرافق للرئيس عبدالفتاح السيسي في زيارته لألمانيا أوائل يونيو المقبل إنه يعرب عن قلقه إزاء الأحكام القضائية التي صدرت بحق قيادات الإخوان، لافتا إلى أن هذه الأحكام تسيء إلى صورة مصر أمام العالم الخارجي، كما انتقد الأحكام التي صدرت بحق صحفي قناة الجزيرة.
السفير الألماني لم يكتف بذلك وقال إن بلاده ليس لديها أي دليل على أن جماعة الإخوان المسلمين هي التي ترتكب العمليات الإرهابية، وأن هناك خلافات بين ألمانيا ومصر حول تفسير خلفية مرتكبي الأعمال الإرهابية خاصة في سيناء، وأن تحديد هذه الخلفية سيساعد على مواجهة الإرهاب .. وبدوره استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما أسماه أيضا أحكام الإعدام التي صدرت في حق مرسي وقيادات الإخوان ليواصل الهجوم على مصر منتقدا في نفس الوقت الغرب بسبب صمته على ما يحدث في مصر، مذكرا الغرب بدفاعه المستميت وانتقاده للحكومة التركية حينما وقعت أحداث ميدان تقسيم واستخدام العنف ضد المتظاهرين!!
مصر من جانبها استنكرت ردود فعل بعض الدول والمنظمات الدولية واعتبرته تدخلا في شؤون القضاء المصري، وقالت الخارجية المصرية في بيان لها إن أي إشارات سلبية للقضاء المصري مرفوضة تماما على المستويين الرسمي والشعبي لما يتمتع به القضاء من شموخ ويحظى باحترام بالغ من كافة فئات الشعب المصري لاضطلاعه بمسؤولياته في إنقاذ العدالة وفقا لقواعد قانونية ودستورية واضحة تضاهي النظم القضائية الدولية .. وأعربت الخارجية المصرية عن استغرابها ودهشتها من دفاع هذه الدول والمنظمات عن اشخاص متهمين بارتكاب أعمال إرهابية ويتم محاكمتهم أمام قاضيهم الطبيعي، وتتوافر لهؤلاء المتهمين كافة إجراءات التقاضي، وذلك في إشارة إلى أن هذا الحكم ليس نهائيا ويجوز الطعن عليه أمام محكمة النقض .. وفي نفس الوقت اعتبرت مصر استمرار المسؤولين الأتراك في إطلاق تصريحاتهم الهستيرية تجاه القاهرة أمرا هزليا يثير الاشمئزاز متهمة النظام القائم في تركيا بمحاباة جماعة الإخوان على حساب الدولة التركية والشعب التركي!!
ويمكن القول إن الولايات المتحدة وحلفاءها وجدوا في قرارات إحالة أوراق قيادات الإخوان إلى مفتي الدولة المصرية فرصة سانحة لمعاودة الهجوم على القاهرة، وفي نفس الوقت إعطاء إشارة إلى التنظيم الدولي للإخوان بأنهم ما زالوا يشكلون سندا قويا لهم .. وبدوره استغل الإعلام الغربي تلك الأزمة وقام بحملة إعلامية شرسة على مصر متهما القضاء المصري بأنه "مسيس"!!
والغريب أن واشنطن وحلفاءها ينظرون إلى الإرهاب الذي يحدث في مصر بعين واحدة أو بمعنى أدق من خلال جانب واحد فقط، وهو أن الإرهاب الذي تمارسه التنظيمات المتشددة هو رد فعل على إزاحة جماعة الإخوان المسلمين عن الحكم، في حين أن تلك التنظيمات خرج معظمها من رحم التنظيم الدولي للإخوان الذي تربطه علاقات وثيقة بأجهزة مخابرات العديد من الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي أصيبت بإحباط شديد بعد نجاح ثورة الـ30 من يونيو وإزاحة جماعة الإخوان، ما أدى إلى إفشال أو فلنقل إعاقة وتعطيل المشروع الأميركي الذي يعمل على إعادة تقسيم المنطقة العربية عن طريق إشعال الفتن وتأجيج النعرات الطائفية!!
الغرب ينظر إلى الإرهاب بعين واحدة .. نعم والدليل على ذلك أنه تجاهل مقتل 3 قضاة في العريش بعد سويعات على قرار إحالة أوراق "مرسي" ورفاقه إلى المفتي وقبلهم محاولة اغتيال المستشار معتز خفاجي، فضلا عن استهداف رجال القوات المسلحة والشرطة بشكل مستمر، إلا أن الغرب يغض الطرف عادة تجاه هذه الأحداث ويركز فقط في الدفاع المستميت عن جماعة الإخوان بحجة أنه لا يوجد لديهم دليل على ممارسة هذه الجماعة العنف .. ويبدو أن العالم نسي أو تناسى مقولة القيادي الإخواني محمد البلتاجي اثناء اعتصام "رابعة" حين قال على الهواء مباشرة "إن العمليات في سيناء ستتوقف بمجرد عودة "مرسي" إلى الحكم، ما يعني أن الكلمة العليا في هذا الصدد في يد جماعة الإخوان .. والمصادفة أن محكمة جنايات القاهرة فجرت يوم الثلاثاء الماضي مفاجأة في قضية التخابر، حيث كشفت أحراز القضية علاقة جماعة الإخوان المسلمين بجماعة انصار بيت المقدس والحرز عبارة عن خطاب بحوزة المتهم الرابع في القضية صادر عن "أنصار بيت المقدس" لأحد مساعدي مرسي يكشف عن هوية مفجر خطوط الغاز في سيناء .. فهل بعد كل ذلك دليل؟!!