[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم يعد هناك مسمى لتنظيمات أخرى، أكل " داعش " تلك المساحات المرئية والى جانبه " النصرة " ( القاعدة) في بعضها. انه احتلال لم تعرف مثيلا له امتنا العربية منذ عصور الاحتلال الذي تعرضت له، وعندما نقول احتلالا فنحن ننده بأعلى الصوت، أيها المواطنون هبوا الى الجهاد.
لامفر من استنهاض الأمة على مدى اتساع جغرافيتها, ولا سبيل لمستقبل دائم سوى حمل السلاح .. ماعرفته الامة من استباحات كان يمكن لها اجراء ولو الادنى من الحوارات مع المحتل، اما هذا البربري الجديد، فلا حوار معه، كما لايمكن مجالسته، هو لايفهم الكلام والتعابير، لايفهم سوى لغة الرصاص وحده، واذا ما تواضع فلغة السكين التي قالها منذ أن وطأت اقدامه في المنطقة " جئناكم بالذبح ".
الخطر الفظيع يهدد الجميع .. اكثر من عشرين ألفا من الاجانب على الساحة السورية وحدها، وهنالك عشرات الأوف من السوريين والعراقيين وبعض العرب .. والذي نعرفه أن هنالك أسلحة معتمدة لدى هؤلاء تفوق اسلحة الجيوش الجرارة، ومخازن الجيوش الكبرى الاقليمية والبعيدة مفتوحة لهم .. وما يحتاجونه من تنقلات مشاهد ايضا، ثم هم يتنقلون بين الاراضي السورية والعراقية والى اماكن اخرى تحت سمع وبصر القوى الكبرى التي لانشك لحظة واحدة انها من يحركهم ويرعى حراكهم ويقدم لهم دليل الطرق، واذا ماقرروا احتلال مكان ما، فان الاقمار الصناعية تقدمه لهم بتفاصيله التي تساعدهم على معرفة المكان قبل اجتياحه.
احتلال جديد اذن، بربرية في اعلى درجاتها، ورعب يتآكل المنطقة العربية لم تعشه قبل مئات السنين. قد لايتذكر احد من ابناء العرب ماعاشته المنطقة خلال سنيها، اما الآن فالذاكرة مفتوحة لنقل الحقيقة الى الابناء، لقولة حق لهم، ان المسؤولية عليهم، وهذا يعني ان الصراع مع البرابرة طويل وعميق، يغطيه دم كثيف وهائل، انها رحلة الملايين إلى المقابر، لكي تعود الحال الى ماكانت عليه او اقله.
لامفر من الجهاد بالتالي، بل لامفر من صرخة الحر التي لاتضيع وهو يستنجد بالآخر عله يسمعه امام قرقعة السلاح الذي يهز المنطقة من أقصاها الى اقصاها. ولكي لايكون هنالك مبالغة، ضعوا الخريطة العربية امامكم وابدأوا التعريف بالمناطق التي يتواجد فيها البرابرة ستجدون الحقيقة ناصعة تماما.
من يؤرخ سيكتب انه خلال عصر " داعش " و " النصرة " جرى ماجرى .. وكانت الأمة مفككة مهترئة، وكان هنالك منها من ساعد البربرية على التفشي وعلى الدور وعلى تحقيق الهدف، وكان الواقع الاقليمي الذي كان دائما محركا وفاعلا يعود لدور نسيه ابناء المنطقة في زحمة اقبالهم على الحياة. ومن سيكتب، بل هنالك اليوم مئات الالاف من الصحات التي كتبت، وهي ارشيف لمن يريد الاطلاع على فترة ومرحلة من مراحل القرن الواحد والعشرين.
فهبوا يا أبناء العروبة الى الجهاد الذي لم يبق غيره .. الاوطان تضيع امام زحف بربري يراه مؤرخون انه الاسوأ في كل مادرسوه وعرفوه وقرأوا عنه. من المؤسف ان الصراع مع اسرائيل بات لايتصدر الاولويات، خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الأخير جاء كله تقريبا للحديث عن الارهاب الجديد الذي يتهدد الأمة .، فيما نال الكلام على الصراع مع الاسرائيلي جملة بسيطة.