[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
ليس ما يفرح اذا نظرنا إلى الخارطة السورية والعراقية، بل ثمة ما يبعث على القلق والخوف من مصير غير مفهوم .. لقد قلنا مرارا ولم نعرف الجواب، ماذا يحدث على الأرض السورية حتى وصلت الأمور الى تلك النتائج، ومن باب القلق وليس الخوف وحده تساءلنا ..
ثم ماذا يجري بين الولايات المتحدة وروسيا، وأيضا ليس من باب الخوف، بل للسؤال عن الكتف الروسي التي نستند اليها ونعرف انها متينة وقوية وملائمة. وماذا بالتالي حققه الاتراك عند حدودهم مع سوريا من فوز بالممكن من المواقع، هل هو تاريخ يعيد نفسه ام هي الخطوة التركية نحو الغاء الأساس الذي هو لواء اسكندرون ليكون الحاصل من المواقع الحالية هو المطلوب اعادته الى كنف الدولة فقط ولينسى اللواء ومشتقاته. وماذا عن " داعش " وسيطرته.
نقرأ سيناريوهات عدة في هذه الأيام، مع علمنا بأن الحرب الإعلامية شغالة بلا توقف، وهي في هذه الظروف معنية بأن تلعب هذا الدور من أجل التأثير ليس فقط على الناس الذين لديهم السؤال ذاته عن المشهد الحاصل، بل حتى على نظرتنا وقراءتنا واستنتاجاتنا.
ولأنه كله من باب الاسئلة، فهل بدأ عصر تغيير الخرائط ، وهل آخر طبعة من المشهد تعني أمرا واقعا والحبل على الجرار. وهل حقيقة نحن في توجه الى التفكيك الذي يصيب الدولتين العربيتين سوريا والعراق، واين هو لبنان ايضا.
ربما لن يجيب أحد على الأسئلة تلك، لكن المجهول يأخذنا الى القراءة والاستنتاج: فإما أننا ذاهبون الى الفدرلة، واما نحن امام حرب طويلة تؤخذ منا مواقع ثم نستعيدها، ثم تؤخذ من جديد وهكذا .. وفي غمرة السنين التي ستمر، لن نستطيع الرهان من باب الحقيقة على حقيقة مواتية.
من الواضح أنه كلما تمدد الوقت، امتدت الحرب حاملة معها مفاجآت بعضها مفهوم وبعضها الأكثر غير مفهوم البتة. ولأن شعارنا عدم الاستسلام للمشاهد التي تحكم رؤانا، فعلينا بالتالي ان نتعامل مع الواقع المتطور بصوره القائمة، ريثما يتحقق ما خلف الصورة، والذي نخاف عليه ان يكون أشد ايلاما مما نراه.
حتى الآن نحن أمام خسائر كبرى في الميدان، وفي المفاهيم، ونكاد نقول، إن قوى الممانعة قليلة التأثير النفسي والمعنوي والمادي .. اذ نجح الارهاب بشتى صوره وخصوصا " داعش " و " النصرة " من السيطرة على عقول ومفاهيم، وندرك أن هذا التأثير يتماهى أكثر فأكثر، وإن أعدادا كبيرة تنخرط في التنظيمين الارهابيين احصاه البعض أنه بالآلاف، بل توقع البعض ان نرى مشاهد جديدة خادمة لما هو قائم اليوم، كأن نتفاجأ بأحداث " داعشية " في دلتا النيل في مصر، ناهيك عن سيطرة مطلقة لهذا التنظيم على ليبيا ..
نعرف أننا أمام معركة كبرى ومصيرية، وأن الحشد الارهابي يتعاظم بكل مؤثراته النفسية والفكرية والمعنوية والمادية، فيما الممانعة وقفت عند حدود لم تتجاوزها، بل هي على تراجع، ويبدو أن افقها مشكوك بأمر تطوره نحو ايجابية ما.
فهل من جواب على هذا المجهول في كافة معطياته ؟!..