بمحاضرة نظمتها جمعية الكتاب والأدباء

مسقط (العمانية):
كشفت محاضرة نظمتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء عن الجذور التاريخية للعلاقات بين عُمان وجزر القمر قدمها الباحث والمؤرخ القمري هاشم محمد علي.
وركز الباحث في محاضرته على العلاقات مع جزيرة هنزوان بشكل خاص وتتبع سبب تسمية جزر القمر بهذا الاسم وأعادها إلى مجموعة من العرب التائهين في البحر عندما رأوا ضوء القمر ينعكس على جزيرة (هنزوان) وقالوا هذه جزيرة القمر وعمت التسمية بعد ذلك وهذه القصة معروفة عند الكثير من الباحثين إلا أن هاشم محمد علي أكد أن هؤلاء العرب الذين أطلقوا التسمية هم عرب من عُمان.
وخلال تتبعه لدخول الإسلام إلى جزر القمر بعد سقوط دولة بني أمية في منتصف القرن الثامن الميلادي رأى الباحث أن العرب الذين عناهم المسعودي في كتابه مروج الذهب هم "أزد عُمان".
ثم تتبع الباحث وصول القبائل العمانية إلى جزيرة (هنزوان) التي كانت في مقدمتها قبيلة الأزد وهم الذين فتحوا "قنبالو" أو "أنجوان"، كما تعرف لدى البعض عام 824م واستقروا فيها لاحقاً داعين إلى الإسلام مؤكداً أن قبيلة الأزد ما تزال لها سلالات في جزيرة "أنجوان".
ومن بين القبائل العمانية التي وصلت إلى جزيرة "هنزوان" ولا تزال لها جذور هناك قبائل بني خروص والنباهنة والبوسعيد وآل سعد، على أن الدراسات التاريخية تثبت أن 90% من سكان جزيرة (بتي" هم عمانيون من قبيلة آل نبهان وكانوا سلاطين على الجزيرة، ولعبوا دوراً مهماً فيها منذ القرن الرابع عشر الميلادي إلى القرن التاسع عشر.
وبحسب الباحث فإن أول من نزل من العمانيين إلى جزر القمر كان أحمد بن عبدالله القاسمي من سكان مدينة صور وهو مسجل في أرشيف جزيرة "مايوته".
ويتشابه النظام السياسي في جزيرة "هنزوان" في عصورها الماضية بالنظام السياسي العماني، وقد اتخذت الجزيرة النظام السياسي السلطاني حتى القرن العشرين.
وتحدث الباحث عن العادات والتقاليد في جزر القمر والتي ظهرت أنها نفس العادات والتقاليد العمانية وظل المجتمع في جزيرة "هنزوان" يحافظ بقدر كبير على المؤثرات العربية البارزة في الملبس وفي المناسبات الاجتماعية والدينية.
وما زال سكان الجزيرة من الأصول العربية يحافظون على أزيائهم العربية والأسماء العربية وعلى القبيلة والدين الإسلامي، وما زال الناس هناك يلبسون الدشداشة العمانية.
وجاء في المحاضرة أن اللغة العربية لا تزال موجودة في جزر القمر وتعتبر لغة رسمية رغم أن اللغة الفرنسية تسيطر أكثر من غيرها على الجزر، والناس ما زالوا يفهمون اللغة العربية رغم عدم قدرتهم على المجاراة بالحديث بها.
وأكد المحاضر على أن هناك مدارس لا تزال تدرس باللغة العربية ولكن بشكل أقل من المأمول في دولة كان للعرب فيها حضور كبير.
وتحدث الباحث عن علاقات سلاطين عمان بسلاطين جزر القمر والتحالفات التي تمت عبر القرون الماضية وركز على الارتباط الكبير بين الملاحين العمانيين والملاحين " الهنزوانيين" مشيرا بأن الخبرة التي اكتسبها الأخيرون هي آتية من خبرة الملاحين في مدينة صور العمانية التي كان يفد أهلها كثيراً إلى جزيرة "هنزوان".