باقة من العروض العربية والعالمية المتنوعة تجمعها القيمة الفنية العالية
كامل بن فهد: تخصيص عدد كبير من العروض احتفالا بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد والموسم القادم سيكون مذهلا بما يحتويه من برامج حيوية
أمبرتو فاني: الدار عرفت العالم بالثقافة العمانية وثرائها الفني المتنوع
عصام الملاح: استطعنا أن نكسب أسماء كبيرة من أقطاب العود في العالم العربي وإعداد عناصر عمانية شابة
ناصر الطائي: الموسم القادم سيشهد عودة أوبرا "الناي السحري" التفاعلية للأطفال

كتب ـ إيهاب مباشر:
تدخل دار الأوبرا السلطانية مسقط عامها الرابع، منذ انطلاق عروضها في أكتوبر 2011م، فتمضي على نفس النهج الذي اختطته إدارتها، من تقديم عروض متنوعة متوازنة تجمع بينها القيمة الفنية العالية وتتوزع بين العروض العربية والعالمية.
وفي مؤتمر صحفي حضره صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد عضو مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط، وأمبرتو فاني المدير الفني لدار الأوبرا السلطانية مسقط والمكلف بأعمال المدير العام، والبروفيسور الدكتور عصام الملاح مستشار مجلس الإدارة للبرامج والفعاليات، والدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس الإدارة للتعليم والتواصل المجتمعي، ولفيف من الصحفيين ووسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، أعلنت دار الأوبرا السلطانية مسقط، عن فعاليات موسمها الجديد 2015/2016م.
أوبرا عالمية
تشتمل عروض الدار في الموسم الجديد على أعمال أوبرالية، عروض باليه، سيمفونيات وحفلات موسيقية، حفلات غنائية لمغنين وعازفين منفردين، موسيقى الجاز، موسيقى عربية من بينها الموسيقى العسكرية العمانية، وعروض ثقافية متخصصة تعكس ثقافات العديد من البلدان؛ حيث أصبح هذا التنوع الغني في العروض سمة خاصة تميز برنامج عروض دار الأوبرا السلطانية مسقط في جميع مواسمها.
وينطلق الموسم الجديد في سبتمبر 2015 بحفلة من الغناء الأوبرالي للتينور الشهير جوناس كاوفمان بمصاحبة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، يليه حفل خاص يحتفي بالذكرى الثلاثين لتأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية. يستمر الموسم مدة تسعة أشهر سيتم خلالها تقديم 41 عرضا مختلفا لتشكل 61 فعالية (باحتساب تكرار بعض العروض لأكثر من ليلة). ونهاية الموسم ستحل في مايو 2016، وقد خُطط لها أن تكون نهاية مذهلة مع فرقة أكروبات التنين الذهبي الصينية.
يشتمل الموسم على عدد من الأعمال الأوبرالية التي أقل ما توصف بأنها مذهلة، تبدأ في أكتوبر بعرض أوبرا توراندوت لفيردي، وهي الأوبرا التي افتتحت أولى الحفلات الرسمية لدار الأوبرا السلطانية مسقط في عام 2011 بحضور جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ. وسيكون عرض أوبرا توراندوت لهذا الموسم مذهلا، باستخدام نفس الأزياء والإكسسوارات التي استخدمت في السابق، فهذا العرض من إنتاج دار الأوبرا السلطانية مسقط ومقتنياته مملوكة للدار. وستقدم العرض فرقة (أرينا دي فيرونا) التي
قدمت عرضا عام 2011. وتستمر العروض الأوبرالية بعد ذلك لتقدم عروضا للمؤلف الموسيقي الإيطالي دونيزيتي هي (لوسيا دي لاميرمور) و(إكسير الحب) و(ابنة الفيلق)، وكذلك أوبرا (أميرة) لكارداس لفرقة بودابست أوبريتا، ومأساة (فيرتر) لماسينيه لأوبرا فيينا الوطنية.
عروض عربية
وبالنسبة لبرنامج العروض العربية فيستمر في الموسم الجديد بتقديم فنانين ومؤدين من السلطنة وبقية الدول العربية. من أبرز العروض العربية حفلة عازف البيانو سالم أشكر بمصاحبة فرقة أوركسترا بامبرج بقيادة قائد الأوركسترا كريستوف إخنباخ. وسيحوي شهر مارس حفلة لأوركسترا فلسطين للشباب التي تعد أمسية ذات طابع خاص. ومن بين الأربعة عشر عرضا عربيا ستكون هناك حفلة للفنان المصري هاني شاكر. أما المنشد العالمي ماهر زين فسيقدم حفلة تحمل عنوان (أغانٍ للإنسانية). يتضمن البرنامج العربي أيضا حفلة (كلثوميات)، وسهرة مع فن المقام العراقي. كذلك فسوف يحظى الموسم بفعالية الموسيقى العسكرية العمانية التي حققت شعبية واسعة لعروضها في المواسم الماضية بباحة الميدان الخارجية للدار.
باليه
فرقة باليه كوبا البارعة ستقدم عرضها الكلاسيكي الآسر (دون كيخوته) في أكتوبر 2015، أما نوفمبر فسيحمل عرض (بوشكين .. نافورة الباشيسراي) والذي ستقدمه فرقة باليه وأوبرا بيرم الروسية. إطلالة العام الجديد ستحمل عروضا شرقية بارعة، منها عرض (طريق الحرير) لفرقة أورنينا. بينما تقدم فرقة باليه لندن المرموقة نسختها الخاصة بها من باليه (القرصان)، وهو عرض عن عالم القراصنة، حيث الصراع بين الأسرى والسفاحين، وبين الحب والخيانة.
حفلات موسيقية وغنائية
يحفل الموسم الجديد بالعديد من الحفلات الموسيقية والغنائية التي ستقدم فنانين يعتبرون من ألمع نجوم العصر، منهم الباريتون ديميتري هوروستوفسكي بمصاحبة أوركسترا كارلو فيليس الايطالية. وعازفة البيانو هيلين جريمود، والسوبرانو سوندرا رادفانوفسكي بمصاحبة اوركسترا براغ الفلهارمونية. عروض موسيقى الجاز تشمل مشاركة فرقة (بيونا فيستا سوشيال كلوب) الكوبية.
ويعود هذا الموسم أيضا عرض أوبرا (الناي السحري) التفاعلي للأطفال والذي حقق نجاحا منقطع النظير في الموسم الماضي وسيعود استجابة لمطالب الجماهير، وسيساهم فيه هذه المرة أيضا عدد من طلاب مدارس السلطنة.
وتشمل العروض الثقافية فعاليات من إسبانيا وتركيا والصين بما يضفي لمسة جديدة على برنامج فعاليات الموسم. وإلى جانب هذه العروض ستكون هناك فعاليات تعليمية وتثقيفية الطابع، منها ندوة عن العود وندوة عن آلة الارغن، فضلا عن حلقات عمل بمشاركة فنانين زائرين. ويحوي الموسم الجديد أيضا فعاليات البيت المفتوح المعتادة، كما تستمر المحاضرات التي تسبق بعض العروض، وستكون الدار مفتوحة للزوار في ساعات محددة في الفترة الصباحية.
عروض مذهلة وبرامج حيوية
وقد عقب صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد عضو مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط قائلا: "إنه لأمر يثلج الصدر أن نتابع خلال أربعة أعوام من عمر دار الأوبرا السلطانية مسقط تحقق رؤية جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لتكون هذه الدار منبرا للحوار والتعرف على الآخر عبر التبادل الثقافي، بما يساهم في مسعى تحقيق السلام والتفاهم الدولي".
وقال صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد خلال الكلمة الافتتاحية التي قدمها بالمؤتمر الصحفي صباح أمس: يسرنا أن نعلن عن بعض البرامج الخاصة بالموسم التالي 2015-2016م: احتفالاً بالذكرى الثلاثين لتأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية فقد تقرر افتتاح الموسم الجديد بتقديم حفلين موسيقيين، كما قمنا بتخصيص عدد كبير من العروض التي سنقدمها خلال النصف الأول من الموسم للاحتفال بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد وذكرى تنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ أبقاه الله ـ.
وانطلاقاً من النجاح الذي حققه يوم الموسيقى العسكرية والإقبال الجماهيري المنقطع النظير الذي تمثل في حضور جماهيري في جميع المناطق المحيطة بالدار؛ قررت دار الأوبرا السلطانية مسقط إضافة فعاليتين مجانيتين في ساحة الميدان خلال الموسم القادم.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن موسم 2015 ـ2016م، سيكون مذهلا بما يحتويه من برامج حيوية في عالم الفنون الأدائية.
فخر
أما أمبرتو فاني المدير الفني لدار الأوبرا السلطانية مسقط والمكلف بأعمال المدير العام فيقول: "يحق لدار الأوبرا السلطانية مسقط أن تفخر بما قدمته من إسهامات خلال عمرها الزمني القصير، فهي لم تقم بتعرف العمانيين بثقافات العالم فحسب، ولكنها قامت أيضا بتعريف العالم بالثقافة العمانية وثرائها الفني المتنوع. إن الدار لتفخر يتولى زمام أمورها كادر وطني من الإداريين والفنيين والعاملين بمختلف أقسامها. إن التعمين يشكل هدفا لإدارة الدار، إذ تم خلال الفترة الماضية تدريب العديد من العمانيين في معاهد رفيعة منها معهد كندي للفنون الأدائية ودار الأوبرا الملكية البريطانية. فمنذ شهر يوليو 2013 تم تعيين 73 عمانيا من ضمن الـ 86 موظفا هم إجمالي من تم تعيينهم بالدار خلال تلك الفترة".
إعداد
أما البروفيسور الدكتور عصام الملاح مستشار مجلس الإدارة للبرامج والفعاليات فقد أكد على مبدأ التنوع والتوازن الذي يتم من خلاله اختيار عروض الدار بما يحقق التلاقي الثقافي بين الشعوب. ويضيف: إن التنوع يمكن تلمسه ليس فقط في تنوع العروض لتشمل الباليه والأوبرا والموسيقى الكلاسيكية على سبيل المثال، ولكن يوجد التنوع أيضا حتى في العروض العربية ذاتها، فما بين العروض الطربية والإنشاد الصوفي إلى مختلف فنون الأداء العربية. كما تحرص الدار على إشراك الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية في العديد من عروضها مع فنانين عالميين، وكذلك نحرص على تقديم الفلكلور العماني للجمهور".
وقد عرض الملاح خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر العروض العربية، مؤكدا على أهم هذه العروض، وأعمدتها، وأهمية العروض العمانية، وما تقدمه الدار للمجتمع العماني.
يقول الدكتور عصام الملاح: 2015 عام احتفالات ومناسبات، وأهم مناسبة فيه العيد الوطني الخامس والأربعون المجيد، ومرور 30 عاما على إقامة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، بالإضافة إلى مرور عشر سنوات على إقامة مهرجان العود العربي الذي أقيم بالسلطنة عام 2005 في قصر البستان، هذا الاحتفال فكرنا في كيفية تجسيده بشكل كبير من خلال اختيار بعض النجوم الذين تواصلوا مع عمان من مطربين كبار.
وأضاف: استطعنا أن نكسب أسماء كبيرة من أقطاب العود في العالم العربي، بالإضافة إلى إعداد عناصر عمانية شابة في مجال العود.
وعما تقدمه الدار للمجتمع العماني قال الملاح: لم يقتصر الدور الذي تقوم به الدار على تقديم الاستمتاع للجمهور، لكننا نحاول متابعة الفنان العماني، فنحن نراقب الموهوبين العمانيين ونعدهم ونقدمهم لجمهور الدار، كما قدمنا ممثلين عمانيين كرواة في أعمال أوبرالية.
استمرار
الدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس الإدارة للتعليم والتواصل المجتمعي يقول: "ستستمر في موسم 2015/2016 الملتقيات وحلقات العمل والمحاضرات وبرامج الأطفال والبرامج التعليمية العائلية التي تهدف إلى تثقيف الجمهور في كافة المفردات والعلوم المرتبطة بالفنون التي يتم تقديمها على خشبة مسرح الدار، حيث إن هذه الفعاليات تعتبر أسسا ثابتة من سياسة الدار وبرنامجها السنوي المتنوع.
ونفخر أن الموسم القادم سيشهد عودة أوبرا (الناي السحري) التفاعلية للأطفال، وسيشارك فيها أيضا المئات من طلبة مدارس السلطنة بما يقدم لهم تجربة ثرية مفيدة وممتعة".