القاهرة ـ العمانية:
شهدت كلية الاعلام بجامعة القاهرة نقاشات مستفيضة حول دور الاعلام في بناء الدولة الحديثة و ابرز القضايا التي تواجه الاعلام في العالم العربي ابتداء بحرية الراي وانتهاء بالمسؤولية الاجتماعية للإعلام في مرحلة تعد حاسمة و دقيقة في العالم العربي في ظل ظهور معطيات جديدة على الساحة الاعلامية تمثلت في التأثير القوي لوسائل التواصل الاجتماعي على المجتمعات العربية وعلى طريقة تعامل وسائل الاعلام مع الاحداث خلال المؤتمر العلمي الدولي الحادي و العشرين و الذي جاء تحت عنوان الاعلام وبناء الدولة: الضوابط المهنية و التشريعية و اخلاقيات الممارسة .وقد هدف المؤتمر إلى طرح الرؤى النظرية والمنهجية بشأن الأدوار المعيارية للإعلام على المستويات الإقليمية والعربية والدولية وصولاً إلى وضع تصورات علمية قابلة للتطبيق فيما يخص الوظائف الحيوية للإعلام في المجتمعات التي تتوجه صوب الديمقراطية وتكريس الحريات وأبرزها حرية الإعلام وحرية التعبير. و قد حاولت البحوث الاعلامية المقدمة الوصول الى الممارسة الإعلامية الصحيحة التي تتفاعل إيجابياً مع الواقع الثقافي بانعكاساته على الدولة والمجتمع وهذا المنحى العقلاني الناضج للممارسة الإعلامية الذي يعد ذا طابع إنساني عام وهو ما يحتاجه المجتمع العربي وغيرها من الدول العربية من أجل بناء الدولة الحديثة وتمكين المجتمع من التفاعل الإيجابي مع أركان هذا البناء خاصة في ظل التناقضات التي ظهرت بعد ثورات الربيع العربي وتداعياتها.وارتكز هذا المؤتمر على اربعة محاور اولها كان محور وسائل الاتصال والضبط الاجتماعي ومسؤولية الدولة و اندرجت تحته موضوعات تحولات المشهد الإعلامي في العقد الأخير في الدول العربية و توجهات الخطاب الإعلامي التقليدية، وخطاب التطرف، وخطاب التغريب وسائل الاتصال وصيانة الهوية الوطنية : المسؤوليات المشتركة و وسائل الاتصال والأمن الوطني في بيئة غير مستقرة و تطوير نظم الاتصال الوطنية : الاتجاهات العالمية وخصوصية الدولة و مسؤوليات المؤسسات الإعلامية في عملية بناء الدولة في ضوء معايير حوكمة المؤسسات وسائل الاتصال وبناء نظام قيمي جديد و التسويق السياسي لمفاهيم ومتطلبات بناء الدولة والعلاقات العامة وإدارة اتصالات القضايا والأزمات . اما المحور الثاني و الذي كان حول الضوابط المهنية والتشريعية وأخلاقيات الممارسة للأداء الإعلامي فقد اندرجت تحته موضوعات آليات التنظيم الذاتي للإعلام و تجارب عربية وعالمية في الضبط المهني والتشريعي للإعلام و التجربة المصرية في تنظيم الإعلام في مرحلة التحول الديمقراطي والإعلام والاستقطاب من منظور الضوابط المهنية والأخلاقية و رصد المضامين الإعلامية وتقويمها (تجارب المراصد الإعلامية) و التدريب الإعلامي من منظور الضوابط المهنية والتشريعات ودور السياسة الإعلامية في ضبط الأداء الإعلامي و تقنين العلاقة بين الإعلام والإعلان و الضوابط المهنية والتشريعية لممارسة العلاقات العامة وتقييم العلاقات العامة من منظور احترافي (في المنظمات الحكومية والخاصة). والمحور الثالث كان حول أخلاقيات الممارسة في وسائل الإعلام و قد اندرجت تحته مواضيع العلاقة بين أخلاقيات الممارسة ومصداقية وسائل الإعلام و الضوابط الأخلاقية والدور التنموي لوسائل الإعلام:تقييد أم تدعيم؟ و أخلاقيات الدور السياسي لوسائل الإعلام فى فترات التحول و تنمية التفكيرالنقدي لدى الجماهير بين الالتزام الأخلاقي والمسؤولية المهنية والمنظور الأخلاقي لمشاركة الجمهور في المضمون الإعلامي والإعلام الفئوي بين الحقوق والواجبات و تقييم أخلاقيات أداء العلاقات العامة على مستوى الممارسة و تأثير الإعلان في أخلاقيات الأداء الإعلامي ومواثيق الشرف الأخلاقية النوعية للمهن الإعلامية (كصناع الإعلان، والمخرجين، والمصورين وغيرهم) و الأطر والمداخل النظرية المعنية بأخلاقيات الأداء الإعلامي . والمحور الاخير خصص للاشكاليات المهنية والاخلاقية للإعلام الجديد واندرج تحتها تقييم الأدوارالسياسية لشبكات التواصل الاجتماعي من منظور الأخلاقيات والإعلام الجديد وانتهاك الخصوصية و تنمية الوعي بالاستخدامات الأخلاقية والمهنية للإعلام الجديد و مصداقية شبكات التواصل الاجتماعي و الإعلام الجديد وقيم الحفاظ على الهوية واللغة العربية والتربية الإعلامية والإعلام الرقمي: الجدل بين النفعية والأخلاق. وقد قسم المؤتمر الى اربع جلسات و ندوتين تم توزيعها على مدى يومين متتاليين انطلقت الجلسة الاولى بدراسة نظرية حول المشهد السمعي و البصري على الانترنت في المنطقة العربية في ضوء تحولات البيئة الاعلامية في الوسائل السمعية و البصرية تلاها استعراض دراسة ميدانية حول انعكاس التعرض لمجموعات الفيس بوك المتخصصة على الوعي لدى المرأة بالقضايا المجتمعية و الدينية ثم ورقة بحثية حول اعادة هيكلة الاعلام المسموع و المرئي في مرحلة بناء الدولة بطريقة منهجية و اختتمت الجلسة الاولى باستعراض تجربة المرصد الاعلامي المصري بمركز المعلومات و دعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري . وبالتوازي مع الجلسة الاولى عقدت مائدة مستديرة عنوانها واقع الاعلام المصري ومستقبله شارك فيها عدد من الباحثين الاعلاميين في الشأن المصري . الجلسة الثانية من المؤتمر انطلقت بالتجربة الهندية في الضبط التشريعي و المهني للصحافة في دراسة شملت الدستور الهندي و قوانين الملكية و خلصت الى عدم كفاية الضبط المهني للصحافة على الرغم من تعدد ادواته و الى التوصية بإيجاد قوانين واضحة لمعاقبة اساءة الاستخدام . ثم تلاها بحث تأثير توظيف الصحف الالكترونية المصرية لشبكات التواصل الاجتماعي كوسيلة لزيادة اعداد مستخدميها على المحتوى المقدم عبر هذه الشبكات و شهدت الجلسة الثانية تقديم دراسة تحليلية للصحافة المصرية و الفرنسية عقب احداث الهجوم على صحيفة تشارلي ابيدو في يناير مطلع هذا العام للتعرف على اطر المعالجة الصحفية لقضايا الارهاب.
واختتمت الجلسة بنقاش حول حقوق المتلقي في اطار المسؤولية الاجتماعية للاعلام . وفي الجلسة الثالثة التي عقدت في اليوم الثاني للمؤتمر تم تقديم بحث حول التسويق السياسي لقضية مكافحة الارهاب عبر المنتديات المصرية على شبكة الانترنت تلاها نقاش حول دراسة تطبيقية لاخلاقيات النقاش السياسي عبر مواقع الشبكات الاجتماعية ثم دراسة حول دور مهارات الاتصال في التسويق السياسي للمرشح من وجهة نظر الجمهور واختتمت الجلسة بورقة بحثية حول العلاقة التكاملية بين القنوات التلفزيونية و الامن الوطني في توفير بيئة مستقرة . وبالتوازي مع هذه الجلسة عقدت مائدة مستديرة حول التشريعات والاعلامية و ضوابط الممارسة لعدد من الباحثين الاعلاميين. واختتم المؤتمر بالجلسة الرابعة التي طرح في بدايتها ورقة حول المعايير الديمقراطية في التشريعات الاعلامية المصرية والاسرائيلية تلاها بحث حول اتجاهات الاعلاميين نحو استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في ضوء الضوابط المهنية و الاخلاقية بعد ثورة 30 يونيو ثم ورقة بحثة حول استخدام الاتصال الحكومي في تعزيز الهوية الوطنية متخدة من دولة الامارات العربية المتحدة كنموذج و اختتمت الجلسة بورقة كان عنوانها هواة في غرفة الاخبار : القادمون الجدد الى المؤسسات الاعلامية المصرية بعد 2011 حيث تناولت المواطنين الصحفيين العاملين لدى مؤسسة المصري اليوم و قناة (او ان تي في) المصريتين.