بانجي ـ وكالات: بدأ الجيش الفرنسي والقوة الأفريقية صباح امس السبت عملية واسعة لنزع اسلحة ميليشيا "انتي بالاكا" المسيحية المسلحة في حي بوي راب المسيحي في بانجي وفق ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وبدأت اكبر عملية تمشيط منذ انطلاق عملية سنجاريس الفرنسية في ديسمبر، قبيل الساعة السادسة في محيط واسع من هذا الحي الذي يعتبر معقل ميليشيا الانتي بالاكا او "المناهضون للسواطير" المسيحية المتهمة باستمرار بارتكاب تجاوزات بحق المدنيين المسلمين. وعثر خلال عمليات التفتيش التي شملت كل المنازل، على اسلحة رشاشة وقنابل يدوية واسلحة بيضاء وكمية كبيرة من الذخيرة. وقال الكابتن بولو الدركي الكاميروني من القوة الأفريقية (ميسكا) لفرانس برس ان "كل الاشخاص الذين عثر في منازلهم على اسلحة تم التحقق من هوياتهم وسيسلمون الى الدرك، مؤكدا ان "حوالي 15 ضابط من الشرطة القضائية في القوة الأفريقية، انضموا الى العملية". وفي المجموع انتشر 250 عسكريا وشرطيا في هذه العملية. وبعد ان ظهرت كميليشيا تكافح عناصر حركة التمرد السابقة سيليكا التي تضم مسلمين تولوا الحكم في مارس 2013 واضطهدوا المسيحيين، سرعان ما بثت ميليشيا "انتي بالاكا" الرعب في بانجي وداخل مناطق أفريقيا الوسطى. وبعد استقالة ميشال جوتوديا الذي اضطر الى التنحي في العاشر من يناير ونزع اسلحة عناصر سيليكا وحصرهم في معسكرات في عمليات قام بها الجنود الفرنسيون من عملية سنجاريس، اصبحت ميليشيا "الانتي بالاكا" تهاجم المدنيين المسلمين وتكثف عمليات القتل والنهب. وتوعدت الرئيسة الانتقالية كاترين سامبا بانزا الاربعاء هذه الميليشيا "بالحرب" متجاوبة مع التصريحات التي تنطوي على تهديد واطلقها مؤخرا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان وقادة القوات الفرنسية والأفريقية في أفريقيا الوسطى الذين استهدفوا مباشرة المليشيات والنهابين الذين لا يلقون اي عقاب. وفي سياق غير منفصل، قرر الاتحاد الأوروبي وفرنسا تعزيز قواتهما المنتشرة في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تعهد الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة بمضاعفة عدد جنوده هناك الذين يبلغ عددهم 500 جندي، كما قررت فرنسا إرسال 400 جندي إضافي. وجاءت هذه الخطوة بعد دعوات من الأمم المتحدة للمساعدة في مكافحة العنف الطائفي المستشري في أفريقيا الوسطى. وقال قصر الاليزيه يوم الجمعة: "قرر رئيس الجمهورية الاستجابة بزيادة عدد القوات الفرنسية في أفريقيا الوسطى مؤقتا لتصل إلى ألفي جندي". وناشد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الدول الأخرى إظهار"مزيد من التضامن" مع جمهورية أفريقيا الوسطى وذلك فضلا عن تكرار دعوته لمجلس الأمن الدولي لتسريع نشر بعثة لحفظ السلام. وتنشر فرنسا حاليا 1600 جندي في جمهورية أفريقيا الوسطى، يساندون نحو ستة آلاف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي على الأرض، ومع ذلك، فقد أخفقت القوات المشتركة حتى الآن في وقف أعمال العنف التي طال أمدها بين الجماعات المسيحية والمسلمة. وبعد التحدث إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك، قالت كاثرين أشتون ممثلة السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي وافق خلال اجتماع أمس على مضاعفة التزامه السابق بنشر 500 جندي في أفريقيا الوسطى. وفي كلمته أمام المجلس، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضا الدول الأعضاء لإرسال قوات عسكرية إضافية وقال إنه سيقدم توصياته إلى المجلس يوم الثلاثاء المقبل لكيفية احتواء وإنهاء الأزمة. وقال بان كي مون "أنا ملتزم ببذل كل ما في وسعي لمنع وقوع مزيد من الفظائع والحد من مخاطر التقسيم الفعلي للبلد.. واجبي الأخلاقي هو أن أقدم للمجلس أفضل مشورة ممكنة بشأن كيفية معالجة الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين". ومن المقرر ان تقوم منسقة الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة فاليري اموس بزيارة جمهورية أفريقيا الوسطى يوم الثلاثاء المقبل لتقييم الوضع الإنساني المتدهور في البلاد.