ليهود الدونمه لغتان تركية للتعامل مع الاتراك، واسبانية للتعامل في ما بينهم ولكل منهم اسمان اسم يهودي خاص واسم إسلامي رسمي عام.
تركزت جهود الدونمه منذ الحرب العالمية الاولى في دفع عجلة التغريب في الحياة الاجتماعية التركية، فقد بدأوا بالحرب على الحجاب وشجعوا سفور المرأة في المجتمع العثماني المحافظ، وكانوا يروجون من خلال وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها أن الحجاب ليس من الإسلام وقد انتقل من الروم إلى المسلمين واخذت هذه الطروحات وغيرها مديات واسعة في تركيا وكانت تجد من يشجع عليها ويتبناها في وسائل الإعلام التركية.
وما ان انتهت الحرب العالمية الاولى حتى ركز إعلام يهود الدونمه على طرح قضية اختلاط الشباب بالفتيات في جامعة استنبول، وعدوا ذلك من المظاهر الاوروبية ونظمت حملات إعلامية واسعة وبذلت الجهود الكبيرة لاقناع الرأي العام العثماني بذلك الطرح وبما يخدم أهدافهم المرسومة لمستقبل تركيا.
تبنت صحف يهود الدونمه المعروفة (مليت) و(كون ايدين) التركيتان مسألة مسابقات ملكة جمال العالم، ومع أن مصطفى كمال اول من دعا إلى ذلك إلا أن الذين حرصوا على استمرار ذلك هم يهود الدونمه.
ويثير عدد يهود الدونمه الذي يعلن عنه في البحوث والدراسات العديد من التساؤلات والتي تأتي في مقدمتها حقيقة هذا العدد وهل هو الرقم الدقيق، فاذا كان الالاف من اليهود وبالاخص الذين جاءوا من اسبانيا اتبعوا ساباتاي في دعوته وانخرطوا في هذه الطائفة منذ عام 1648 واستمروا في تناسلهم، ولم تذكر كتب التاريخ أنهم قد تعرضوا لكارثة صحية أو ابادة أو شيء من هذا القبيل، فاذن من حقنا أن نتساءل كم يفترض أن يكون عددهم بعد كل هذه السنوات، وما هو حجم المجتمع الذي يفترض أنهم يشكلونه بالوقت الحاضر، اننا نعتقد ان عناصر كثيرة من يهود الدونمه إن لم تكن عوائل بأجمعها قد تسللت إلى المجتمع الإسلامي ووسط حالات التغيير والفوضى التي شهدتها الدولة العثمانية، فقد اتخذت لنفسها الألقاب والتسميات التي تجعلها ضمن دائرة الضوء في المجتمع الإسلامي، وعند ذاك يكون فعلها وتأثيرها أكثر وأخطر من تلك التي تقوم بها عناصر يهود الدونمه على اعتبار أن بعضاً من خططها السرية والوصايا التي امر بها ساباتاي قد انكشفت.
ولا شك في أن حروب الدولة العثمانية وارسال قادة ومسؤولين إلى بعض الاقاليم واستقرارهم هناك قد ساعد في الانتشار السري ليهود الدونمه.
وبرغم ظهور بعض الأرقام التي تشير إلى اعدادهم إلا أن مؤلف (الموسوعة اليهودية) يعقوب فبزنز يقول إن عددهم غير معروف على وجه الدقة.