أوباما يسعى لإقناع يهود أميركا بجدوى الاتفاق النووي

طهران ـ عواصم ـ وكالات: أطلق الجيش الايراني أمس فعاليات المرحلة الثانية من المناورات الكبرى للقوة البرية لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية "بيت المقدس 27", في وقت اكدت فيه رفضها لطلب القوى الغربية بتفتيش المنشئات العسكرية واعتبرته محاولات تجسس, فيما سعى الرئيس الاميركي باراك أوباما الى اقناع المواطنين الاميركيين اليهود باهمية التوصل الى اتفاق مع طهران بشأن طموحاتها النووية.
وكانت المرحلة الاولى لهذه المناورات قد اجريت في منطقة كرمانشاه غرب إيران يوم الخميس، بحسب وكالة انباء فارس الايرانية.
وقال قائد القوة البرية الايرانية العميد احمد رضا بوردستان، لقد انجزنا المرحلة الاولى من هذه المناورات بمشاركة وحدات التدخل السريع وبدأنا المرحلة الثانية باطلاق صواريخ "نازعات" و"فجر 5" في هذه المنطقة من مناورات "بيت المقدس 27".
واضاف، لقد تم تطوير الوحدات الصاروخية للقوة البرية للجيش وان الصواريخ التي سنختبرها في هذه المنطقة قد تم اعدادها وانتاجها من قبل مهندسي التصنيع الدفاعي.
ولفت الى تصريحات قائد الثورة الاسلامية الايرانية بان الغرب اطلق حروبا بالوكالة او بالمشاركة الفعلية في المنطقة وقال ،بحسب وكالة فارس، "لقد استعرضنا من خلال هذه المناورات قدراتنا وصلابتنا".
واوضح بان مناورات "بيت المقدس 27" تجري في مناطق متفرقة بمشاركة وحدات طائرات من دون طيار ووحدات مشاة ومدفعية ودروع وبدعم من طيران الجيش ومقاتلات القوة الجوية.
وصرح العميد بوردستان بان المرحلة النهائية لمناورات "بيت المقدس 27" ستجري في منطقة نصر آباد العامة في محافظة اصفهان.
ونوه قائد القوة البرية الايرانية بان هذه المناورات تجري لمدة 7 ايام وقال، لقد "سعينا لاستخدام اسلحة ومعدات جديدة مصنعة محليا لاختبارها وتقييمها في هذه المناورات".
من جهة اخرى قال مسؤول عسكري ايراني كبير أمس ان المطالب الغربية بالدخول الى مواقع عسكرية ايرانية في اطار الاتفاق النووي هو اقرب الى التجسس، مكررا رفض طهران هذه الشروط.
وتعتبر عملية التفتيش من النقاط الحساسة في المفاوضات خاصة في ما يتعلق بالمواقع العسكرية.
ويشتبه الغرب في ان ايران تسعى الى تطوير اسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني، وهو ما تنفيه طهران.
وقال قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الايراني العميد امير على حاجي زاده "لن نسمح باي زيارة تحت اي ظرف للمواقع العسكرية او الدفاعية، او المناطق المحيطة بها. ونحن نعتبر ان الطلب الغربي هو طلب رسمي للتجسس".
وكان حاجي زاده يتحدث الى الملحقين العسكريين الاجانب في طهران، وفقا للموقع الرسمي للحرس الثوري.
وفي مقابلة اجراها معه الموقع الرسمي للبرلمان، رفض وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ايضا اي عملية تفتيش لهذه المواقع، معتبرا انها "مطالب مفرطة".
والخميس اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان ايران "لن توقع اي اتفاق من شأنه ان يسمح للاجانب بالاطلاع على الاسرار العسكرية او التكنولوجية".
ووسط خلاف علني مع الحكومة الاسرائيلية، سعى الرئيس الاميركي باراك اوباما الى اقناع الاميركيين اليهود بوجهة نظره بشان الاتفاق النووي الذي يسعى للتوصل اليه مع ايران وكذلك بشان مسالة الدولة الفلسطينية.
واثناء زيارة الى كنيس اداس اسرائيل في واشنطن، اكد اوباما على ان العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل تتجاوز الروابط الرسمية مع حكومة الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقال امام اكثر من الف شخص انه مسرور "بان يكون عضوا فخريا في القبيلة"، مضيفا "التزامي بامن اسرائيل ثابت وسيظل ثابتا دائما".
واكد ان "شعب اسرائيل يجب ان يعلم دائما ان اميركا تدعمه، وستدعمه دائما".
وقال اوباما "ستحدث خلافات حول التكتيكات عندما يتعلق الامر بكيفية منع ايران من الحصول على سلاح نووي، وهذا امر طبيعي تماما ويجب التعبير عنه بشكل تام".
واضاف انه لا يريد التوصل الى اتفاق سيء.
واوضح "يهمني التوصل الى اتفاق يسد كل الطرق امام حصول ايران على سلاح نووي -- كل الطرق".
وتابع "وبعبارة اخرى، اتفاق يجعل العالم والمنطقة بما فيها اسرائيل، اكثر امانا. هذا هو تعريفي للاتفاق الجيد".
كما المح اوباما الى خلافه مع نتنياهو بشان اهمية حل الدولتين لكسر الجمود في عملية السلام، وقال "اشعر بالمسؤولية للتحدث بصراحة حول ما الذي سيقود برأيي الى الحفاظ على ديمقراطية حقيقية في الوطن اليهودي".
وتابع "اعتقد ان ذلك هو وجود دولتين لشعبين، اسرائيل وفلسطين، والعيش جنبا الى جنب في سلام وامن. وتماما كما بنى الاسرائيليون دولة في وطنهم، فان للفلسطينيين كذلك الحق في ان يكونوا شعبا حرا على ارضهم".