نفذت السلطنة ممثلة بالهيئة العامة للصناعات الحرفية برنامج تدريبي لإستخلاص الاصباغ الطبيعية بالمملكة الاردنية الهاشمية وذلك بإشراف من خبرات حرفية عمانية متخصصة في حرفة صباغة النيلة التقليدية لعدد من الحرفيين الأردنيين، ويأتي تنفيذ الهيئة لأعمال البرنامج التدريبي على المستوى الاقليمي بالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو " ضمن مبادرة تمكين المرأة الريفية في وادي الأردن بهدف تعزيز الاستفادة من الخبرات والمعارف الوطنية وتوظيفها في مختلف البرامج التدريبية المعتمدة لدى المنظمات والهيئات الدولية بالإضافة الى التأكيد على الدور الريادي للسلطنة في تطوير الصناعات الحرفية والمهن التقليدية بما يضمن بقاءها واستمراريتها.
إحياء صبغة النيلة
ويعد البرنامج التدريبي لإستخلاص الاصباغ البيئية من المبادرات العُمانية الهادفة إلى إحياء صباغة النيلة الطبيعية على الصعيد الاقليمي ، وفي هذا المجال تم الاستعانة بالفريق الحرفي العُماني لتأهيل وتدريب الحرفيين الاردنيين على إستخلاص الصبغة ذات اللون الأزرق من نبات النيلة والتي بدأت بالعودة تدريجياً إلى الأردن على أيدي الخبراء العُمانيين ، وتمثلت مسؤوليات الفريق الحرفي في التدريب على تقنيات عمليات الحصاد والمعالجة والاستخلاص بالإضافة الى مراحل التقطير والتجفيف والتلوين بالطرق التقليدية.
المسؤولية الإجتماعية
ويأتي البرنامج التدريبي إستكمالا لبنود برامج التعاون الوثيقة مع مختلف الدول المهتمة بقطاع الموروثات الحرفية، كما تحرص الهيئة على تفعيل مبادرات داعمة للمسؤولية الإجتماعية مع التوسع في مواكبة الرقي بالأداء والعمل الحرفي القائم على الجودة في التصميم والإنتاج مع ضمان استمرارية تنمية الطاقات الحرفية الوطنية، وتهدف الهيئة من خلال تنظيم برنامج إحياء حرفة صباغة النيلة الى رفع كفاءة الكوادر الوطنية في مجالات نشر التعليم والمعرفة الحرفية بالإضافة الى تأهيل الحرفيين على قدرات التعامل والتعاطي مع المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية من أجل تطوير الحرف والعمل على تعزيز دورها الإجتماعي والاقتصادي بشكل اوسع بما يسهم في تامين مصدر دخل ثابت للمنتسبين لقطاع الصناعات الحرفية بمختلف دول العالم.
تبادل الخبرات
وتحرص الهيئة على تبادل الخبرات حول مختلف المحاور المتعقلة بتفعيل مبادرات التعاون المشترك مع الجهات المختصة من أجل إكساب الحرفيين مهارات إبداعية وإبتكارية تسهم في توفير بيئة منتجة للحرف العُمانية المطورة، الى جانب تعزيز الدور الريادي لتطوير الموروثات الحرفية وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية وفق أحدث الاليات والتقنيات الحرفية التي تعنى بالجانب البيئي كحرفة صناعة الاصباغ الطبيعية مع العمل على إيجاد حلول بديلة أخرى للأصباغ المستخدمة حالياً بحيث تكون صديقة للبيئة.
الاصباغ الطبيعية
وتعتبر حرفة استخلاص الاصباغ الطبيعية من أهم الموروثات الحرفية العُمانية ، وتعد صبغة النيلة والورس من الاصباغ العمانية التقليدية التي ما تزال مستمرة في بعض الولايات حتى وقتنا الحاضر الى جانب غيرها من الاصباغ المحلية المستفادة من البيئة ، وفي هذا المجال عمدت الهيئة الى تطوير أساليب وتقنيات الانتاج بما يتواءمَ مع متطلبات العصر من خلال استخلاص الاصباغ وتوظيفها ضمن المراحل الانتاجية للصناعات الحرفية بحيث يتم مزج الالوان الطبيعية مع الخامات المكونة لعدد من الصناعات الحرفية كالفخاريات والخزف.
تعاون دولي
ويعد محور الاستخدام الآمن المستفاد من البيئة أحد أهم الركائز الترويجية الحديثة التي تتبناها الهيئة وتسعى الى تأسيسها ضمن خططها التأهيلية والتدريبية ، تجدر الاشارة الى أن الهيئة العامة للصناعات الحرفية نفذت مؤخراً عدد من البرامج والمبادرات المشتركة مع مختلف المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية حيث تم تنفيذ مشروع لإستخلاص الأصباغ الطبيعية بالتعاون مع مملكة تايلاند ومجلس الحرف العالمي وذلك في اطار تعزيز الحضور الدولي للهيئة في مختلف البرامج الهادفة الى الحفاظ على الموروثات الحرفية.