[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
بكل هدوء وثقة بالنفس أسمع واحدا من أهل النظام في سوريا يقدم شهادة حية عن مقبلات الأيام وكأن وصفة الوضع الحالي طارئة ولن يكون لها مكان في المستقبل.
خبرات العارفين تبدد الهواجس والخوف .. لايرمى الكلام الا من اجل تصحيح افكار دخلت في لحظة قلق، والقلق مشروع انساني يعني مايعنيه .. سوريا بخير هكذا نفهم، ولن يكون لها الا الخير، وهي على تصحيح مسار قريب لن يتعدى القليل من الشهور القادمة.
هل تعب الجيش؟ نسأل، فيكون الرد ان الجيوش المحترفة لا تتعب، والجيوش العقائدية صحوتها دائمة وثابتة، والجيش العربي السوري صار احد اكبر الجيوش في العالم وأقواها، والى جانبه اخوة ورجال ابطال، لن يكون وحده، فمعركته قومية الطابع، نجاحه من أجل الأمة، سيطرته انتصارا لها.
في القريب العاجل نهار جديد سيبزغ على سوريا، هذا الذي نراه سيتبدد، سيكون كأنه لم يكن .. لن يتمكن الارهاب من تغيير معالم الوطن بكل تفاصيله، فلقد قرر الجيش العربي السوري ان لايترك حبة من ترابه يعبث بها الأشقياء مهما كانوا ولمن انتموا.
كلام اليقين جميل دائما ويرضي النفس التواقة الى معرفة الغد، بعدما تغيرت معالم الخارطة وصار لزاما التفكير فعلا بأن هنالك خطرا محدقا.
نقرأ في الكلام الموثوق ما يغسل البال المرتعد .. لكننا نتطلع الى وقائع كانت تشغلنا ايضا، فالذين ظنوا ان بإمكانهم السيطرة على الارهاب بعد خلقه ودعمه وتمويله وتكبيره افلتت من يدهم اللعبة فصارت خاسرة عليهم وعلى أوطانهم. بكل التقدير الذي يسجل للحياة ذاتها، ان صانع السم آكله، لم يعد هنالك مهرب من سريان الإرهاب في اجسام من صنعوه ومن قدموا له حاجاته .. فمن خلال آخر الكلمات التي يرددها قادة هذا الارهاب ان مكة والمدينة المنورة هي قرارهم الأكبر، وبعض من هؤلاء يذهب الى ان القدس هدفهم ..
"داعش " اليوم في كل مكان، و" النصرة " تضرب وتتقدم، والمطلوب وحدة المتضررين من هذا الكابوس الذي يطبق على المنطقة بأكملها وله امتداداته التي صارت بمثابة حدوده المتحركة. لم يعد هنالك متضرر واحد اذن، دخل الارهاب وتعمم، صار في مساحة المنطقة وعلى مستوى خريطة العالم، وفي مواجهة ذلك لابد من تغيير الواقع القائم، وقبلها الاعتذار عن المساهمة في اطلاقه، واذا قبل الاعتذار، يصبح التنسيق بين المتضررين وهم كل المنطقة تقريبا من ضرورات المحافظة على الأوطان وصيانتها، والفتك بكل تلك الظواهر.
الحرب الطويلة التي باتت مرئية ومعروفة تحتاج الجميع بدون استثناء لأحد .. هزيمة المشروع التكفيري الارهابي شعار الحاضر قبل ان يكون شعار المستقبل، وكلما مر يوم على حيادية الموقف منه، زاد من غله، بل تزايد وتكاثر، فهو كالجراد ما ان يحط في مكان ما، سيأكل الاخضر واليابس، بمعنى انه لن يترك أخضر، ولا حضارة، ولانضارة، ولا عالما متفاهما مع حاله، ولا أنس حياة .. فهل بعد كل هذا ننتظر حصول معجزات أخرى غير التوحد على قتاله.