مع نغمات العود وعلى تقاسيم وترية

اختتمت جمعية هواة العود مساء الإثنين الماضي الدورة التدريبية التأسيسية الثامنة للمستجدين في العزف على آلة العود وذلك بحديقة مقر الجمعية وبحضور عدد من المدعوين وموظفي وأعضاء الجمعية ، حيث بدأت الدورة بتاريخ 16 فبراير الماضي واستمرت لمدة ثلاثة اشهر وشارك فيها أكثر من 50 مشاركا من الأعضاء المستجدين الذين تم تقسيمهم الى ثلاث مجموعات وقام بتدريبهم كل من الدكتور مدثر أبو الوفا ومحمد البرعمي وخالد التويجري.

تقاسيم ونغمات وترية
في جو أسري وعلى نغمات وترية بدأ برنامج الحفل بعزف جماعي لكل المجموعات وبمشاركة الأساتذة المدربين فعزفوا (دولاب راست ودولابين بياتي ودولاب نهاوند) تخللها تقاسيم بأنامل كل من عبد الملك الرحبي وخلفان البدواوي وسعيد السلطي أظهروا مهاراتهم في التقاسيم والعزف ، ثم عزفوا تنويعات من التراث العماني لكل من فنون الطنبورة والدان ، ثم أطربت المجموعة الحضور بالعزف لأغنية ايه ذنبي يا أسمر قام بأداء هذه الأغنية سالم الحمادي ، وفي مشاركة رائعة واختيار موفق في اختيار أغنية (لسه فاكر) لكوكبة الشرق أم كلثوم وملحنها رياض السنباطي ترجمتها الحناجر بصوت واحد وترجمتها الأنامل بعزفها فكانت ختاما جميلا لهذه الفقرة.
بعدها كانت المساحة للمتدربين في المجموعة الأولى التي قام بالتدريب والاشراف على المختارات الفنية لها الدكتور مدثر أبو الوفا فأبدعت المجموعة بعزف (سماعي شورى) لمؤلفها عبده داغر ، ثم تناغمت أوتار العود بعزف مقطوعة (ذكرياتي) لمؤلفها محمد القصبجي وعزفها بمهارة سعيد السلطي ، ثم كان للمواهب الغنائية مساحة حيث أدى خلفان البدواوي أغنية (قالوا ترى) وهي من الأغاني المشهورة للفنان عبادي الجوهر ، وأغنية (ما علينا) للفنان أبو بكر سالم كانت بصوت خليل البلوشي الذي سبقها بموال أبدع في أدائه.
تلتها فقرة للمجموعتين الثانية والثالثة وقام بالتدريب والاشراف على المختارات الفنية لها كل من محمد البرعمي وخالد التويجري ، وبدايةً اشتركت المجموعتين في عزف (سماعي دارج راست) و (سماعي دارج حجاز) والأخيرة تخللها موال بصوت أمير النجار ، تلاها عزف انفرادي لمقطوعة (أم سعد) تأليف منير بشير أبدع في عزفها محمد الرئيسي ورافقته آلة الجيتار والايقاعات.
وكانت للمواهب الغنائية في هذه الفقرة أيضا مساحة فعبرت حناجر المتدربين بما يمتلكونه من مواهب حيث بدأ محمد الرئيسي وأطرب الحضور بصوته في أداء أغنية (ان يحرمونا) وهي من الأغاني الجميلة للفنان أحمد فتحي ، بعدها تقدم عبد الملك الرحبي وأدى أغنية (رددي الصوت) وهي من الأغاني القديمة للفنان مسلم كيهوت ، ومن ابداعات الشباب التي اخرجتها هذه الدورة التدريبية أدى محمد الهنائي أغنية (طبعك عنادك) وهي من تأليفه وألحانه وعزفه.
وفي تلاحم جميل بنغمات واحده قدم جميع المجموعات عزفا جميلا لأغنية (بنت الشلبية) فكان حفلا أسرياً بسيطا أخرجت من خلاله طاقات شبابية ومواهبه واعده في العزف والغناء والتأليف والتلحين.
بعدها قام فتحي البلوشي مدير الجمعية بتكريم الأساتذة المدربين لهذه الدورة وتكريم القسم الفني على دورة في انجاز مهامه التي تكللت في نجاح الدورة التدريبية ، وأخيرا تم توزيع شهادات المشاركة على جميع المشاركين.

تطوير مهارات المواهب
كانت هناك وقفات حواريه بعد هذا الجهد الذي كان على مدار ثلاثة أشهر أخرجت مواهب لها مستقبل جيد في مجال العزف على آلة العود، بداية التقينا بالمدربين الدكتور مدثر أبو الوفا الذي أكد على أنه كان هناك الكثير من المسجلين الجدد حيث يتم اختبار القدرات من خلال المقابلات التي تسبق كل دورة تدريبية بشكل سنوي ويتم التركيز فيها على المواهب وليس بالضرورة أن يكون عازفا للعود ولكن لديه الموهبه التي تؤهله لتعلم آلة العود وهذا ما تنتهجه إدارة الجمعية للخروج بعازفين لديهم الموهبة الصادقة والرغبة الأكيدة على تعلم العزف على آلة العود ، وتم قبول أكثر من 50 موهبه تم تقسيمهم الى ثلاث مجموعات وتضمن البرنامج التدريسي الجانب النظري والعملي ليتم تزويد المتدرب كل ما من شأنه أن يعينه ويفيده في بداية مشواره في مجال العزف على العود بشكل سليم وصحيح ، مضيفا: وكانت لكل مجموعة مقطوعات مختلفة تم تدريبها للمتدربين لتقديمها في الحفل مما كان له الأثر الجيد في تنوع الفقرات إضافة الى ترك مساحة للمواهب في الغناء وعزف آلات موسيقية مختلفة وأيضا ترك مساحة للتأليف والتلحين.
وأشار محمد البرعمي ان تفاعل المتدربين كان له دور في تلقين المواد النظرية والتدريبات العملية فمن خلال هذه الدورة التدريبية قدمنا لهم الجانب النظري من خلال التعريف على آلة العود كتاريخ والمراحل التي مرت بها كآلة شرقية لها قيمتها وخصوصيتها من بين بقية الآلات الموسيقية ، والتعرف على عدد من المدارس الموسيقية ، إضافة الى المواد التأسيسية في الموسيقى بشكل عام وفي العزف على آلة العود بشكل خاص مثل التعرف على أقسام آلة العود والسلالم الموسيقية والمقامات الموسيقية الشرقية والقوالب الموسيقية مثل الدولاب واللونجا والسماعيات والمشرف وغيرها من القوالب الموسيقية ، وأيضا دروس عن كيفية قراءة وكتابة النوته ، أما الجانب العملي فتضمن تطبيق المهارات اللازمة في كيفية تناول آلة العود والتمارين التي تساعد على تقوية الأصابع والطرق السليمة والصحيحة في العزف وكيفية إدراج المقامات والسلالم النظرية التي يتعلمها المشاركون على العود وعزفها ، والتدريب على بعض القطع الموسيقية لتوظيف ما تعلمه المتدرب في عزفه من نظريات وأساسيات في أدائه لهذه القطع على العود ، مضيفا: أن حب الآلة ورغبة المتدرب على تعلم هذه الآلة هو العامل الرئيسي في تعلم العزف لذلك على جميع المتدربين أن يطوروا من مهاراتهم في العزف من خلال الاستمرار والتواصل مع الجمعية والتدريب المستمر على المقطوعات الأكاديمية وعزف الأغاني المعروفه.

تناغم
كان حب تعلم العزف على آلة العود هو الدافع للمتدربين لدخول هذه الدورة التدريبية هذا ما أكده المشاركون وقال خليل البلوشي ان هذه الدورة التدريبية ساعدت موهبتي فانا عازف للكمان وآلة العود وكان للتدريب العملي أثر كبير في تطور مهارتي خاصة تمارين تقوية الأصابع على العزف وعزف المقامات والسلالم وقراءة النوته كلها لها آثر في معالجة أخطائي السابقة في العزف ، ومن هنا أوجه شكري لادارة الجمعية وللدكتور المدثر أبو الوفا على ما قدمه لنا من تدريبات اكسبتنا مهارة جيدة في العزف.
أما سعيد الصلتي الذي لا يزال طالبا في الصف الثاني عشر وكان من الملتحقين بالدورات التدريبية في آلة العود التي تقيمها الجمعية أكد ان استفادته كبيرة وتعلم الكثير من خلال هذه الدورة التدريبية التي كانت على مدار ثلاثة أشهر واعطته فرصة للظهور من خلال العزف الانفرادي في هذا الحفل مما زاد عندي الحماس والتحدي على الاستمرار والمواصلة في تعلم المزيد في مجال العزف على آلة العود فنحن لدينا الآن الأساسيات المهمة وعلينا تطوير مهاراتنا بالتدريب.
وأكد أيضا عزان الزرافي الذي كان يمتلك العزف البسيط على آلة العود على الاستفادة التي مكنته من العزف الصحيح على آلة العود وكيفية استخدام الريشة وعزف المقامات والسلالم وأيضا قراءة النوتة وعزفها فمعظم المواهب تعزف من خلال السماع فقط ، مضيفا: ان هذه الدورة تعتبر انطلاقة للدخول في عزف آلة العود واعطتني دافعا للاهتمام بموهبتي وتدريبها لأكون عازفا جيدا على آلة العود.
وأما أمير حسون النجار فقال : انا سعيد بان تتيح لي فرصة للتدريب المنتظم وبهذه الآلية مع اخواني العمانيين وانا من هواة العزف على آلة العود الذي كنت أتمنى عزفه حيث انه لدي المام بالعزف على آلة الجيتار ومن خلال هذه الدورة تعلمت الكثير عن هذه الآلة الشرقية واستطعت عزفها بالشكل الصحيح والسليم وكان للتدريب العملي دور كبير في اتقان العزف والتعود على آلة العود ومسك الريشة ومن ثم تناغم الريشة مع أوتار العود ، وأنا اعتزم المواصلة والاستمرارية في التمارين المتواصل على العزف واشكر جميع القائمين على هذه الدورة التدريبية الذين لم يبخلوا علينا بخبراتهم ووقتهم من أجل تأسيس صحيح للعازفين بشكل سليم وتقني على آلة العود.
وأخيرا أحمد الرواحي الذي كان معتمدا في العزف على السماع فقط أما من خلال هذه الدورة فكما يقول اضافت لي الكثير وتعلمت من خلالها كل ما يفيد موهبتي من كيفية مسك الريشة وتمارين الأصابع للعزف الصحيح وتعلم عزف المقامات والسلالم الموسيقية والسماعيات التي تحتاج لتقنية وتكنيك معين في العزف ، ويضيف: وبصراحه شعور جميل أن نقدم حفلا ونعزف أما جمهور مما أعطانا الحماس والتشجيع على العزف والاستمرار في تعلم المزيد في هذا المجال شاكرا إدارة الجمعية وموظفيها وجميع الأساتذة المدربين على ما قدموه من تدريبات وملاحظات وخبرات استطعنا أن نقدم حفلا تنوعت فيه المقطوعات والأعمال الموسيقية.