[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم يخف البنتاجون الأميركي منذ العام 2012 دعمه لـ " القاعدة " من أجل اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد كما قالت أحدث المعلومات التي نشرت في هذا الصدد. ولأن جبهة " النصرة " تعني " القاعدة " يمكننا بالتالي معرفة التلاعب الأميركي بجمل متناقضة منذ ذلك التاريخ ولحد الآن، ورغم السيطرة التكفيرية على أجزاء واسعة من سوريا وعلى مناطق في العراق، لم تجد واشنطن حرجا في مواقفها وفي أدائها باعتبارها رأس التحالف المعلن لمحاربة " داعش " ، ومع أن ماتفعله ضد هذا التنظيم ليس حربا، بل هي ميوعة سياسية، فان الاميركي أيضا وأيضا لم نجده مصوبا سهامه باتجاه " النصرة "، بقدر ملاطفتها.
" النصرة " هي التسمية السورية لـ" القاعدة " في سوريا، تنظيم عالمي يعيش اندفاعاته على الأرض السورية بكل الدعم الاميركي اذن، وبعض العربي، ولا ننسى الاقليمي تحديدا حيث الحضن الاسرائيلي المحتضن لهذه الجبهة العدوة وكذلك التركي، والتي أعطيت أخيرا أعتى أنواع السلاح، وتم وضع شتى الاستخبارات الميدانية وغير الميدانية بتصرفها من طائرات تجسس الى غيرها، مما امكن لها ان تتحكم بمناطق سوريا عدة.
إذن، نحن أمام مهارات دول كبرى مسخرة بيد تنظيمات يتم دعم احتياجاتها بشكل كامل وشامل. وفي حين يتم تدريب عناصرها في اربعة مراكز تدريب في تركيا، وفي ثلاثة منها في ليبيا، اضافة الى ما يتلقاه من تدريب يومي على الارض السورية، فان هناك غرف عمليات لها، موزعة على البلدان المحيطة بسوريا كل حسب موقعه، فهنالك في الجنوب السوري غرف مختلفة الصاحب لها عن تلك في الشمال، وهكذا.
لاشك ان هنالك متغيرات ميدانية نكاد لانعرف بعض السبب الذي أدى بها الى تلك النتائج التي نسأل فيها، لكنها تظل في ظلال الصمت المطبق. ومع ذلك، يظل الاعتراف بان الحرب في سوريا مد وجزر، قانون حتمي لايمكن اغفاله اطلاقا، وعليه يجوز ان نبني قاعدة الصراع القائمة، وبالتالي لابد أن ما وصلت إليه ايدي الشر الارهابي لن يدوم، وسيكون للجيش العربي السوري حكاية مختلفة معه في القريب، لابل بكل الثفة التي نعرفها عن هذا الجيش، فانه الأكثر معرفة منا نحن البعيدين عن معاركه وعن الوقائع التي يتعامل معها.
لاشك أن الأسئلة الحائرة تظلل اليوم عقول المحبين لسوريا والمتعاطفين معها واهل الدعاء بنصرتها .. اسئلة بحجم الخوف من الوقائع الميدانية وما آلت اليه، ناهيك عن حجم الهجوم الدعائي الذي تشن على سوريا وتحاول تقديم المشهد على أنه النهايات الحتمية التي لا تغيير بعدها. ولهذا اتوجه الى كل الحريصين على القطر العربي السوري ان المشاهد الحالية لم تكن يوما نهائية ولن تكون، وأن ثمة تغييرا سيحصل بعد حين، فمنطق هذا النوع من الحرب كر وفر، هي أصعب الحروب وأشدها إيلاما، ومن المؤكد أن ما طرأ من متغيرات في السابق سيحصل لاحقا.
الجيش العربي السوري لم يتعب ولم يضعف، فهو يجدد أشكال حروبه تبعا للمراحل، متسلحا بعنفوانه المعروف وبعقيدته بوصلته الثابتة، وإيمانه بربه وبوطنه وأمته. ولقد قدم لنا دائما ما جعلنا نهلل ونفرح ونستبشر ، وكذلك هي معنى المراحل المقبلة.